31

1.6K 15 8
                                    

يُخبر همام تميم على الهاتف بشكوكه حول السيارة الغريبة التي تتبع مهاب منذ زمن ليسأله تميم : الاماكن اللي كانت توقف فيها السياره موجوده بها كاميرات ؟
يقول همام بشرود : غالبًا إي البيوت اللي في الحيّ نصها فيها كاميرات
يقول : زين اجل بغير رحلتي للرياض علطول ! بتجي تقابلني والا ؟
يرد عليه همام : رح انت يستقبلك سيّاف بتصل عليه و يروح معك بجلس هنا عشان الوالد و الوالده تعبانه
يقف تميم : زين ما يخالف

يُراقب تميم التسجيلات التي تسبق الحادث كل يومٍ يستلم تسجيلًا و يحلله
عرف السيارة و الذي فيها
تعتريه صدمةٌ كبيرة ، مناف !
أيعقل أن مناف هو من تسبب في الحادث ؟
عاد حتى للمحلات القريبة من موقع الحادث في ذلك اليوم يأخذ التسجيلات منهم ليتأكد أكثر و أكثر
و يُصدم أكثر و أكثر
لا يعرف هل يُغطي على غباء مناف ! أم يخون دمه و يُبلغ
يستغفر كثيرًا و يُسبح ، يغوص في بحر التشتت كل يوم
يستخير و يستخير الموضوع أكبر تعقيدًا مما كان يعتقد
أربعةُ أيامٍ و همام يتصل يُريد خبرًا و هو يُماطل
اتصل بتركي بعد السلام : اخرج برا بقولك
يخرج تركي بقلق : وش بلاك خرشتني !
يسرد له تميم التفاصيل كلها : و ذلحين مدري وش اسوي
يقول تركي بتعقّل : علم همام و هو يبلغ مهو جايب لك طاري و حتى لو عرفوا لا تشيل هم المهم انك تبري ذمتك

تتوسع دائرة التحقيق و البحث
و يبدأ البحث عن مناف
يُلقى القبض عليه في استراحةٍ بعيدة بعد يومين من تعميم البحث عنه

تجلس اليمامة في زاويةٍ بعيدة
لما كل هذا القلق ؟
لما لا تنتهي هذه المُعاناة!
كلما ابتعدتُ عنك شبرًا ، اقتربت إليّ ذراعًا !
أسبوعان تقريبًا و كل شيءٍ يتقلب في كارثة اختفائك الغريبة و المُريبة
تجلس والدتك أمامي منذ أسبوعٍ و نصف دمعها لا يجفّ عليك رعبًا
و أنا !
انني أحترق !
نعم أحترق ، و كل حقدٍ داخلي يحترق !
لا أعرف لما الى الان أخاف عليك ، على ما يبدو أنني لازلت أحبك نوعًا ما
أو ؟
أحبك جدًا لكنني أخاف أن أعترف و أقر بذلك و يسامحك قلبي
داخلي بُركان عتبٍ عليك يا مهاب
و الكثيييير الكثير من الوجع منك
أشعر أنني مُقيّدة فيك هاربةٌ منك
لا أعرف بأي أشكال العتاب أعاتبك
و بأي أشكال الخصام أخاصمك
دائرةٌ أنت و أنا القطر ، أينما وليت بوجهي أنت تقف
اسمع حديثهم عنك منذ العصر ، ترقد في المشفى إثر طلقٍ ناريّ
يتفطر قلبي عليك وجعًا ، لكن كُل شيءٍ يقف بيننا
أو بالأصح أنا التي أوقِف كل شيءٍ يصل إليك

تخرج اليمامة و هي تحمل عباءتها تقف بجوار والدتها : بروح معاكم
تنظر لها والدتها بصدمة ثم تهمس : صادقة
تهمس لها اليمامة : اي
يخرجن مع سلطان للمشفى الذي يرقد فيه مهاب منذ أول الفجر ، تتفاوت له الدعوات من كل حدبٍ و صوب
تجلس اليمامة بجوار النافذة ، ترى الطريق إليه بات سهلًا ممتنع ، حتى الحديث إليه صار متيسر عسير
ستُحرق كل الصفحات القديمة و تفتح صفحةً جديدة
فسند يستحق أن يعيش بجوار والده
و هي تستحق أن تربي سند
و مهاب كُل صائبة أصابته غفر الله له بها ذنوبًا ، يستحق الان فرصةً أخرى

كسرت جناحيّ اليمامة فكان الجرح سندًا مُهاب Where stories live. Discover now