18- | صديق الرِحلة |

39 7 0
                                    

وصلت رسالة "قُوت" إلى "فَارس" الذي هبط من غرفته بعد قراءته لمحتواها وسرد الأمر على والديه و "چود"..

-" كنت أعلم أن سلاف لم يستسلم بسهولة."

قالها "نيثان" بسخطٍ، بينما انهمرت من "چود" الدموع التي حاولت جاهدة أن تخفيها:
-"هذا الرجل هو السبب في كل ما حدث لنا، أرجوكم افعلوا أي شيء لإقافه دون خسائر، لا استطيع تحمل فقدان أحدًا منكم لا استطيع!"

احتوتها "تالين" بقوة وهي تحاول تهدءتها:
-" لا تقلقي لن يحدث شيء!"

-" بلى، لا تعلمون ما يمكنه فعله حتى يحصل على الأرض، لا تعلمون مقدار الحقد والبغض الذي يحمله بداخله، الأمر أكبر بكثير من مجرد ثأر، الأمر بالنسبة له حياة أو موت!!"

انهارت بالبكاء والصراخ وهي تتحرك بتشتتٍ في ساحة القصر تجر خلفها وشاحها الملكي وخيباتها سويًا، ثم التفتت ناحية "فَارس" وأضافت بعد ما قامت بتجفيف خديها:
-" أرجوك فَارس، لن يهدأ له بال إلا بأعلانه الجحيم على تلك المملكة، لا أريد خسارتها، لا أستطيع تحمل خرابها لا استطيع صدقني!"

احتضن اكتافها بيديه وردد:
-" لا تقلقي لن يحدث شيء من هذا القبيل، سيكون كل شيء على ما يرام ثقي بي!"

أومأت بصعوبة عدة مرات وهي تحاول اقناع عقلها بأن الأمر لن يسوء، ثم أشار"فَارس" لوالدته بأهدابه لتأخذها إلى غرفتها، بينما وقف وهو يطالع ابيه وبحيرة من أمره تساءل:
-" هل سنقف مكتوفي الأيدي إلى أن تعود قُوت والبقية؟"

-" لا أعلم، الكارثة الأكبر أن ما بالبرج بالفعل كافي لإعانته على احتلال القصر، وإن أراد المزيد لن يصعب عليه الأمر في السيطرة على بقية الشعب."

-" هل يمكنه التأثير علينا؟"

تساءل بجهلٍ بينما أجابه سريعًا:
-" لا، هو من العائلة، يربطه نفس الرابطة والدمُ واحد، ولكنه يمكنه بالفعل السيطرة علي إن أراد."

-" وهناك شيء يمنع حدوث ذلك؟"

أومأ ابيه بعد تفكيرٍ:
-" يمكنني أخبار صديقٌ لي بصنع ترياق، ولكنه سيكون مؤقت."

-" حسنًا أفعل هذا رجاءًا، وأنا سأذهب لتجهيز سهامي، وإن تفاجأتَ بعدم وجودي أثناء احتلاله للقصر لا تصدر أي ردة فعل، سأكون مختبيء علّي أستطيع المساعدة."

أومأ له أباه بعد أن ربت على كتفه بتخفيفٍ ثم رحل وتركه بين شتات تفكيره يردد..
-" أرجوكِ قُوت، اسرعي."

••••

تسكعوا بالخطىٰ وهم بطريقهم للجهة الأخرى التي استطاعت أعينهم التقاطها نتيجة تقاربها من الكهف، يدردشون في آخر ما حدث براحة، فرغم ضباب ما هو مقبل إلا وأن ما رآوه اليوم كان كافي لأن يريح عقلهم من الشتاتِ قليلًا..

| چُــمَاڤـــيّ | °الجزء الثاني للعالم المعكوس° ✓Where stories live. Discover now