6

1.4K 12 7
                                    

سند ليس ابن محمد بل ابن مهاب
كما انه ليس ابن نجلاء بل ابن اليمامة
و ليرضى من يرضى و ليلعن من يلعن

معذرةً أرجو منك يا سيّدي فحبك أسوء حبٍ على الإطلاق

أرجو منك معذرةً قد خالف حبك منهاج البشريّة
قد عاث العشق فسادًا و حكّم فيه بهمجيّة
لا يعرف حبك قانون .. أو خطًا أحمر محظور !
لا يحمل تعريفًا رسميًّا لا يحمل تجنيسًا و هويّة
معذرةً عشقك سلطانًا .. ظالم لا يرعى قلوبًا زهريَة
عشقك ريحٌ عاتيةٌ .. عشقك غيمٌ سوداويّة
و كذلك حربٌ مهلكةٌ .. و طلعة شعبٍ ثوريّة
جبّارٌ لا يعرف دينًا سمحًا .. لا يعتنق الانسانيّة
متسلط لا يرحم حالًا .. و يُصدِّر أحكامًا قمعيّة
و يزوّر أوراق الحب .. و ينمقها بحِكَمٍ لبراليّة
حبك أسوء حبٍ قد يكتب في سلسلةٍ قصصيّة
حبك سطوةُ محتالٍ .. و مروّج أفكارٍ علمانيّة
و يسير على جرح يدايّ .. و يلقي خُطبًا دستوريّة
و يُقبل يمنى الهيمنةِ .. و يقيّد أتباع الحريّة
و لكنّ برغم السوء و رغم الحالِ الوحشيّة
أحببتك يا أستاذ الحب السيء و رضيّة

أحببتك نعم ، و كيف لا ؟
كيف لا و أنا وكبرت بين يديك ؟ اخذت لي الحلوى ، ذهبنا سويًّا لمدينة الألعاب ، اشتريت لي الدُمى كيف لا أحبك بعد ذلك ؟
لكن لم أصبحت الآن تُضيّق الخِناق علي ؟
كُنت مُدللةً بين يديك في صِغري ، ما إن يرفض لي عزيزُ طلبًا حتى تأتيني به أنت " اللي تبيه نجد حاضر و تم "
كلما همّ عزيز لمعاقبتي على أمرٍ ما وجدتك أمامي تقفُ في وجهه " والله ما تضربها تراها بوجهي "
أو كلما ضايقني أحد الأطفال أتيتك ببكائي لتترك ما بيديك " من مزعلها ؟ والله ان باقي أحد يسويلها شيء ان تشوفون شي ما يسركم "
أصبحت الآن أتجنب كل شيء يخصّك
اتجاهلك أنت
أتجنب زيارات بيت جدي إن كنت هنا
فآخر ما أوده الان هو الاصطدام معك
لا أعلم لما وصلت لهذه المرحلة من الهرب منك ، لكنني أعرف جيدًا أنك من أوصلني لها
لا أشعر بأنني أكرهك ، لكنني أخاف منك
أخاف من فكرة ارتباطنا ببعض
أخاف من فكرة أن نجتمع تحت سقفٍ واحد و مواجهةُ غضبك الدائم وحدي
إن كان عزيز أو جدي أو حتى أبوكَ يقفون الآن بيني و بين موجة غضبك لكنه يصلني النصيب منها
كيف إن كنا وحدنا ؟
دائمًا ما تراودني فكرة الانفصال منك ، لكن يمنعني غضبك عن ذلك
ليس حُبك ، و لكن غضبك
أتيت منذ ثلاثةِ أيامِ بصُحبة عمي
يتصل عمي بي : ها يا ما ودك تجين تسلمين عليّ ؟ " أتعذر بأعذارٍ واهية : عندي اختبار بكرا بس ان شاء لله اخلص واجيك " و مراتٍ لا أرد ، و أكثر المرات اعتذر أنني انشغلت بواجباتي ، لكن اليوم لا عذر لديّ ، فغدًا ليس لديّ مدرسة و هذا يعني إن لا عذر لديّ !
كيف سأخبرك أنني أتجنب رؤية ابنك ! لكنني سأراه اليوم لا محالة رغم أنني أدعو الله كثيرًا ان يكون خارجًا
" شذى يلا بسرعة نروح و نرجع ما ودي أطوّل " تقولها نجد و هي تلتقط عباءتها
تجيب عليها اختها و هي تخرج : زين جاهزه انا انتظرك ترا
-طيب وين عزيز والا سعود يجي واحد منهم معنا ؟
التفت عليها شذى بضحكة ساخرة : شايلة هم الرجل الغيور؟
رمقتها نجد بنظرة غضب : انكتمي بس محد فاضي لك
تركتها شذى و هي تضحك تطرق الباب عدة طرقات حتى أتاها الرد يأذن بالدخول تميل برأسها : فاضي؟
أغلق سعود جهازه الحاسوب مجيبًا عليها : يسس " ثم التفت عليها ليُكمل : يه يه يه شالهكشخه؟
تبتسم قائلة : بنروح بيت جدي نسلم ع عمي عبدالعزيز تجي معنا ؟
نظر لساعته : زين ثواني ابدل يلا اذلفي تحت لين اجي
خرج الثلاثة معًا لبيت جدهم الذي يسكن في ذات الفناء لكنهم اعتادوا على ذلك أن يخرجوا بصحبة اخوتهم فكما هي عادة بيت الجد مليئٌ بالاحفاد دائمًا
سلامٌ معتاد و ترحيب حار فهؤلاء أبناء العزيز الغالي
أبناء الغائب عنهم في دهاليز السجون
تذهب الحكايات و تعود للماضي دائمًا يقول الجد : وين عزيز ؟ له فترة ما يمرني الا الصبح و يطلع و معد اشوفه الا الفجر الثاني !
ينطق سعود مجيبًا عليه : والله مشغول يا بوي حنا معه بنفس البيت و نشوفه غصب
يسأل العم و هو يحتضن كتفي شذى : كيف اختباراتكم و المدرسة ؟ " ثم يوجهه الحديث لنجد ضاحكًا : ها يا نجد سمعت ان لك حركات هه و هه
يحمّر وجهه نجد و تضحك شذى و تقول : اقولك يا عمي يجروني الادارة كل يوم و انا مالي دخل بسببها
تجيب نجد بخجلٍ ضاحك : والله اني ما اسوي شيء بس هم يدورون الزله
" يا ولد طريق في احد والا.." قالها بهّاج من ممر المجلس أجابه سعود : ايه ارجع لين يطلعون خواتي
عاد للخلف مسرعًا يجر أخاه : عوّد وراك بنات عمي حمد هنا بيطلعون
خرجتا بجوار سعود يقف سعود أمام بهّاج و و ريان لتمر الاثنتين من خلفه
تهمس في خُلدها " ، يارب ما يجي يسلم علينا يار.." لم تكمل دعوتها حت فاجأها صوته الثقيل " مسّاكم الله بالخير يا بنات حمد كيف حالكم ؟ "
يُجيب سعود : تراني قدامك اسألني و اقولك بخير
يضحك ريّان قائلًا بخبثٍ مليح : يشوفك يشوفك ترا
يرمقه بهاج بنظرة حاره و يجر كتفه : امش قدامي بس بسلم ع جدي قبل اطلع
ثم وجهه حديثه الى سعود : سعود تخاويني ؟
يسأله ب استفسار : ع وين ؟
-ابد والله ودي اطلع اصيد شوي
يرفع يده الى حاجبه يتذكر شيئًا ما : والله ما اعرف بشوف عزيز متى يرجع ما ودي اخلي خواتي في البيت لوحدهم
-شوف وضعك ، ما اظن بطول
-زين زين
يعود سعود ادارجه للبيت و يدخل بهاج المجلس يلتقي بأخيه أمام الباب ليهمس ريان في أذنه " صحيح النظرة ما تكفي ؟ " يدفع كتفه قليلًا ليهمس هو الآخر " بطلع عيونك شكلي عشان تعرف تكفي والا "

كسرت جناحيّ اليمامة فكان الجرح سندًا مُهاب Where stories live. Discover now