° وجهٌ فارغ ° 24

155 14 0
                                    

- جيمي، هُناك مَن يترددُ عليك.

- لا أُريدُ رؤية أحد.

الخليلُ الشاحبِ قال بـفتورٍ عارمٍ، فـأومئ أبيهِ و عاود إغلاق بابِ غُرفتهِ، لكن، هذهِ المرةَ، كان بـإستطاعتِ جيمين سماعُ صوتِ المفتاحِ يخترقُ القفل، و يضعُ نهايةً لـيومهِ.

الشمسُ مُشرقةٌ، لكنهُ يشعرُ بـالبردِ، بردٌ ينتشرُ بين ثناياهُ و يُدنس عظامهُ، بـالرُغمِ مِن أنهُ أقفل نافذةَ غُرفتهِ، و إحتمي بـبطانيتهِ مُتخذًا إياها قلعةً.

لكن، هذا البردُ و كـأن مصدرهُ كان جسدهُ فحسب.

هو تنهد بـثقلٍ، ثم رفع اناملهُ المجروحةَ الباهتةَ يتلمسُ أنفهُ، ما يزالُ الألمُ يتسربُ منهُ، رُغم علاجهِ، إلا أن ذلك بدا أقوي مِن أن يُشفَ بـوقتٍ قصيرٍ.

علي هذا النحوِ، لن يكون بـإمكانهِ رؤيةُ بندقيهِ، هو يشعرُ أن الحياة تُغادرهُ بـبُطءٍ، يبدو أنها عالقةٌ بين الكلماتِ بـحلقهِ.

- جيميني~.

هذا الصوتُ الضعيف، كان سببـًا لأن يرفع المعنيُ رأسهُ سريعـًا مُزحزًا ما يُعيقُ أذنيهِ، هذا الصوتُ لا يُمكنُ أن يُخطئهُ، لقد عاش علي صداه.

- إن كنتَ هُنا، فـأرجوكَ أجب.

عاد الصوتُ المُرتجف، فـتحرك المعنيُ يُبعدُ ما لف بهِ جسدهُ إلا أنهُ تعرقل بـبطانيتهِ و سقط أرضـًا، فـصر علي أسنانهِ، يديهِ لا تتحملانِ الكثير بعد الأن.

- أنا افتقدكَ جيميني، لِمَ لا تُريدُ رؤيتي ؟، صديقي، هل تتخلَ عني ؟.

جيمين تأوه و استقام سريعـًا يضربُ الباب بـقبضتهِ، موالحهُ لم تَقتصد، هي انزلقت عبر وجنتيهِ الشاحبةِ مُحرقةً بشرتةُ الباهتة.

- تايهيونغي~، هذا أنتَ صحيح ؟.

لم يصلهُ ردٌ، فـعاود ضرب البابِ بـقبضتهِ ينوح بما في خُلدهِ مِن زُرقةٍ.

- تـ..تايهيونغ..أرجوك.

هو شد علي اعتصار مقلتيهِ الباكيه، عالمهُ الفارغُ يُظلم، لكن هذا لم يطل، و قد آتتهُ شهقةٌ و صدح صوتُ بكاءٍ، ثم قبضةً تضربُ البابَ بـخفةٍ.

- تايهيونغ الحقير !، لقد اعتقدت أنني أُصبتُ بـالجنونِ و.. و أتوهمكَ !.

هو قال بين صراعهِ مع موالحهِ التي يُبعدها بـعنفٍ عن عينيهِ بعدما تُشكلُ ساترًا، فـسمع قهقةً صغيرةً حلوة، هو ثُغرُ بندقيهِ، لقد زرعَ بهِ السحرَ.

Methomania | ✓Where stories live. Discover now