| چُــمَاڤـــيّ | °الجزء الثاني للعالم المعكوس° ✓

1- | البداية |

البداية:
1-5-2023

••••••

في مكانٍ ما، في يومٍ ما.. كانت سماء الكون بأسره تبدو ساحرة!، وبالفضاء هناك، هناك الكثير والكثير من المجرات والعوالم الخفية التي تنتظر من يكتشفها، ولكن إلى حين ذلك فلنتدعي تصديق تلك الخرافة التي تقول..

-بأنه لا يوجد بالكون حياة إلا على الأرض-

تناثرت الكثير من النجوم التي انفجرت للتو، وقُربَ مصباحنا المُنير -القمر- هناك يوجد نجمة ساطعة على عكس الباقيين من حولها، شديدة اللمعان والوميض، وكأنها تتفاخر بشكلها المهيب والجميل عن دون الجميع، بل وكأنها تقول..

"أنا هنا من تملك الفضاء، وإن كان القمر الضخم بجواري لا يعني بأنه الأجمل."

فالبساطة دائمًا ما تسرق الأنظار!

كيف لنجمةٍ صغيرةٍ أن تمتلك كل هذه الكمية من الأسرار هنا!!، وأعني بذلك أننا داخل ذلك العالم الذي هربنا منه منذ مدة طويلة..

بعد مرور زمن في مكاننا الأسطوري، مكاننا اللا مكان له أو وصف، عالمنا الامع والمرصع بالذهب والألماس، انعكست أشعة شمسه على جباله العالية المُطلق عليها بجِبال "أُجاسيا" الحمراء، ثم هبط الشعاع البرتقاليّ على بناياته وبيوته غريبة الشكل والمظهر، جوٌ دفيء عَم المملكة بسبب إنتشار السكان الذين يمارسون روتينهم الطبيعي كَكُل يوم.

يُبهج القلب صوت قهقهات الأطفال ومرح الكِبار ولهو العجائز وهم يزرعون ويحصدون وكأنهم يعيشون أسعد أيامهم؛ وللحق هم يظنون ذلك!

على بعد أمتار من المباني الخاصة بالشعب، حدث خَللٌ مُفاجيء بتوازن الأرض أدىٰ إلى اهتزازها بشكلٍ مرعب، أصوات الصُراخ نبعت من أفواههم يليها ركضهم بزعرٍ وخوف مما يحدث، ولكن رُغمَ ذلك لم يتزحزح ذلك المواطن العجوز من على مقعده، وظلَّ يُراقب الإنشقاقات الصغيرة التي حدثت بالأرض من حوله، وبعد أن هدأت الهَزّة خرجوا من بيوتهم يتمتمون بكلمات الإستفهام والجهل عن ما حدث للتو، ولكن ذلك العجوز الشاحب نظر للسماء بعينٍ باهتةٍ خائفة..

لا أحد للآن يعلم ما يحدث وما سببه، فهذه الهزة الخامسة التي تحدث منذ أسبوع، ولكن يمكننا أن نعثر على الحقيقة في مكانٍ واحد لا ثاني له، مكان عمت به التعاسة وكأن ما هو قادم لا ينبيء بالخير أبدًا..

- بالقصر الملكي-

كلما طال الزمان، كلما تغير معه الوقت الحالي، وهنا لدينا خيارين..

الأول منهم أنه أزداد سوءًا، والثاني أنه أصبح أسوأ من السوء.. لأن الكمية الكثيرة من كل شيء تنهمر خارج حدودها دائمًا، وغير ذلك مع الوقت يتغير البعضُ أيضًا!، وبالتالي تتغير النفوس، العقول، المباديء، القيم.. و القوانين!