° شِبهُ إحتلالٍ° 38

135 13 8
                                    

الخليلُ الشاحبُ ابتلع بـثقلٍ بينما يتلفتُ كل ثانيةٍ خلفهُ، لم يُشعرهُ منزلهُ أو الأفرادُ بهِ بـأي نوعٍ مِن الأمانِ قط، خليلهُ البندقيُّ مُتغيبٌ كذلك.

كل الوسائلِ و السُبلِ للراحةِ قد سُلبت بـشكلٍ دائمٍ علي الأرجحِ.

لذا ما كان بهِ سوي أن يتوهج خوفـًا مِن أي شيءٍ حولهُ، مع ذلك، التوهجُ لم يجلب لهُ سوي البعوضِ.

تنهيدةٌ استنزفت طاقتهُ انفلتت مِن بينِ شفتيهِ اليابسةِ، هو بـالرواقِ، نجح في المرورِ مِن أمامِ غُرفةِ أبويهِ دون أن يُلاحظاهُ.

لذا ابتسامةٌ تسلقت زوايا شفتيهِ، نزل السلمَ بـحذرٍ خشية إحداثِ ضوضاءٍ، و قد نجح.

عينيهِ وقعت علي بابِ المنزلِ لا غير، هُناك فقط حين عبورهِ سـيذهبُ لـبندقيهِ، كان هذا هو الخيارُ الوحيدُ للحفاظِ علي حياتهِ، رُبما ؟.

مقلتيهِ لم تلتقطا شيئـًا سوي البابِ، و قد كان هذا أسوء ما حدث لهُ بـحياتهِ حتي الأن.

فـلحظةُ تموضعِ يدهِ علي مقبضِ البابِ، صدح صوتٌ قريبٌ للغاية، بـطريقةٍ مُخيفةٍ، قد أرعدت فرائصهُ.

- أ سـيكونُ هذا مُؤسف ؟.

هو تجمد للحظةٍ، و اتسعت حدقتيهِ بـبطءٍ، ميزت أذنيهِ تلك النبرة سريعـًا، لقد عاد لأبيهِ مرةً أخري.

هو حول بؤبؤيهِ للجهةِ اليسري حيثُ مصدرُ الصوتِ، كان قريبـًا، و للغايةِ، إنهُ يجلسُ علي كرسيٍّ قرب البابِ مُباشرةً !.

بدا مُبعثرًا، و كـأنهُ لم يتحرك مِن علي الكرسي لأيامٍ.

جيمين ابتلع و اغمض مقلتيهِ، تراجعت قبضتهُ المرتجفةُ عن مقبضِ البابِ و بقيت مشدودةً لـجانبهِ، ساقي الأخيرِ تراجعت هُما الأخرتانِ للخلفِ.

ترك مسافةً بينهُما، تكادُ تُسمي مسافةً.

الهالةُ المُظلمةُ عادت تحتلُ أبيهِ، لكن، هي تبدو الأن أفظع، كان بـإمكانِ الخليلِ المُتجمدِ مُلاحظةُ ذلك سريعـًا.

استمرت مقلتي أبيهِ تخترقهُ بـقسوةٍ، هي لم تتزحزح عنهُ، و الصمتُ دام بينهُما لـثوانٍ مُميتةٍ، حتي فرق الأبُ بين ساقيهِ و وقعت عيني إبنهِ علي تلك المنطقةِ بين فخذيهِ.

عُقد لسانهُ، فحسب، عقلهُ بـحالةٍ لا تسمحُ لهُ بـالإستيعابِ حتي، ما هذا ؟، مُنذُ متي يجلسُ هُنا ؟، أبيهِ تبول بـسروالهِ حتي لا يتحرك.

و هُناك عددٌ قليلٌ مِن الذُبابِ يقفُ فوق البولِ علي قُماشِ البنطالِ، هل يبدو هذا حقيقـًا ؟، أ لا تكونُ إحدي الكوابيسِ ؟، أ لا يستيقظُ ؟.

Methomania | ✓Where stories live. Discover now