° رأسـًا علي عقب ° 37

115 14 2
                                    

- أنا لا يُمكنني السماحُ بـذلك، لا يسعُني السماحُ لهُم، بُني،  ما عساي فعلهُ ؟.

ذو الخُصيلاتِ الرماديةِ أنبس بـتحشرجٍ، الأن، كل ما حصدهُ قد فقدهُ، عاد خاسرًا لأفعالِ إبنهِ، هو فكر بـإنهُ ماذا لو أبقاهُ أيضـًا بين ذراعيهِ ؟.

ما الذي كان لـيخسرهُ ؟، ما الخطأُ في أن يَضيع حقُ إبنهِ في الحصولِ علي تعليمٍ مُقابل منحهِ العمر الطويل ؟.

كان عليهِ التوقفُ قبل الوصولِ لـهُنا، كان يعلمُ، وجودهُ أمام جُثةِ إبنهِ لن يؤدي للخيرِ، عند هذهِ النقطةِ، لا يُمكنهُ السماحُ للأتربةِ بـأن تحتضن هي إبنهُ.

هذا مُستحيل.

هو رفض دفنها قبل قليلٍ أو وضعها بـثلاجةِ الموتي لـحفظِ الأجسادِ، و الأن، هو يقفُ أمام بابِ المقعدِ المُجاورِ لـمقعدِ السائقِ بـسيارتهِ و أمامهُ جُثةُ إبنهِ مُتكورةٌ.

لقد قام بـسرقتها مِن المشفي.

علي كين يوو البقاءُ بـالحياةِ، بين ذراعيِّ أبيهِ لا غير.

ذو الخُصيلاتِ الرماديةِ استل نفسـًا عميقـًا، ثم هو أخذ الخطوةَ الثانية، لا تراجُع بعد هذا، كان عليهِ أن يكون مُتأكدًا.

هو لم يقُم بـحملِ جسدِ إبنهِ، بل شابك أصابعهُما معـًا و قام بـسحبهِ، الجسدُ تدلي مِن المقعد، مع ذلك، تابع الوالدُ سحبهُ للخارجِ، نحو المنزل.

حان الوقتُ لـيعود إبنهُ للمنزلِ، سـيكونُ الطعامُ بـإنتظارهِ كما العادةِ علي الأرجح.

هو شابك أصابعهُما و لم يحملهُ لإيمانهِ أن الروح ما تزالُ بهِ، قد يكونُ فقط بـحاجةٍ لـبعضِ اليقظةِ، الألمُ لـيستفيق لا أكثر، رُبما ؟.

- هيا بُني، قُم معيِّ، والدتكَ مُشتاقةٌ لكَ كذلك.

هو قال بـمقلتينِ دامعتينِ، موالحهُ انتشرت أسرع مِن خطِ الأمامِ بـالجيشِ، لِمَ أرسلهُ للمدرسةِ فقط بـذاك اليومِ ؟.

لِمَ أراد الربُّ روح إبنهِ بـتلك السُرعةِ ؟، رُبما سـيَتعينُ عليهِ التساؤلُ كثيرًا عن السببِ حتي رُغم شديدِ إيمانهِ.

الجسدُ يُسحب، الوجهُ يُخدشُ بـكثرةٍ لما يُلاقيهِ، لن يكون كين يوو سعيدًا بـهذا إطلاقـًا، كلٌّ أطرافهِ انتشرت بـعشوائيةٍ، تُلاقي الأحجار القاسية و العشبَ الناعم.

حتي وصل لـمدخل البابِ، دفع الوالدُ الباب بـقدمهِ بـقوةٍ فـفُتح، صوتُ بُكاءٍ خافتٍ تسلل لـمسمعهِ، زوجتهُ تشتاقُ كما يفعلُ.

Methomania | ✓Where stories live. Discover now