26

1.2K 12 4
                                    

يمضي اليوم البهيج على الكل رغم أن مهاب تنقص فرحته رؤية اليمامة
أيامٌ قليلة جدًا لا تذكر تمر بفرحةٍ عارمة ، و ركودٍ للجميع

يدخل بهّاج لوالده : يبه جاهز ؟
ينظر له عبدالعزيز : اي جاهز شِف اخوك
يدخل غرفة ريّان : يا ولد ما خلصت ؟ بحرك و اخليك اخلص علينا !
ينظر له ريّان : وش فيك طاير
يقول بهّاج : ورانا طريق

يخرج الثلاثة يجلس عبدالعزيز في الامام بجوار بهاج و خلفه ريان : اسمع يا بوك
ينظر له بهاج نظرة خاطفة : سم !
يتنهد عبدالعزيز : اخذت مفتاح الملحق و عطيته الخدم يرتبونه و ينظفونه و ينزلون اثاث جديد و بتسكن فيه ان شاءالله مع مرتك
، و ابيك تكون رجال و قد كلمتك و بنت عمك في رقبتك الحين
يبتسم بهاج بركود و ثقل : ابشر على هالخشم ، بنت عمي في ذمتي لين اموت ما يلحقها ضيم
يرمقه عزيز بنظرة : و خف عليها ، انا ادري ان دمك حار لكن هي توها لينه و صغيرة
يهمس بهاج : ابشر

تشعر نجد برهبةٍ تعتريها هذه الأيام
اقترب موعد زواجها ، سيُظلها بهاج بدلًا من عزيز ستختبئ تحت جناحيه
تتذكر حنانه المفرط و تخجل
و تتذكر عصبيته المفرطة فتجفل
تشعر بتوترٍ غريب و مُريب
يقطع صمتها و هي غارقةٌ بين الكتب طرقاتُ عزيز على الباب تهمس بهدوء : تفضل !
يفتح الباب مبتسمًا : ها عيوني وش تسوين ؟
يدخل إليه و يجلس : كيفك ؟ كيف النفسية ؟
تتنهد و تقول و هي تبتسم : ما عليها
يسحبها إليه : بس انا شايف انه عليها !
تشعر نجد بكل شيءٍ يكتمها سيتفجر الان لكنها تقاوم و هي تهمس : لا ما عليك ما في شيء
يقبلها و هو يقول : عليّ ي نجدي ؟
تبتسم بذبول : لا بس مافي شيء ..
يقاطعها : الا فيه ، انا شايفك و ملاحظك و الا يعني كبرتي خلاص معد تبكين عندي ؟ و تشكي لي ؟
تتفجر عيناها و هي تخبئ وجهها في حضنه : مدري مدري
يسألها بحنانٍ بالغ : متوترة ؟
تقول بقلق : اي و م ابيه
يشعر عزيز بقلق نجد يقول بنفس همسها و هو يبتسم : تبين بهاج يثوّر فينا ! هو ما صدق ان ابوي يطلع و يحدد هالزواج
تقول بصوتٍ باكٍ أو بدلالٍ أكثر : لا بس هو دايم عصبي و يعصب ع الطالعه و النازله ، اذا و انا عندك و هو ما يفكني عاد كيف لو صرت عنده
يمسح عزيز دمعها و يشدها إليه و هو يرمي إليها بكلامه : يعني انتي شفتي فيه بس عصبيته ؟
تلتفت عنه و هي تهمس : لا
فيُكمل كلامه : بهاج رجال و ينشد فيه الظهر ، و انا بكون متطمن عليك عنده ، حتى لو كان دمه حار و عصبي لكن ماهو دنيء لدرجة انه يأذيك ب شيء و انتي عارفه زين كيف يخاف عليك ، و لو صار شيء و الا شيء انتي تدرين اني بوقف في وجهه و لاهو قادر يمسّك ب شيء .. " ثم يمسك وحهها بيده و يبتسم : ها وش رايك الحين ؟

يجلس تميم في المقعد المجاور يحسب على يديه يسأله تركي مستغربًا : وش تسوي ؟
ينظر له ب ابتسامةٍ بالغة : باقي لميلادنا شهرين افكر احط الملكة بنفس اليوم
يبتسم تركي في بادئ الأمر ثم ينفجر ضاحكًا : مو منجدك
ينظر له تميم و لا زلت الابتسامة تُزين وجهه : خير وش عندك ؟
يرمقه بنظرة سخرية : انا ما اوافق انه ميلادي يتلطخ بمناسبة ثانية عاجبني كذا استثنائي و لوحده
يعتدل تميم : يا رجال دز بس قال ما اوافق .." يلتفت إليه بفكرة : بعدين شِف السنة الجاية اخطب و املك بنفس اليوم
يقول تركي : ييييووووههه يا طول السنة الجاية ، يمكن اني مستعجل طيب ؟
يقول تميم : و الله ما ظنتي بس الله ييسرلك
يتفاجئ تركي عندما سمع صوت تميم : هلا والله ارحب .. كيف حالك ؟ .. وش مسوي و كيف الامور ؟ .... الحمدلله ، لا الحمدلله طيبين .. الا بغيت اقولك اذا يناسبكم الملكة بعد شهرين من الان ... سم ؟ لا ما عليك انت اسأل الأهل و شف وضعهم .. اي اي تاريخ 15 مارس .. اي مشكور الله يعافيك ..

كسرت جناحيّ اليمامة فكان الجرح سندًا مُهاب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن