° ليلةٌ عذراء ° 31

238 16 3
                                    

ليلةٌ عاصفةٌ مِن بين أنينِ الشتاءِ، المطرُ لم يتوقف بها إطلاقـًا، بل إنها حتي قد أثلجت في بعض الأوقاتِ.

نسبةٌ مِن البشرِ اعتكفوا منازلهُم هربـًا، و نسبةٌ تسرحُ بين طياتِ الثلجِ و المطرِ غير عالمةٍ أين ينتهي بها المطافُ.

كما كان سريرُ الخليلِ الشاحبِ فارغـًا بـالضبط.

هو أستمر بـالركضِ حافِ القدمين، لكن بـوجهةٍ ما مُحددةٍ لهُ، عقلهُ قد إبتدأ ذلك، و قد لا تكونُ نهايتهُ يسيرةً، قد لا يملكُ نهايةً علي الأرجح.

هو تخطي جميع الحواجزِ بـعقلهِ، إستيعابهُ لما فعلهُ توًا قد جاء حينما فات الآوانُ بـهربهِ مِن المنزلِ، لـهذهِ الليلةِ.

علي أملِ أن يعود صباحُ الغدِ دون أن يُلاحظ أبويهِ غيابهُ.

كانت الفكرةُ الوحيدةُ التي إستطاع و بـجدارةٍ التمسك بها، هي صورةٌ محفورةٌ بـالجزء الأمامي مِن دماغهِ، صورةٌ لـمنزلِ الخليلِ البندقي.

هو الأمانُ بـهذهِ الليلةِ العذراءِ البائسة لـفتي الكنيسةِ الشاحب.

لذا، الأخيرُ استمر و استمر بـالركضِ، يتجاوزُ مَن يظهرُ بـطريقهِ، و يشقُ طريقهُ الخاص بـأكوامِ الثلجِ، تلك البلوراتُ الصغيرةُ اللامعةُ قد جرحت قدميهِ بـكلِّ إنتشاء.

مع ذلك، هو تجاهل كل شيءٍ و أي شيء، عليهِ الإسراعُ لـبندقيهِ، هو حتي لم يلتزم بـإشاراتِ المرورِ، و لم يهتم لـنظرةِ مَن أبصرهُ بـهذهِ الحالة.

كما لم يهتم تمامـًا لم يرتديهِ بـهذا البردِ، ذاك السروالُ القصيرُ الذي بـالكادِ يسترُ رُكبتيهِ لم يكُن بـالحامي، أو القميصُ الصيفيُ لم يكُن كذلك بـالواقي.

علي الأرجحِ، فتي الكنيسةِ سـيُصابُ بـالزكامِ رُبما إن بقي علي هذا الحالِ لـفترةٍ أطول.

الخليلُ الشاحبُ توقف يلهثُ ومستردًا ما سلبهُ مِن رئتيهِ قصرًا حين أصبح مُقابل منزلِ خليلهِ البندقي، و لذا، هو لم يُتعب نفسهُ مِن عناءِ التفكيرِ في سببٍ لـمجيئهِ بعد مُنتصفِ الليلِ.

هو فقط زحزح قدميهِ المخدوشةَ بـخشونةٍ و أخذ يطرقُ الباب، دقائقٌ تلتها أُخر، و لم يُجبهُ أحدٌ، فـيُعيدُ الطرق، و أيضـًا لم تكُن هُنالك إجابةٌ.

بـالرُغمِ مِن ذلك، هو لم يفقد ذرة أملهِ الأخيرةِ، يستحيلُ أن يعود لـمنزلهِ هكذا، يستحيلُ أن يبقي وحدهُ هذهِ الليلة.

هو توقف عن الطرقِ، و ضم يديهِ لـصدرهِ يدفئهُما بـالإحتكاك، و عاود زحزحةَ قدميهِ لـجانبِ المنزلِ يستلقي علي العُشبِ و يلتفُ حول ذاتهِ أكثر فـأكثر.

Methomania | ✓Where stories live. Discover now