25

956 11 1
                                    

يتصاعد قلق ياسمينا في كل دقيقة
تتذكر مناحة البكاء التي افتعلتها عندما فتحوا لها الموضوع
ليتولى مهاب مهمة الإقناع
تتزيّن بفستانٍ أحمر قاني ينسدل شعرها طويلًا ليُحدد خصرها النحيل
يُزيّن وجهها الأبيض بشكلٍ ناعم جدًا
كل شيء هادئ حولها لكن الصخب الحقيقيّ في داخلها ، كل شيءٍ ينتفض
يُطل عليها همام و مهاب تتفاوت أصواتهم بالمدح و الثناء ثم يقول مهاب بصوتٍ ضاحك : شهالحلاوة ماشاءالله بتوقفين قلب الرجال !
يقول همام ب ابتسامته الحنونة : تحصني زين
تمسح دمعها بيدٍ ترتجف يُمسك مهاب يديها و يقبلها : ليه الدموع ليه ؟ .." ثم يمسح اسفل جفنيها بخفة
يقبل همام رأسها : تبينا نكنسل يعني ؟ كل شيء الا دموعك عاد
يدخل سيّاف يقاوم دموع عينيه بقوّة لكنه يفشل يقول و دمعته متعلقة برمشه : ما توقعت انك كبرتي خلاص .." ثم تنهمر دموعه بشكلٍ متوقع لكنه نوعًا ما صادم ، فالكل توقع حُزن سيّاف لكنهم لم يتوقع أحد بكاءه يدفع همام كتفه و يؤشر له بخفه : اص توها سكتت ، بعدين وش هالدراما ! ترا نظره بس بس خلاص
يمسح سيّاف دموعه ثم يقبلها و يخرج
تنهمر دموعها مجددًا يحتضنها مهاب : خلاص قلنا ، مو حلوه يجي و وجهك مفقع بكا
يبتسم همام ليقول : بعدين يقول وش ذا مزوجيني بزر ما تسكت

يجلس مهاب جانبها : رح دخله المجلس الداخلي
يقف همام : زين يلا بشوف ابوي بعد
تدخل والدتها إثر خروج همام : خرج همام ؟ زين امه تبي تسلم عليها
قبل خروج والدته يلحقها و يهمس : ودي اشوف مرتي حاولي تجيبيها
ترمقه والدته بنظرة : اقول اذلف عني
يُمسك رأسها و يقبلها : يمه تكفين
تمسك يده لتخرجه من الغرفة : اقضب الباب و توكل اذا جا الرجال يجي همام معها
يعود للداخل : لا انا بجلس

تدخل ام تركي و هي تذكر الله و تسمي : ماشاءالله لا اله الا الله الله يحفظك يامي
تقبل ياسمينا ، ثم يأتيها مهاب يقبل رأسها : شلونك يمه عساك طيّبة
ترد عليه بعتبٍ بيّن في صوتها يُلامس قلب مهاب فقط : حالي طيّب يمك الحمدلله يارب ما نشكي باس
يُنادي همام من الخارج : يا ولد ، ابوي في المجلس ينتظر
يقفُ مهاب و يتناول يد ياسمينا في يده : وش فيها يدينك بارده كذا ؟
تتاولها والدتها عند الباب كأسا عصير و تدخل

أشعر بتوترٍ غريب ، رعشةٌ خفيّة تسري في جسدي
و قليلٌ من القلق ينتابني ماذا لو لم تُناسبني !
أو لم تكن توافق مزاجي ؟
في هذه اللحظة فكّرت في كل شيءٍ و ألا شيء كي أهرب من هذا التوتر المقيت
دقائقٌ معدودة حت شعرت بحرارة جسدي ترتفع
و توتري يرتفع
أدركت في نهاية الأمر أنني قرأت المعوذات بدلًا من قول " ماشاءالله " أو لا إله إلا الله "
يا إلهي كيف لهذا الملاك أن يتحرك مثلنا !
دخلت بجوار مهاب تحمل كأسيّ عصير ترتجف في الطبق الذي تحمله
كثيرٌ هذا الجمال عليك يا تميم
الجوّ أكثر حرارة الان
يقطع حرارة الجوّ عليّ شيءٌ بارد
وقفت بسرعه لتبتعد هي للخلف قليلًا تبدوا قريبةً جدًا
ملامحها عذبة عذبةٌ جدًا
يقول أبو عبدالله : بسم الله انتبهي .. معليش يا وليدي متوترة و ما انتبهت
اهمس في داخلي " ياليل وش ذي النكبة "

يناولني مهاب المنديل لألتقطه و اجفف مكانه
أما هي من فرط توترها لازلت تقف و الطبق بيديها
يسحبها مهاب لتجلس
و أعود أنا للجلوس
بذهنٍ شارد في هذا الملاك الذي تقطّع التوتر على ملامحه بشكلٍ واضح

يُقاطع تفكيري صوت أبو عبدالله : هذي بنتنا يا تميم و أعز من خلفت
أحاول أن يخرج صوتي طبيعيّ : ماشاءالله لا إله إلا الله ، و ان شاءالله ما تطلع من العزّ الا للعزّ
يقول مهاب ب ابتسامة : ناظريه اذا ما عجبك نكرشه مع الباب الحين
ثم أسألها أنا : كيف حالك عساك بخير ؟
تجيب بهمسٍ يكاد يُسمع لكنه كفيلٌ بأن يُهد بقيّة حصوني : الحمدلله

و نعود للمجلس
أجلس بجانب عمي بثباتٍ ظاهريّ بينما داخلي يتراقص سعيدٌ بهذا التهوّر
لأول مرةٍ أتهور و تصادف معي ، دائمًا ما كنت أتهور و تسقط فوق رأسي
يلكز أحمد كتفي : و الله الرجال مولي
أسأله بغباء أو في حقيقة الأمر لم أنتبه لنبرة السخرية في صوته : مين ؟
يجيبني : تميم ما تعرفه ؟
ألتفت عليه بعدما ادركت مقصده : يرجال دز
يقول أحمد بضحكة : اشوف ثوبك فيه شوية مويا من وين جت ؟
يعتدل تميم في جلسته و يتجاهل أحمد الذي قال بعد سؤاله : مسوي عريس و معد تشوفنا شيء ؟ قطع الله ذا الراس

تجلس ياسمينا بهدوء تجلس بجوارها شذى : شعندك تفكرين ؟
تقول بهمس : اذلفي بس خير ما جيتوا بدري ؟
تقول شذى : ياخي عزيز تأخر وش اسوي
تعود لتهمس لها ياسمينا : اص بس ما ابي اصدمك اني كبيت العصير عليه
تلف شذى وجهها لياسمينا : اححلفي ؟ ابوك يالنكبه اي وش صار ؟

يجلس سند في حضن رشاد ليأتيه مهاب الذي يدخل و يخرج عشرات المرات راجيًا أن يلمح اليمامة
يحمل سند و يخرج : اسمع ي بابا ، رح لماما اليمامة
يسأله سند : ماما الصغيرة ؟
يُقبله بقوّة : يا بعد كل الفاهمين ، اي يبوي و قلها في اذنها بابا يبيك برا و امسك يدها و تعال هنا بسرعة
يدخل سند بسرعة يجلس بجوار اليمامة و يجرها إليه ثم يهمس بخفوت مسموع لمن بجانب اليمامة : بابا يبغاك برا و يقول امسك يدك و اجيبك
يحمرّ وجهه اليمامة لأن من بجانبها المتطفلة تضحك لتقول : الرجال مهو تاركك عذبيته بالاسود هذا
تحمل سند و تخرج لتجمع شيءٌ من الأحراج ثم تهمس في اذن سند : روح قل لبابا : قلك ماما مهي جايه و اذلف
ثم تعود لتجلس

يعود سند لمهاب قائلًا : ماما تقول ما تجي و اذلف
يحمله : قالت اذلف ؟
يجيبه سند : اي انت يعني اذلف .. " ثم ينظر لوالده قائلًا : شكلها ما تحبك
ينفجر مهاب ضاحكًا : و هو يقبله يا روح ابوك انت

يعود للمجلس و برفقة سند ، ليقف راكان أمامه : تعال نلعب برا
يقفز من حضن مهاب ثم يلتفت و يقول : ابغا كورة هيا نروح نجيب ؟
يميل إليهم مهاب ابتسامة: اذا طلعوا الرجال نروح كلنا اتفقنا ؟
روحوا العبوا في الحوش جوّا يلا

كسرت جناحيّ اليمامة فكان الجرح سندًا مُهاب Where stories live. Discover now