10- | صاحب الوجه المُلثم |

57 7 0
                                    

أوشكت الشمس على السطوع، فقد ظهر جزءٌ برتقاليٌ أنار قمة الأشجار والجبال، وأعلى قلعة القصر، كانوا يجلسون أمام الكهف الذي يقيمون فيه -مؤقتًا- وكل منهم في واديه الخاص..

هنا "روز" التي تتأمل نابسة بعض الكلمات الغريبة وهي مغمضة العينين، وتحديدًا بعدما سردت عليهم أمر تلك القوى الجديدة التي ستحتوي على تعاويذ آڤية..

وعلى اليمين "خُضير" الذي يطالع "روز" بغرابة من الحين والآخر، من ثم يعود بعنقه إلى زوجته "مُنيرة" التي تمسك بكتاب الأساطير الوقتية - التي تظهر بالوقت بالمناسب- وهي تحاول إيجاد تفسيرٍ لكل ما هو غامض يحدث، فهم للحق ماهرين في ربط الأحداث ببعضها، وخصيصًا سويًا..

وعلى قمة التل المرتفع كانت تجلس "نور" على صخرة ضخمة، وبجوارها "أنس" الذي كان يقول:
-" ولكن أحيانًا.. ينتابني شعور الامتنان لما نحن به، أوافقكِ بأن الأمور ليست دائمًا على ما يرام، وأن البشر العادييون مزعجون، إلا أن حياتنا أهدأ من هنا."

-"يحادثني وكأننا لسنا من ضمن البشر!"

-" أجل لسنا مثلهم، نحن عادييون ولكن بشكلٍ مُريح، هناكَ الكثير من البشر المؤذيين."

صمتت ثم أضافت:
-" بأخذ رأيك في عين الأعتبار، إلا أن العادييون هؤلاء يتمنون أن يضاف لحياتهم القليل من المغامرة، نحنُ أيضًا، إن لم تتسنى لنا الفرصة أن نعيش ما نعيشه الآن سنكون منزعجين من كون ما نحن به عاديّ؛ مثلهم."

-" العاديّ هِبة، ومجرد استمراره يجعلني أراه شيءٌ خارق؛ وهذه نقطة لصالحه"

شرد برفقتها في الشلال وهو يُلقي بما في فمه ثم صمت قليلًا، ونثر:
-" إذًا ماذا برأيك، أشعر أن الوضع هنا مع مرور الوقت يصبح أخطر."

-" أجل، شعرتُ بهذا، ولكن هذا مقدر لهم، فَالأشياء الجميلة دائمًا ما كانت دافعًا كبيرًا للإمتلاك."

-" مثلكِ تمامًا"

ألقى بخبث ثعلب ماكر بينما نظرت هي داخل بُحيرتاه بخجلٍ وعلى وجهها ابتسامة بريئة، بادلها مثلها ثم التفت ناحية "قُوت" التي كانت تجلس بعيدًا أسفل شجرة ضخمة تعبث بالعشب الرطب الذي أسفلها..

-" تذكرني هيئتها بي.."

تمتمت وأكملت بعد أن صمتت قليلًا ليلتفت إليها هو:
-" أعلم ذلك الشعور، هي تشعر بالتشتت والإضطراب، مثلي حينها"

-"أجل ولكن قوية، وللحق استغرقتِ الكثير لتعلمين ذلك ولكنك كنتِ تشعين قوة أينما حللتِ، وكيفما تعلمتِ أنت سيأتيها هي الوقت المناسب وتتعلم.. لا تقلقي بشأنها، ستكون بخير"

أما عندها، فكانت شاردة بالعشب اللطيف الذي شعرت بأنها يتمايل خصيصًا ليداعب أطراف أناملها، هي بدأت تعتاد الأمر؛ أمر أنها تستطيع أن تشعر بكل شيء حولها، من بداية الهواء إلى ذلك العشب الصغير، وبدأت تتساءل.. تُرى ما هي قوتها، فلا شيء مما تشعر به يساعدها على إيجاد قوة تحتوي كل هذه المميزات..

| چُــمَاڤـــيّ | °الجزء الثاني للعالم المعكوس° ✓Where stories live. Discover now