5- | الماضي|

47 6 0
                                    

تلعثمت بالخُطىٰ وهي شاردة ليلحقها هو بيديه وهو يقول:
-" خذي حذرك"

نثرت يده بطفوليةٍ ونبست:
-" أنا بخير لا أحتاج لمساعدتك"

تنهد هو بعمقٍ وقال بنبرة ضاحكة:
-" أمازلتي غاضبة"

-" ما المُضحك أنس؟، هل تسخر مني؟"

تساءلت لينفي سريعًا:
-" لا لا لم أقصد ذلك، أُقسم!"

أمأمت بابتسامة نصرٍ ثم هيأت حالها لأستكمال الطريق ولكنه قام بجذبها فجأة إليه، لم تكن تتوقع ذلك فزُعرت بتوترٍ وأردفت:
-" أنس، ما الذي تفعله بربك، أتركني!"

-" لن أتركك إلا عندما تقولي أنك ِ لستِ غاضبة!"

-" على ماذا؟"

تساءلت سريعًا بينما ضحك هو بنصف فمه ضحكة استهزاءٍ وقال:
-" اللعنة، ذلك ما يثير جنوني، أنا لم أفعل شيء ليجعلك تغضبين مني هكذا!"

شردت هي بضع ثوانِ، نعم فللحق لا يوجد شيء يجعلها تغضب منه، تبًا ما الذي كانت تحاول فعله، هل للتو نسيت ما كان يزعجها منه مرة أخرىٰ!، أنه يستغل نسيانها هذا كثيرًا لصالحه فهو بالفعل يفتعل المعضلات معها مؤخرًا..

تنهدت تقول بنبرة مستسلمة:
-" حسنًا لستُ غاضبة، أترك يداي"

حرك رأسه بيأسٍ وقام بلف كفه على يدها وقال بنبرة حنونة:
-" لن أترك يداك أبدًا، لن أفعل ذلك حتى بالخِصام."

تنهدت تترك سبيل بسمة لطيفة على وجهها ولكن حينها قاطع لحظاتهم الودودة صوت "خُصير" الذي أردف وهو يحرك بعض الأغصان من أمام عينه:
-" أظن أننا وسط قبيلة أو ما شابه!"

-" هل كنا نسير طوال الوقت بأتجاة قبيلة آڤاي خُضير؟، ألم تكن تعلم طريق كل إنشٍ بالغابة؟"
تساءلت "مُنيرة" بغيظٍ على إيقاعه لهم بتلك الورطة؛ وأي ورطة!!

قال بتبريرٍ:
-" أقسم أنني كنتُ أسير على نفس الطريق التي أعلمها مُنيرة!!" ثم طالع القبيلة من خلف الأشجار وأكمل بحنقٍ: "ولا تنسي أن كوبر كان يساعدني بمعرفة ما لا أعرفه هنا!"

تنهدت وهي تحاول إيجاد الحل ولكن..

•••

-"حسنًا يا رِفاق، دعونا نفسر لكم!"
تفوه بها "خُضير" وهو يرجع على ركبتيه هو وزملاءه وسط دائرة تكونت من أفراد القبيلة وهم يحملون السيوف ويوجهونها عليهم..

-" خُضير أنهم لا يتحدثون العربية!" نثرت "مُنيرة" بمللٍ من محاولاته العديدة للتواصل معهم..

ظهرت من بين الرجال "روز" حيث استمعت إلى حديثهم وكانت جوارها "قُوت" التي كانت تُطالعهم بريبة ظنًا منها بأنهم دخيلون..

-" كيتا أورا بَا" 
-سأرىٰ من هم أبي-

صدرت تلك الكلمات من "روز" لأكبر من بالقبيلة حتى أومأ لها وتقدمت ناحيتهم، أغمضت عينها تستجمع كلماتها وقالت:
-" قُلتَ للتو أنك تريد أن تفسر لنا سبب وجودكم هنا، هيا أنا أسمع"

| چُــمَاڤـــيّ | °الجزء الثاني للعالم المعكوس° ✓Where stories live. Discover now