35

978 21 12
                                    

تصعد خلفه بقلقٍ خفيّ في صدرها
تدخل خلفه و تغلق الباب :  خالد ؟
يلتفت إليها و هو يخلع شماغه : لبيه ؟
تأخذها من يدها و هي تسأل : عسى ما شرّ ؟ وجهك مب عاجبني !
يتمدد واضعًا يده خلف رأسه : ما شرّ ، ان شاءالله كل خير
تجلس بجواره و هي تتفحص جميع ملامحه : عيونك تقول غير هالحكي ، وش وراك ؟
يتنهد قليلًا ثم يجلس : همام !
تنظر اليه و هو تحثّه على الكلام ثم يكمل : وده بالقرب من خاله بس ابوي دبسه ببنت حمد
ام عبدالله : بنت من من خواله ؟
خالد : يبي بنت عادل
تقف و هي تولّيه ظهرها : زين ان جده دبسه ببنت عمه اجل
يلتفت إليها مستنكرًا : وراه ؟
تتنهد بهدوء : عادل من اليوم اللي سافر برا و رجع ماهو عادل الاولي لا عاداته عاداتنا و لا ثوبه ثوبنا ما ابي لعيالي من بناته
يتمدد خالد : هذا م يمنع شيء هذا مهاب عندك ماخذ وحده لاهي من ثوبنا و لا من ثوبه و من ديار غير ديارنا
ام عبدالله : مهاب ما اخذها زي المسلمين من البداية و غير كذا البنت محترمه و الدين في وجهها ما تفوت فرض و محتشمة عكس بنات عادل مفلوتين و لا احد يشوف وراهم بنات عادل ما يناسبون همام بالذات
يتنهد خالد بوضوح : الله يكتب اللي فيه الخير و يستر على ذريتنا و ذرية المسلمين

بعد الحوار البسيط تغلق النور و تخرج عنه ليرتاح قليلًا تتفاجئ بهمام الذي كان يقف أمام الباب بوجهٍ جامد و حاجبين معقودين : بسم الله عليك وش فيك واقف هنا ؟
يقول همام : كنت جاي أخذ مسكن و شدني كلامك عن بنات خالي وش فيهم ما يناسبوني أنا بالذات !
ترتاح قليلًا لأنه بان عليه أنه لم يسمع ما سبق هذه الجملة ترد بتوترٍ قليل : ما فيهم شيء بس ما ودي انك تاخذ منهم
يمسك بيديها يقبل الثنتين و يقول : تخبين عني ؟
تشد على يديه : وش هالكلام ي همام ؟ بس انا ودي انك تاخذ شذى من زمان و تأخرت اني افتح لك الموضوع عشان مشكلة مهاب
ينظر لوالدته قليلًا و يبدو أنه لم يقتنع تنهد و قال : ما عليه كل شيء خيره
يقبل رأسها قائلًا : بروح اتمدد شوي توصين على شيء ؟
تطبطب على كتفه : سلامتك يا امي

تمرّ الأيام رويدًا رويدًا
شهرًا تلو شهر
حت اكتملت أربعة أشهر ماضية

اليمامة التي تعتصم الصمت في أكثر الأحيان و دائمًا ما تكرر على سند أنهما سيكونان وحديهما في يومٍ من الأيام
يشعر مهاب بعدم ارتياحٍ تام فكل شيء مريب بالنسبةِ له
يعرف أنها تُحيك شيئًا ما لكن لا يدرك ماهو !
صمت اليمامة
تجاهلها التام لمهاب و كأنه غير مرئي
تكرارها الدائم على سند أنهم سيرحلون في يومٍ ما
كل ذلك يوجس في نفسه خيفة
يكره نفورها منه و لكن لا عليها ملامةٌ في ذلك

تكره تقرّبه منها و تستهويه في بعض المرات
علاقتها بوالدتها أصبحت وطيدةً نوعًا ما
علاقتها بالنجلاء كذلك تحسنت
تشعر ب ألا شيء اتجاه سلطان الذي دائمًا ما يحاول أن يكون بجانبها
تشعر ب ألا شيء كذلك اتجاه التوأم

اليمامة : امي كيف حالها اليوم ؟ اتصلت عليها ما ردت عليّه !
النجلاء : الحمدلله كلنا طيبين وبخير و نعمة انتي كيف حالك و سند كيفه ؟
اليمامة : الحمدلله طيبين ما علينا خلاف
النجلاء : شكل الرياض عجبتك ما ودك تجين ؟
تبتسم اليمامة : ان شاءالله قريب اجيكم انا و سند

كسرت جناحيّ اليمامة فكان الجرح سندًا مُهاب Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt