تختلط المشاعر في صدر ياسر
شوقٌ و حنين و لعنة غُربة
و طفلٌ صغير ضيّع أبويه
و رجلٌ كبير ضاع بدربهيدلف الباب إلى والده ينكب على ركبتيه اثناء جلوسه بعدما انهى صلاته
يقبل يديه و الدمع مالٍ وجهه
يمتلئ عليّ بالألم و الشوق لولده العصيّ الصعب ياسر
كم كان شقيٌّ في طفولته
و كم وبخه في صِباه
و كم لحق به في مراهقته في اقسام الشرطة
و لما اشتد عوده و شبّ و بقيّ عنيدًا طائشًا كما هو طرده
و هاهو الان يعود له راشدًا يبكي يحتضن رأسه بيديه و يرفعه
ينظر اليه بشوق كبيييير ليقول بصرامة عكس الشوق المتدفق في حناياه : جيتني بعقلك والا جيت شقيني ؟ اسمع يابوك انا معد فيني شدة اطرد وراك
يقبل ياسر يديه و رأسه ينطق بين شهقاته : لا والله ما جيت اشقيك كفاية عمري اللي ضاع و انا بعيد ، تكفى يا بوي لا تقسى عليّ
يحتضنه والده بقوة و هو يهمس في اذنه : ارحب اي والله ارحب عد المطر و السيل مرحبا مليون
يرد عليه و هي يعتدل و يمسح وجهه بيديه : البقى الله يبقيك و يحييك جعلني قبلك
يربت والده على ركبته قائلًا : وش اخبارك يابوك ؟ ثم يهمس قائلًا كن الغربة ربتك
يستنشق هواءًا و ينفثه : ربتني ؟ والله الا بغت تهلكني لولا ستر الله و الناس الطيبة
يسأله عليّ معاتبًا : يعني الناس ربوك و انا لا ؟
يقبل كتفه : لا والله الا كفيت و وفيت و لا يلحقك لوم
يهتف عليّ : هات القهوة يا ولد .. ثم يكمل موجهًا كلامه لابنه : كيف دراستك ؟
يقول ياسر بخفوت : ما عليها ماشيه
يدخل محمد و احمد و فارس يقبله محمد و فارس
بينما احمد هو من استقبله ف المطار يقول احمد : يابو محمد ترا ياسر جايب لك هدية و متكلف فيها بالحيل انا طالبك انك تقبلها
ينطق محمد ب ابتسامة : اقولك لي اربع شهور اتحيل به يروّح و هو معيي اثر الولد لاقي اللي احسن منا
يتسم ياسر : مافي احسن من الاخوان و العزوة والا عندك كلام ثاني يابوي؟
يقول والدهم ممازحًا : الا كلامك صح بس وش الهدية اربك معرس بوحده من ذولاك الشقر؟
ينطق فارس : صقر يا بو محمد تلقطها طايره
تبرد يداه و يشتد ظهره بعد ما كان مسترخيًا و يمازحهم ليقول بجزع : تقوله صادق يا فارس ؟
يقول محمد : صادق في انه معرس ، لكن وحده من اصل طيّب و اهلها معروفين
ترتخي اكتافه : ان كانت بنت اصل و فصل فمرحبًا الف بها ، و الا كانت من ذيك الجهه الزايغة ف والله لتطلقها و العقال يلعب ع ظهرك
يقول احمد : لا والله انا اشهد لهم انهم اصل و فصل
يتساءل علي : بنت من؟
يجيبه ياسر : بنت عبدالحميد بن يحيى !
علامات صدمة تنتشر على ملامحه ، و جزعٌ بيّن يرتسم بعقدة حاجبيه يقول : ما لقيت الا بنت السورية ؟ والله ..
قبل ان يكمل يمينه يمسك ياسر يده التي يشير بها بتهديد يقبلها و يقول : والله ماهي بنت السوريه بنت الاولى
يلتفت عليه ب استغراب و غضب : تكذب عليّ ؟ بنات عبدالحميد اكبر منك و كل وحده ف بيت رجالها
يقول محمد : الا بنت الاولانيه انا تأكدت من الموضوع ، ذيك الايام يوم هجّ بها معاه تتعالج ، ولدت عنده و توفت يوم ولادتها و قالهم انه الجنين توفى
يرمي الفنجان أرضًا ثم يقول مزمجرًا بغضب : والله ان تتطلقها ماهي داخله بيتي
يقف ياسر ، يقبل رأسه بوجهٍ جامد : الغربة اللي ضفتني ثلاث سنوات تضفني باقي عمري انا و مرتي لكن اني اطلقها لا و يخرج
يصرخ عليه عليّ : من يومك اصلًا عاق و عاصي ماهو شي جديد ، يومك مكتفي بمرتك و مفضلها على اهلك ليه جيتني ؟
يمسكه أحمد و هو يسأله : وش فيك هبيت فيه ؟ وش فيه عبدالحميد يوم انك رافض القرب منه ؟
يجلس و نفسه يتسارع و تنتفض يداه : طول عمره مشقيني و متعبني ، ما يجي الا بتعتبه و اذاه معاه ليته قعد و لا جاني .. يسكت قليلًا ثم يكمل موجة غضبه : ما لقى الا بنت عبدالحميد يتزوجها ؟ ماهو مرتاح حتى يجلطني
يقول فارس بفضول : وش فيه عبدالحميد طيب ؟
يهتف بغضبٍ في وجهه : ما ابغا نسبه ، و لا ابغا ارتبط فيهم
يسأله فارس مستفسرًا : بس يوم جونا مع الجاهه استقبلتهم عادي اولاده و اعمامهم و جدهم ليه ذلحين رافض نسبهم ؟
يرميه ب اقرب شيءٍ في جواره قرطاس حلوى قائلًا : قم اذلف انت من وجهي قم ، تبغاني اطرد الرجال من مجلسي ؟
يرد عليه وهو يفتح قطعة الحلوى : ما اقصد بس اقصد انه م كان بينكم شيء عشان ترفض نسبهم
يتركه و يتمدد : قوموا اطلعوا من عندي مبغا اشوف و لا واحد
يُشير أحمد لاخوته بمعنى " مشينا خلوه لحاله شوي "
يخرجون يقف محمد عند الباب : اذا تبغا شيء ازهم عليّه انا موجود
يتمدد عليّ و تتمدد الذاكرة في رأسه
كان صبيّا يافعًا و شابًا مفعمًا بالحلم
يكد على نفسه باحثًا عن حلمه ، يرعى أغنام والده صباحًا ، و عند الظهيرة يخرج باحثًا عن الحطب ، يعود عصرًا يخرج بالاغنام ترعى يعود بها قُبيل المغرب يأخذ الحطب و يذهب يبقى بين الحطابين حتى التاسعة اول العاشرة
يجمع المال من عرق جبينه ثم يعود يمضي ساعتين يتعلل مع رفاقه هكذا كان يقضي عليّ أغلب أيامه
و كما هي عادة الناس دائمًا ما يكون هناك شخصٌ مقرب من بين مجموعة الأصدقاء
لكن ليس كل صديقٍ صادق
يتمدد عليّ على الأرض متأملًا السماء : وش رايك نتزوج سوا !
يقول عبدالحميد : بخاطرك تعرس ؟
يبتسم عليّ و هو يجلس : اي والله وش رايك تتوسط لي ؟
يرد له ابتسامته قائًلًا : ابشر بس لخاطر مين ؟
يقول عليّ : عند عمك حسين ، ابغا الصغيرة
يسوّد وجهه عبدالحميد ثم يقف : زين انا ماشي الوقت تأخر
يستغربه عليّ : تو الناس ! وش فيك ؟
ينظر لساعته : ما عليه احس تأخر الوقت و بكرا عندي مشوار لازم اصحى له بدري
YOU ARE READING
كسرت جناحيّ اليمامة فكان الجرح سندًا مُهاب
Randomمساء أو صباح الخير كيفما كان التوقيت لديكم اقرؤها هذا أول عمل روائي لي و هذه بدايتي الأولى بين يديكم لازالت تحت الانشاء أرجو أن تنال على استحسانكم اعزائي