° زعزعةُ كيان ° 40

106 15 14
                                    

- أنتَ بـالداخلِ ؟.

جاي شي تساءلت بـصوتٍ عالٍ نسبيـًا مِن خلفِ بابِ غُرفةِ الخليلِ الشاحبِ، و حين لم تتلقي ردًا هي قلبت عينيها و فتحتهُ داخلةً.

هو ما يزالُ مُمددًا علي الأرضيةِ، بـرُكبةٍ مكسورةٍ.

كان ينظرُ للبابِ، بـأعينِ فارغةٍ، مِن كل شيءٍ، شفتيهِ جفت و تشققت، يومينِ، لم يحصل بهِما علي ماءٍ أو طعامٍ.

و الأن، مشهدُ أبيهِ يحضُرُ، لقد تبول بـسروالهِ كذلك، لم يمتلك القدرةَ للنهوضِ، لا شيء بـجسدهِ، فقاقيعُ تحومُ بـمثانتهِ، و هو ساكنٌ يَمنعها.

و ذلك يزيدُ مِن ألمهِ و عجزِ ساقيهِ.

بـالكادِ يُحركُ طرفـًا مِن أطرافهِ الثلاثةِ الصحية كي يُحرك الدم بـجسدهِ الساكن.

جاي شي أبصرتهُ قليلًا، ثم هي تنهدت و أغلقت الباب خلفها ثم سحبت كرسيِّ مكتبهِ الدراسي و وضعتهُ لـجوارهِ مِن ثم جلست عليهِ،

ساقٌ تعتلي الأُخري.

أخرجت قداحتها و أشعلت عود السيجارِ الذي بين شفتيها، ثم هي ألقت بـالقداحةِ علي سريرهِ، أحنت بـجزعها قليلًا تُديرُ رأسهُ المُقابل للبابِ حيثُ جهتُها.

مُقلتيهِ وقعتا عليها، فحسب، عودُ السيجارِ إستقر بين سبابتها و وسطاها، ثم سحابةٌ مِن الدخانِ قد إنتشرت.

لكن، و بـالرُغمِ مِن ذلك، هو لم يمتلك قدرةً علي السُعالِ حتي، فقط إرتفع صدرهُ و أنخفض بـوتيرةٍ سريعةٍ إلي أن تبدد الدخانُ و عاد يستقرُ.

إستندت بـمرفقها علي رُكبتها، و إستمرت تُراقبهُ، تُطيلُ النظر لهُ، بينما مُقلتيهِ إنازحت للسيجارِ بين إصبعيها، هي تُدخن ؟، كان علي حقٍ حين لم يُحبها مهما حاول.

- علمتُ أنكَ ما تزالُ هُنا حين هدأ البيتُ و برح أبيك مكانهُ قُرب البابِ.

هي سحبت القليلَ مِن النيكوتينِ تُوسعُ رئتيها لأجلهِ، ثم أبعدت السيجار عن شفتيها المُبهرجةِ، كان بـإمكانِ الخليلِ الشاحبِ رؤيةُ أحمرِ شفاهها عالقٌ علي السيجار.

هي عادت تنفثُ الدخان، و عاد صدرهُ يُكافحهُ.

- أيها المؤمنُ، لِمَ لَمْ يُساعدك مَن تؤمنُ بهِ ؟.

هو فرق بين شفتيهِ بـصعوبةٍ، كانت تلك هي المرة الأولي لـفعلُ ذلك مُنذُ يومينِ، كان يشعرُ أن جلد شفتهِ العُليا ألتصق بـالسفلي.

Methomania | ✓Where stories live. Discover now