21

1.4K 14 21
                                    

الساعة الخامسة فجرًا في بيت خالد
مهاب الذي يُصر على سفره للجنوب وسط محاولات همام و خالد الفاشلة في ثنيه عن قراره
يقول خالد موبخًا له : انت استخفيت ؟ اصبر لين يزين وضعك و نروح معك كلنا انت حتى منت قادر تصلب طولك
ينطق بثقلٍ لازمه من بعد اصابته : ودي    اشوف     ولدي
تقول والدته : بس ؟ خاطرك بولدك ؟ ثم تلتفت الى همام : يروح همام يجيبه لك ، انت ارتاح والله اني ما صدقت و انت تطلع من المستشفى ماعاد فيني حيل افقدك مره ثانيه
يتنهد بتعب و يقول : محد حاس باللي احسه خلوني اروح
يقول خالد بغضب: منت رايح و انت حالتك كذا .. ثم يُشير إلى همام : طلعه فوق
يحاول مهاب الوقوف من عربته ما ان بدأ يمشي حتى سقط أرضًا على ركبتيه
تصرخ والدته و تركض نحوه : بشويش ، تعورت ؟
يجلس و يخبئ وجهه بين ركبتيه
يأتي والده إليه يحاول أن يوقفه لكنه يمانع : اتركني انا بوقف
يحاول الوقوف مجددًا لكن لا يستطيع
يحاول من جديد و لا يستطيع أيضًا
يجلس بألم و تعب يسند رأسه في حضن والدته مخبئًا وجهه و بكاءه عن الجميع
تشعر والدته بحرارة دمعه تبللها تهمس له بدعواتها أن يُبرد الله على قلبه و يجمع شتات روحه
يرتفع نحيبه فجأة ب أنينٍ قاتل
كل شيءٍ يقتتل في صدره
انهيار قوته و ألمه
و شوقه المرير لليمامة
و فقدانه لسند
سند ! أي سندٍ ستكون يا سند ؟
يحمله همام و والده للأعلى كيّ يستريح و ينام

سند يكبر و يكبر و يمر عمره سريعًا
يقف أمام والده بصوتٍ يملأه العتب و الغضب : مو لازم تحكي لي القصة ، انا عرفتها كاملة ، شفتها في عيونها ، يصمت قليلًا ثم يكمل في حركة يدها و في انزواءها ، شفتها في رجفة شفايفها لما تحكي ، شفتك و انت تطعنها و انا الحين جاي أخذ حقها
يطعن سند مهاب في منتصف صدره ، يشعر مهاب بحرارة دمه فوق صدره قائلًا : ليه يابوك تطعن ابوك ! والله اني عشت لها عمري كله اعتذر لها ، يثقل اكثر و اكثر : توقعتك .. لم يستطع أن يكمل حديثه حتى سقط فوق ركبتيّ سند

يصرخ مُهاب بقوّة و عرقه يتصبب فوق جبينه دقيقةُ واحدة أو أقل و فُتح الباب يدخل والده
يلتف مهاب في بطانيته بوجعٍ قاتل و هو يأنّ
ما إن شعر بوالده يحتضنه حتى ارتمى بكل وجعه : قتلني يا بوي قتلني اهه يبه قلبي يوجعني ، لا ارتحت منها بعيده و لا ارتحت منها قريبه ثلاث سنوات و زود و انا النوم فاقده يابوي
ينهار و ينهار أكثر و أكثر
يراقب خالد ولده الذي تحوّل من شخصٍ جلد الى بقايا انسان
كل شيءٍ يعكس عليه بشكلٍ سلبيّ
يقرأ عليه بعض آيات القران لينخرط في بكاءٍ عميق حتى ينام

يحجز خالد ثلاث تذاكر سفر له و لهمام و مهاب
يجلس بجوار والده : شلون مهاب ! عسى اموره طيبة ؟
يقول خالد الذي بان العمر في عيناه : ان شاء لله انه طيّب يابوي جعلك تسلم
ينظر عبدالله الى ابنه : اصدقني القول يا خالد !
يتنهد بصوتٍ مسموع ثم يهمس : يبي يسافر لولده و لها
يقرر عبدالله بسرعة : رجلي على رجله
ينظر إليه خالد بصدمة : ولا لك لوا يبوي بنروح معه انا و همام
عبدالله الذي ينطق ب اصرار : و انا معكم والا ما ودك ب خوتي ؟
ينطق خالد : افا والله خوتك ما تنعاف ابشر ابشر الحين اقول لهمام يزين حجزك

كسرت جناحيّ اليمامة فكان الجرح سندًا مُهاب Where stories live. Discover now