16

1.1K 12 5
                                    

كيف نكون تحت سماءٍ واحدة و لا نلتقي ؟
كيف يمكن أن اغادر دون رؤياك !
يتحرى بهاج اللحظات الاخيرة و يحاول محاولاتٍ مستميتة كي يرىٰ نجد
لكن لنجد كلمةٌ اخرى
كلمة تقف في وجه بهاج
فهي مهما كانت تُحبه الا انها تخشى ان تقابله وجهًا لوجهه
اليوم يُقيم عمهم خالد مأدبة عشاء كبيرة، ترحيبًا بحفيده سند و اهل والدته الذين وصلوا ليلة البارحة
منذ الصباح و هم في منزل خالد ، فقد كان هناك غداءً أيضًا لكنه يخص العائلتين فقط ، عائلة خالد و اخوانه و عائلة اليمامة
بينما كان العشاء لعامة الناس
تجلس نجد بجسدٍ مائل : صبي لي قهوة معك قبل تجلسين
ترد عليها شذى الواقفة : على خشمي يا اختي تبين شيء ثاني ؟
تنظر لهن ياسمينا : عشتو من وين طالعة الشمس ؟
تناول شذى نجد القهوة : هالمرة بس لان عزيز مهاوشني بسببها قبل نجيكم
تدخل والدةُ ياسمينا قائلة : ياسمينا جيبي سجادات لمجلس الضيوف و قوموا صلوا .. ترفع دلال القهوة لتجديدها
تفزّ شذى : خليها انا بصلي و اجي اسويها ، و برضو عزيز قايل يبون قهوة عند الرجال
دقائق معدودة بعد الصلاة تقف شذى و ياسمينا في المطبخ ب انتظار القهوة و يتبادلان اطراف الحديث تسألها شذى : ليه احس زوجة مهاب فيها شيء !
تجيب ياسمينا بهمس خافت : اسكتي امي لا تسمعك انا مسوية اني ما ادري بينهم مشكلة مدري وشهي بس واضح ان الموضوع كايد
ترفع شذى القهوة : اعرفك اخبارية غريبة ما قدرتي تلقطين السالفة !
تقول ياسمينا : ياخي انا اعرف ان الموضوع كايد بس وش بالضبط ما ادري ما سمعت احد يتكلم عن اساس الموضوع

نجد التي انهت للتو فرضها تلتف للصوت الهامس خلفها : وين الحمام الله يكرمك !
تُشير نجد يمينًا لليمامة : هناك .. ما إن انهت كلمتها حتى تفاجأت برنين هاتفها و الرقم الذي يُنير في شاشة جهازها
تنظر للهاتف ثوانيً مترددة ثم ترد بهمس : هلا !
ينطق بهاج : هلابك .. شلونك نجد ؟
تشعر نجد بألمٍ في بطنها عندما نطق اسمها تجيب بخجل : الحمدلله طيبة
يقول : انا بخير اذا ودك تعرفين اخباري .. ثم قال : المهم جيبي القهوة انا واقف برا
تقول نجد بتوتر: عزيز بيجي لها
يهمس بهاج : عزيز راح مع عبدالله يشيك ع الذبايح ، جيبي لي القهوة انتي خاطري اشوفك قبل ما اسافر بكرا !
تهمس نجد : طيب
تدخل المطبخ بوجهٍ يعتريه الخجل و القلق و الرهبه معًا : اف ي بنات بهاج يبيني انا اروح له بالقهوة !
تلفت الاثنتان معًا تتفاوت اصواتهنّ : الله يالعاشق الولهان ، حركات عشاق ذي تذبحني
تنظر بنظرة سخرية : يا شيخة طيري انتي وياها عزيز لو يعرف ذبحني
تناولها ياسمينا القهوة : امسكي بس هذي و دقيقة بسوي الشاهي عطيه معك
تقول شذى : هذا الشاهي خلص بس قوليله يرجع باقي ثنتين هنا
تنطق نجد بخفوت : عطيني جلال الصلاة
تضحك ياسمينا : ياهوهه شهالحياء روحي روحي خليه يشبع سمعت ابوي يقول مسافرين بكرا
يزداد قلب نجد بضرباته : لا هاتيه يمكن تشوفني القطوة برا و يهاوشني ما عنده مانع
تدفعها شذى من الكتف : اطلعي بس مالك حت ثلاث سنوات متغطية عنه و ملكتوا وش الحياء الكذبي هذا
تخرج نجد بقلقٍ يتصاعد و دقات قلبٍ اسرع تنادي بصوتٍ خالجه الحياء و الخجل و التوتر : بهاج
يأتيها راكضًا بعد أن سمع الهمس الخجول : لبييه
تناوله ما بيدها ليضعها ارضًا و يشد يديها بيديه و هو يهمس : شلونك نجدي ؟
تنطق بخفوت : طيبة
يتمعّن في وجهها
يا كم يُحب هذا الوجهه ثم يهمس : اسأليني طيب كيف حالي !
تسأله بهمس يكاد يُسمع : كيف حالك !
ينطق بصوته العذب : طيب بعد ما شفت هالوجهه الزين
تشعر انه يسمع دقات قلبها تهمس : خلاص بهاج برجع داخل
ينظر لها : مليتي مني يعني ؟
تنطق بتبريرٍ غبيّ و لم يخطر ببالها كل ما تودّ أن تهرب منه : لا بس برد !
يبتسم بعذوبةٍ بالغة و ينطق بشاعريّة و هو يفتح ذراعيه على وسعها : حاضرين و عزّ الطلب تعالي حضني
يشتعل وجهها حياءًا و هي تلعن نفسها على غباءها ، يشدها اليه و هو يلتف لها و يحتضنها
تحاول الفكاك منه تهمس بخجلٍ : بهاج فكني
يقطع لحظاته الرائعة صوت عزيز القادم من خلف الحائط الذي يحجب الباب الخارجيّ للمطبخ عن مجلس الرجال و هو يقول لعبدالله : المويا هذا ما بيكفي بزيد ثلاثة
ترتعب نجد فهي إن أرادت الهرب لابد ان تمر من أمامهم و لا طريقٌ آخر غير من الباحة الامامية لمجلس الرجال
تنهمر دموعها الحارة :  والله عزيز
يهمس بهاج : اسكتي لا يسمع بيطلع من الباب الثاني
تقترب الخطوات اليهما ، تحبس نجد انفاسها
يحمل بهاج الدلال في يده على اساس انها للتو جاءت بها
يُطل عبدالله عندما اراد المرور و هو ينادي : عزيز تعال من هنا
ما ان تقدم خطوتين حتى دفعه بهاج للخلف بهمس : عوّد وراك و خذ عزيز معك
يحمّر وجهه عبدالله و يتوتر : عزيز تعال من الباب الثاني اظن باب المجلس ذا مقفل
يتقدم عزيز اليه : لا انا فاتحه قبل نمشي
يجره عبدالله من يديه : لا لمحته مقفل
يفتك يده منه : ياخي مشوار الباب الرئيسي تعال من هنا
يتقدم ما ان دخل حتى لمح ظلًا يختبئ في الزاوية
اطل برأسه لتتسع حدقة عينيه : نجد !
تبتلع نجد ريقها بصعوبة ثم ينطق بهاج و هو يشير اليه بالدلال في يده : جابت لي القهوة قبل ما تجون
ينظر اليهم عزيز بهدوء و صمت يلتفت الى عبدالله الواقف خلف الجدار : تغطي عليهم يعني ؟
يقول بهاج : وش فيك ؟ توها جابت القهوة ما كان فيه احد يجيبها و عمي مستعجل
ينطق عزيز : اذلفي داخل اتفاهم معك بعدين
يوليها عبدالله ظهره حتى تدخل ثم يقول : حصل خير
يتركهم و هو يهمس : نشوف الخير بعد ما يمشون الجماعة

كسرت جناحيّ اليمامة فكان الجرح سندًا مُهاب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن