20 - | الأبيار |

29 6 0
                                    

في وهل الظلام تغفو القلوب مع الأعين،
جاهلة كليًا ما قد تحمله صباحات اليوم التالي بحوزتها،
قلوب تبعثر فيها الأمان واحتل مكانه القلقُ..
لا شيء هنا يضوي سوى الخيبات وقرص القمرُ..

يمينًا في مكانٍ مغلق بعض الشيء تغفو "نور" بجوار قطتها المتوحشة و "فچر" برفقتهم تاركًا مساحة لتقلب "آزاد" الطفولي، كان "أنس" بجوارها يحاول جاهدًا أن ينعم بساعة واحدة من النوم ولكن دون جدوى..

"قوت" و "روز" أيضًا يستلقوا بجوار بعضهم، والجانب الآخر كان يحتوي على "خُضير" و "مُنيرة"..

الجميع هنا يحاول أن تنعم اعينهم على بعض الراحة إلا هو..

يجلس ملثمًا أمام البركة الزرقاء التي افتعلها الشلال الصغير، يطالع انعكاس هيئته في الماء بسكونٍ، يراقب ذلك الشعاع الأسود الذي يشع من عينيه كل ثوانٍ ثم يختفي ليثبت له أنه هنا مهما حاول اخفاءه..

كم مرَّ من الوقت وهو يحتوي ذلك الكائن المظلم داخله!

يسجنه دون رحمة لروحه التي هُلكت من كثرة الهمسات التي ينتجها داخل فراغه بالداخل، كان الأمر أشبه بإنقاذه لنفسه منذ بضعة أشهر ولكن الآن.. أصبح كالموت البطيء له!

-" لمَ لا تخرجني من هنا؟"

تمتم ذلك الصوت داخله كالفحيح المتلاشي فالهواء، فأجابه:
-"لأنني أن اخرجتكَ سأقضي على ذلك التَيم الذي عثرتُ عليه."

-" ما عثرت عليه ليس إلا جزءًا مفقودًا منَّا!"

-" منَّا؟" ردد ثم قهقه باستخفافٍ وأكمل:
-" أمازلت حقًا تظن أنكَ جزءًا مني؟!"

فرد عليه بصوتٍ واثق:
-" لا بل أنت من لم يدرك بعد أننا جزءًا لا يتجزأ من بعضنا البعض تَيم!، يال حالتك المزرية التي تجعلك تلقي بكامل اللوم عليّ بدلًا من القاءه على سلاف اللعين، ذلك الشخص الذي أوصلنا إلى هنا!"

-" أجل وكان أيضًا السبب في زراعتكَ داخل فؤادي!"

-" ورُغم ذلك مازال بإمكانك إطلاق سراحي!"

أعطاه الحل سريعًا، ذلك الحل الذي دائمًا ما كان يهرب منه، فهو لا يريد الاستغناء عنه رُغم أنه يتألم، شيء لا يستطيع تفسيره في أمر تمسكه الكبير به.. ولليوم لا يعرفه!

لمعت الفكرة لثوانٍ بباله وكأنه يخير نفسه، أيبقيه ويتحمل عبيء احتفاظه به، أم يطلق سراحه ويعيش حياته دون ذلك الألم الذي أعتاد عليه وكأنه ترياقٌ لازع لنجاته من وحشة لياليه!

-" هذا الصمت يعني أنك قررت أخيرًا أنني ملكٌ لكَ؟"
أتاه بعد اطلاقه لضحكة عالية صدحت داخله بترددٍ لصدى صوته..

فأتته الإجابة:
-" أجل ولكني لستُ ملكًا لك."

-" ماذا تفعل هنا؟"

| چُــمَاڤـــيّ | °الجزء الثاني للعالم المعكوس° ✓Where stories live. Discover now