33

808 19 7
                                    

لنكن أنا و أنتِ أبديّان
لا يهزمنا الخصام ، و لا المسافة ، و لا هذه الجدران بيننا
دعنا لا نلتفت لمن يقف خلفنا و لا نرىٰ من وقف أمامنا
لنكن أبديّان حتى النهاية
نكبر معًا
و نشيبُ معًا
و نربي أطفالنا معًا

خُذني ..
خُذني من بؤس الحياةِ لعينيك
ما عاد لي متسعٌ على هذه الأرض
ربما عيناك التي أحبها ستأويني !
أم أنها ضاقت عليّ بالطول و العرض ؟
خذني من بؤس الحياة إليك
ما عدت أطيق الحياة في البعد
خذني من بؤس الحياة و منك إليك
إني أريد الحياة فيك و منك بالقرب
قالها محمود " على هذه الأرض ما يستحق الحياة "
و أضيف أنا : في عينيك سُبل الحياة في الأرض

تقف أمام النافذة الكبيرة تُراقب شروق الشمس على مهلها
يقف جانبها مهاب و يتكئ بكتفه على النافذة : اطلبي كل شيء غير البعد
اليمامة : ما عندي استعداد لك
مهاب : خليك جنبي لين تستعدين
تقول اليمامة بهدوء : سؤال واحد و ابغا اعرف اجابته !
يعتدل بوقفته : اسألي مليون سؤال و سؤال مو سؤال واحد بس
تصمت بألم ، حتى هي لا تعرف لما تعود لأوجاعها مرةً اخرى في كل مرةٍ تبدأ بالخطو للأمام
تشعر أنها احيانًا تستلذ بعذابها المرير يقاطعها مهاب قائلًا بهمسٍ : وش ودك تعرفين ؟
تقول بهدوء : كيف قدرت تسويها و انت تسمع رجاي ؟
يهمس بذات هدوئها : رجاك الى الان في اذني اسمعه
تنظر إليه : مستلذ فيه ؟
يمسك وجهها : مستلذ بعذابه و وجعه اللي يضرب في صدري
تدفع يديه بخفة و تتنهد يمسك يديها : اذا مو عشاني عشان سند
تقول اليمامة : ليه عشان سند بالذات ليش مو عشان اليمامة ؟ كل م احد قال كلمة قال عشان سند ؟ طيب و انا مالي شان ؟ مضروب فيني عرض الحيط ؟
يأخذها معه نحو الكنبة و يجلس و هي بجواره يقول بهدوء : ما تجهلين طبعك و عنادك على حساب نفسك والا لو نجي للحقيقة كلنا ننصحك عشانك و عشان اليمامة بالذات مو عشان اي احد ثاني

تجلس والدة النجلاء بجوارها
الله يعوضنا خير
ام تركي : اللهم امين ، من وقت درت و هي تصيح يالله نامت بالعافية
يُطرق الباب ، محمد : ادخل
يتقدم تركي حاملًا راكان النائم على كتفه : السلام عليكم
محمد ، ام تركي : عليكم السلام
تركي يضع راكان بجوار والدته : كيف حالها ؟
محمد : الحمدلله وضعها كويس بس متأثرة بعد الاجهاض
تركي : الله يعوضكم بالخير والعافية
محمد ، ام تركي : امين ، اللهم امين
تتمعن ام تركي في وجهه ابنها ثم تنطق : ما ودك تفرحني ؟
يبتسم تركي بهدوء : هذا تميم ب..
تقاطعه والدته : خلك من تميم انا ابيك انت !
يتنهد : قريب ان شاءالله بس خليني اضبط وضعي و ارتاح من زواج تميم و استقر
يقول محمد : مستقر الحمدلله و زواج تميم مهو عائق بس انت تدورلك اعذار
يلتفت اليه : يعني انت بدل ما تكون معايا تكون ضدي؟
يضحك بخفّة : ماني ضدك بس العمر يجري
تشير بيدها على تركي : فهمه و علمه اربه يتعلم

نبحث عن الحياة في الحياة
لا ندري أين نتجه أو كيف نسير
لا نملك خريطة أو بوصلة لكننا نملك قدمين للسير فقط
تميل برأسها بهدوء على كتفه و هو يتأمل النجوم في الشرفة : خلنا نرجع احسني اختنقت من المكان
يميل قليلًا برأسه على رأسها قائلًا بهدوء : اختنقتي من المكان والا مني ؟
تتنهد بهدوء دون رد
يقول : خليك صادقة مع نفسك قبل كل شيء لا تقولين كلام و داخلك يقول بغيره
تمسك يده : دامك فاهمني للدرجة ذي افهمني اني ما ابغاك برضو و اتركني
يشد بيده على يدها : لا .. افهم كل شيء الا ذا الشيء لأنك كذّابه فيه
تسحب يدها و تقف : بقوم اجهز الاغراض خلنا نطلع
يراقبها خطوها للداخل و يتمدد واضعًا ذراعه على عينيه و يتنهد
ماذا أقول؟
ماذا أقول و ارتجي ؟
و الجرح أرّق مضجعي
و الهجر ليلٌ لا ينقضي
و الهمُّ صرحٌ لا ينحني
ماذا عسايّ بأن أقول ؟
و الوجدُ أضناه الذبول
و الصوت صمتٌ لا يطول
أيفيد قولِي بعد انتهاء الفصول ؟

كسرت جناحيّ اليمامة فكان الجرح سندًا مُهاب Where stories live. Discover now