12

1.3K 16 1
                                    

لندن :

أرضٌ ممطورة
و قلوبٌ مقهورة
تسكن ريّا مع ياسر جسدًا دون روح
أما ياسر فما بين علاجه و علاقته الغريبة مع ريّا
يشعر أنه أقحم نفسه فيها رغمًا عنه و عنها
لفتت انتباهه في بداية الأمر و ضل يلاحقها و هي تصد
حتى وجد نفسه قد غاص في الأمر
وفاةُ والدها
سكنها الغير مُبرر مع زوجةُ والدها الأجنبية المتسلطة
انقطاع أخبار أهلها عنهم حتى وفاةُ والديها لم يحضر منهم أحد
كل هذه الأشياء جعلته مسؤلًا عنها فمهما ملأتهما الغربة يضلّ دمهم واحدًا
فكلاهما من صلب الصحراء
ضلّ يبحث في أمرها مطوّلًا و يتقصى الأخبار حتى وصلته
جلس على كنبةٍ منفردة أمامها : كيفك اليوم ؟
ترد بهمس : بخير
تنهد بوضوح ليقول : تعرفين احد من اهلك ؟
نظرت له مستغربة : معرف الا ابوي الله يرحمه و زوجته
تقدم إليها ليجلس بجانبها : و امك ؟
نظرت له بتوتر : وش تبغا توصله ! معرفها برضو
أمسك بيداها قائلًا : سألت عنهم و بنرجع لهم قريب
وقفت امامه بصدمة : كيف عندي اهل ؟
وقف معها ممسكًا بكتفاها : وش فيك مصدومة ؟ بنرجع لهم بعد شهرين اول ما اخلص جلساتي
توترت فعلًا فهي لم تزر البلاد طيلة حياتها تدمع عيناها بتوتر : مدري مدري طيب و دراستي ؟
يحتضن كتفيها و يمشي بها خارجًا للشرفة : مو مشكلة بنأجلك هالمستوى لين نرجع و نكمل مع بعض
تتكئ على السور بظهرها : كيف عرفت عنهم ؟ يعني وش عرفت ؟
ينظر لها ببتسامة : كيف عرفت عاد ذي مصادر خاصة ، وش عرفت عرفت كم حاجة ممكن تفرق في حياتك زي عندك اخوان و خوات
عندك اعمام و عزوة و اهل و جد يلقط الطير الطاير من السماء
تشعر بقلقٍ و ضيق : احس اني خايفه !
أمسك ذقنها بيده : وش اللي يخوفك ؟ تراك معايا و على ذمتي انا و انا المسؤول عنك
تسأل بشرود : ليه ابوي قايل انه بدون اهل ؟
يجيبها : انا اعرف ليه ، تبغين اقولك ؟
نظرت إلى وجهه : اي قولي
يجلس و هو يمسك بقهوته : ابوك لما تزوج ذي السورية ، هله تبروا منه اخذها و جا هنا و شهرين و عرف ان امك حامل فيك و عندها مرض ، فرجع و خذها لهنا عشان يعالجها و توفت لما ولدتك
تجلس بجواره : و اخواني ؟
ياسر : ثنتين بنات و ولدين اخذهم جدك نكاية ب ابوك و لما ولدتك امك قالهم ان الطفل توفى معها و ما علمهم عنك
تشعر باختلاط مشاعرها
و تخبط احاسيسها
لأول مرة تشعر بالغربة : تصدق اول مره احس اني بغربة ، رغم اني عايشه طول عمري هنا بس ما قد حسيت اني غريبة الا تو لما عرفت ان لي اهل
يلتفت إليه و هو يشعل سيجارًا : بالعكس احس المكان فارق عنك ، ابوك لما رباك رباك على اطباعنا هناك و هذا اكثر شيء شدني فيك ، ممكن انتي ما قد فكرتي في انك ترجعين السعودية ، لكن عارف ان شعورك بيختلف هناك
سألته بفضول غريب عليها : طيب انت ليه جيت هنا ؟
يسرح في البعيد : جيت قبل ثلاث سنوات اول سنه ما قدرت اتأقلم و رجعت و رجع ابوي طردني و جيت هنا كنت طايح بخراب و طحت بخراب اكثر ، كلمني اخوي الكبير انه دفع لي تكاليف الدراسه و كل شيء هو يعتقد اني لو حسيت بالغربه اخاف على نفسي و ابعد عن الحرام و لو سجلني ب التهي بدراستي بس صار العكس خربت و خربت اكثر لين انهلكت بديت اتعالج فتره و اسحب فتره ، ما كان عندي هدف واضح لين سمعتك ترفضيني لاني مدمن عزّمت اني اتعالج .. " ثم توجهه لها بالسؤال : من ذا غسان ؟
ارتبكت قليلًا : اخوها ، كان تبيني اخذه بس ابوي رفض
يبتسم ب استهزاء : مب صاحية اجل بتزوجك اخوها بعد يلعن شكلها داخله على طمع
ريّا تسأل بقلق: ياسر كيف لما نرجع بواجهه اهلي؟
يجيبها ياسر : مرح تروحين لهم من اول يوم ، بروح لهلي اول ، و اخذهم و نروح لهم ، بس بنسق مع واحد من اخوانك اول لازم اعطيه خبر قبلهم عشان يكون سهل علينا الباقي يتقبلون
تعود و تسأل بخوف : ممكن يرفضوني ؟
يمد بيده ناحيتها : يكفي انا متقبلك و عاجبتني مالك و مال الناس .. " يبتسم بعد أن رأى وجنتيها تتورد : صح والا لا ؟
تقف من جواره : اقول انت فاضي وراي اختبار انا
يقف خلفها : تجهزي ودي نطلع برا نتغدا و اتركي عنك الاختبار قلنا بنأجل هالترم

كسرت جناحيّ اليمامة فكان الجرح سندًا مُهاب Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang