° غيرُ مُحببٍ ° 33

150 15 1
                                    

الخليلُ الشاحبِ تنهد بـضيقٍ شامخٍ بـأيسرهِ، ثم هو رفع يدهُ المُرتجفة و بـصعوبةٍ إستطاع تثبيتها علي مقبضِ البابِ.

لم يكُن يجدرُ بهِ العودةُ حقـًا، كان عليهِ البقاءُ مع خليلهِ البندقي فحسب، توجب عليهِ نسيانُ ما خارج جُدرانِ منزلِ الأخيرِ طويلًا.

لكن، هو فقط لم يرغب بـالإطالةِ لديهم، بدا و كـأنهُ حملٍ غيرُ محببٍ هُناك رُغم الترحيب المُعلنِ والمُسرِ لهُ.

حسنـًا، كان لـيعود عاجلًا أو أجلًا إلي جُدرانِ غُرفتهِ، المُعضلةُ في مَن هُناك، لا يُمكنهُ المرورُ مُختفيـًا، ليتهُ كان أحد الأبطالِ الخارقين، مِن مَن يختفون و يتحركون بـشكلٍ غير مرئيٍ.

كان ذلك لـيكون أفضل للحفاظِ عليهِ.

و بـبطءٍ، بطءٍ شديدٍ، هو أدار المقبض، بـقلبٍ صاخبٍ و جسدٍ أرهقهُ ما أحتواهُ يومـًا، رُبما يُساعدهُ الله، هو يؤمنُ بهِ، لـرُبما ليس لأجلِ خليلهِ البندقي فقط.

هُناك ما هو أعظمُ، شيءٌ لا يُمكنُ لأحدٍ معرفتهُ سواهُ.

- كم كان لـيستغرق منيِّ فتحُ البابِ يا تري ؟.

صوتٌ هاديءٌ همس خلفهُ، خلفهُ مباشرةً، دقاتُ ساعتهِ نافست الثواني بـسرعتها، بدا و كـأن أيسرهُ علي أُهبةِ الإستعدادِ للقفزِ في أي لحظةٍ كانت.

هو اعتصر مقلتيهِ و أعاد يدهُ إلي جانبهِ، لم يُرد الإلتفات، كان يعيّ لـمَن يعودُ الصوتُ، أبيهِ.

- أ لا يُفترضُ بـبُني أن يكون بـغُرفتهِ الأن ؟، ماذا يفعلُ هُنا ؟، ظُهرًا.

القائلُ وضع يدهُ بـلطفٍ علي كتفِ إبنهِ الذي أقشعر فقط لـذلك، ثم بدأ جسدهُ بـالإنتفاضِ بـخفةٍ، موالحهُ لم تقدر علي الإحتمالِ أكثر.

حتي سروالُ البندقي الصوفي الذي يرتديهِ، قد تبلل.

ليتهُ بقي بين ذراعي بندقيهِ، ليتهُ أوقف خلاياهُ التي لم تتوقف يومـًا عن العملِ، لـثانيةٍ، فقط، لم يُرد أكثر مِن هذا.

ذراعي أبيهِ أحاطتهُ، كان عناقـًا خلفيـًا أمام بابِ المنزلِ النبيذي، لكن تلك الذراعينِ لم تُشعراهُ بـالإطمئنانِ كما يفعلُ خليلهُ.

ذقنُ أبيهِ أرتكز علي كتفهِ، و هو لم يكبح نحيبهُ و أطلقهُ، ما مِن داعٍ للقسوةِ علي نفسهِ هو الأخر، لقد وُضعَ بـهذا المُستقبلِ مُنذُ البدايةِ.

- آسفٌ، آسفٌ للغايةِ، كما لم أفعل قبلًا.

هو قال بـصوتٍ مُتحشرجٍ و نحيبٍ يضعفُ، مع ذلك، بقيت عيني والدهِ مُعلقةٌ علي البابِ، إلا أن ذراعيهِ قد احتوت إبنهُ بـنعومةٍ مُباغتةٍ لألمهِ.

Methomania | ✓Where stories live. Discover now