8- | تواصل أخوي|

45 5 0
                                    

كانت تجلس بساحة الصقر الخارجية، تتأمل في آخر النطاق بنقطة مخفية، شاردة ثابتة كالصنم، تتذكر طيف عائلتها وقبيلتها التي تم محيها بواسطته ذلك الـ.. سلاف الحقير، تحاول جاهدة أن تقنع حالها بأنها مجرد تراهات نسجها خيالها المشتاق بسبب ذلك المكتئب المظلم..

ثم تعود لنقطة أنه الأبوة تعني التربية، ولن يفرق بشيء وجود أبيها الحقيقي ومن كان السبب في موته، يكفي أن "سلاف" يحميها ويرعاها، ويحاول أن..

على من تكذب بحق السماء!، في أقرب محطة سيتم الدعس على عنقها أن سمح الأمر!

فهو بالكاد يحاول جاهدًا ألا يظهر محبته الغريبة لِـ "تَيم" أمامها، وهي هُنا تحاول إقناع عقلها بأنه يستحق كل هذا العناء!!

-" بيكا بو!"

ارتعشت أثر صوته الهامس قرب أُذنيها ونظرت له بحنقٍ صامت..

-" ما بها دارلين الشريرة، أهي تفكر في ما حدث مؤخرًا؟، أوه نسيت أن عقلك لا يعمل من الأساس حتى يفكر."

نثر وهو يتقدم خارج القصر، فتقدمت خلفه تحاول استرجاع حقها بالحديث:
-" من قال لك بأنك خفيف الظل؟، تبًا توقف قلبي من كثرة الضحك."

توقف فجأة فإصتدمت به، ليتمتم بثقلٍ:
-" أوف عزيزتي دارلين، ألم أقل أن عقلك لا يعمل!، لا شيء يدعي للضحك هنا!"

تنهدت بضيقٍ بعد ما أعطاها ظهره ثم نثرت بعلوٍ:
-" حسنًا إلى أين؟"

-" إلى الجحيم."

-" نحنُ بالأصل بها!"

-" لا تتبعيني أيتها المشعوذة"

نثر ببغاضة ساخرة فأتاه الرد:
-" تبًا، أيها المُظلم لا تنعتني بالمشعوذة!"

-" بماذا أُناديكِ إذًا؟، الساحرة، أم الشريرة، أم أنثى الغُراب!"

ابتسمت بتكليفٍ وهي تخطي جواره وردت:
-" يكفي هذا القدر من لطافتكَ اليوم عزيزي تَيم، اصمت!"

ضحك بإستخفافٍ وتوقف عن السير يتساءل:
-" أعليّ أن اصمت!، وأنتِ التي اعتديتِ على حقوقي في التجول؟"

تأتأت كالأطفال من خجلها بعد ما قال، فهي بالفعل تعمدت السير معه.. لا تعلم لماذا، ولكن يبدو أنها تريد التعمق بشخصيته أكثر وأكثر..

-" أحسنتِ دارلين، تمتعي بالصمت ودعيني استمتع أنا برحلتي."

-" إلى أين؟"

تساءلت فأجاب وهو يرفع الرداء على كتفيه:
-" إلى مكاني المفضل."

___________________

تركتهم بعد حديثهم المليء بالحماس وخطت بأقدامها المضطربة خارج الكهف، فتفاجأت بالبوم يقف أمامها على حافة التل بظهره، يراقب الغروب بهدوءٍ مغمض العينين، جلست إلى جواره بعدما ضحكت بحنانٍ على هيئته، فرغم كِبر حجمه المُهيب، إلا أن ملامحه لطيفة للغاية..

| چُــمَاڤـــيّ | °الجزء الثاني للعالم المعكوس° ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن