19 - | عَريق العَراف |

32 5 0
                                    

-" هل نسينا ذلك البوم أم ماذا؟"

تمتم بها "خُضير" بعد أن قام بغسل وجهه من البحيرة المجاورة لهم، فحرك "أنس" أكتافه له يعبر بها عن جهله..

ليس إلا ثوانٍ حتى التفتوا على صوت طرقعة تأتيهم من الخلف دون مصدر لها، تعمق القلق داخلهم أكثر حين تقدم "تَيم" بخصلاته المبتلة يقول:
-" أسمعتم الصوت؟"

تلفتوا حولهم بعشوائية من كل إتجاه بعد أن عاد الصوت يشق الإرجاء وابدانهم من جديد، يبدو الأمر مخيفًا حين يشعرون بأن هناك من يرافقهم في كل مكان ذهبوا إليه، ذلك الشعور كان يزور كل واحد منهم بين الحين والآخر ولكنهم كانوا يقابلونه بعدم الإهتمام ولكن، اليوم والآن تحديدًا تأكدت شكوكهم، فكان الأمر أشبه بشيء خفي يراقب تحركاتهم أينما كانت دون ملل..

ظهر فجأة عن بعد رجلٌ يلثم هيئته برداء أبيض كالثلج، لديه لحية سوداء طويلة ممتزجٌ بها القليل من الرماديّ، وعصا غليظة تسبقه بالخطى تأخذ بقمتها شكلًا مصغرًا لتلك القلادة السوداء بعنقه..

كانت تملأ ملامحه الحكمة والتريس حيث تفوه بثقلٍ:
-" جئتم مبكرًا، هذا جيد."

-" من أنت؟"

تساءل "تَيم" بفضولٍ ليقول الرجل وهو يعير الحيوانات الصغيرة من حوله بعض الطعام:
-" أُدعى عريق العراف، ذلك البوم الذي حثكم على الطريق، كان أنا."

اندهشت ملامحهم وهم يطالعون بعضهم بحيرةٍ..

-" لم تقمست شكل البوم إذًا؟"

-" لدي قدرة التحول، أنس"

-" الكثير من القدرات، رائع!" تمتمت "قُوت" بإعجابٍ..

-" حسنًا إذًا!؟" تساءل "خُضير" بجهلٍ ليأتيهم صوته..

-" جئت لأهنئكم على انتهائكم من البحث عن الحراس."

-" ولكننا لم ننتهي بعد، تبقى تَيم، وقُوت، وروز!"

أضافت "مُنيرة" مفسرة ليبتسم بهدوءٍ قبل أن يلوح بعصاه:
-"روز، وقوت فقط!"

ظهر فجأة من بين الحيوانات بالخلفية صوتًا جذابًا، فأتضح بعد التعمق بالنظر أنه تغريدٌ متفاخر لطاووس ملأ جسده اللون الرمادي الكثيف ممتزجًا بآخره القليل من الوردي الزاهي، والبعضُ من الأسود القاتم كان يغطي قمة رأسه، وقلادة ذهبية تتدلى من عنقه تحتوي بقلبها على حجر رودي اللون..

فسر العراف:
-" حارسكِ روز."

تقدمت ببعض القلق إلى ذلك الطاووس الذي كان يتوسط حجمها وقامت بالتربيت على رأسه بإعجابٍ وقالت:
-" لو كنتُ مكانكَ لتباهييت أيضًا، تبدو في غاية الروعة!"

غرغر الطاووس بامتنان تزامُنًا مع تقليصه لهيئته حتى عاد إلى حجمه الطبيعي..

وفي اللحظة ذاتها، وسط كل ذلك الاندهاش الذي كان يعم المكان رفرف عصفورٌ أبيض اللون به الكثير من الأسود الممتزج بجسده على كتف "قُوت" وأضحى يُغرد بعلوٍ، لفت انتباه الجميع بينما أضاف العراف عريق:
-"حارسكِ، قُوت."

| چُــمَاڤـــيّ | °الجزء الثاني للعالم المعكوس° ✓Where stories live. Discover now