16 - | ثلجٌ وتعويذة! |

37 6 0
                                    

مر يومان وكلًا منهم على حاله، قطع "سلاف" شوطًا طويلًا في تدريب الجيش الخاص به على كيفية استخدام السحر الأسود لخوض المعركة التي يسعى إليها، و "دارلين" أُجبرت حالها على أن تطيعه وتصبح أكثر تقربًا منه لتنقل الأخبار إلى "تَيم" ورفاقه الذين أوشكوا أخيرًا على الوصول إلى الوجهة المطلوبة..

و"قُوت" التي وصلتها رسالة "فارس" المعتذرة عن عدم المجيء، ولكن بقدر حزنها على خوض هذه التجارب وحدها هي سعيدة للغاية أيضًا على كونه جوار عائلتها، فهي تعلم جيدًا أنه يستحق تلك الثقة التي زرعتها والدتها داخله..

الرحلة كانت شاقة على الجميع تقريبًا عدى "نور"، لأنها كانت تقضي معظم الوقت الذي يسلكونه بالطريق باللهو مع "آزاد" الشقية، كانت تلطف أجواء الشقاء قليلًا، ولكنها لم تكن منتبهة لذلك المستشاط غيظًا منها بالزاوية، فقد كانت تلقائيًا تنشغل بها كونها تحب القطط كثيرًا.

-" هل تبقى الكثير لنصل؟" سألته..

-" وكأنكِ تشعرين بصعوبة الطريق!"
رد عليها متصنعًا البرود الذي يعكس ما في داخله ثم أكمل:
-" ما رأيك أن تقومي بسؤال آزاد؟"

اتسعت حدقتيها ما إن التقطت نبرة الغيرة التي استحوذت على صوته، ثم طرحت سؤالها بضحكٍ متقطع:
-" أتشعر بالغيرة من آزاد؟"

-" أجل، لم تنظري بوجهي مرة واحدة منذ عثورك عليها، يومان كاملان وأنتِ تسلطين كامل حواسك واهتماماتك لها نور، أمن السهل عليكِ أن تتخلي عني يومان؟"

تساءل بنبرة طفلٍ تائةٍ يبحث عن والدته وسط الزِحام، فأجابته سريعًا بتأثرٍ بعد أن قوست يديها حول وجهه:
-" ولا حتى دقيقة أنس، صدقني لا استطيع العيش بدونك دقيقة واحدة!"

فقط ظل يطالعها بهدوء دون أن يضيف أي شيء آخر فوجدها تسترسل مبرره..
-"لم أكن أقصد ما فهمته، أنا آسفة."

طبعت قبلة اعتذار لطيفة على جبينه جعلته يبتسم برضا مردفًا:
-" حسنًا لا بأس، لا استطيع مقاومة قبلة الإعتذار، تعرفين هذا جيدًا!"

تعلقت بذراعه بعد أن ضحكت بلطفٍ بينما استولت "آزاد" على الكتف الآخر فجأة وقامت بلعق جبينه بلسانها الصغير، فتورد ضاحكًا منها وقال بعد حكه لرأسها:
-" ولا استطيع مقاومة لطفكِ أيضًا آزاد، تقبلت اعتذارك."

•••

كان كالملاك يجلس بالفراش الخاص به مع والده الذي يحاول تقليد بعض الأصوات المضحكة، وقد نجح في ذلك بالفعل حين جعله يكركر بصوتٍ مرتفع..

-" حسنًا تَيم، يكفي لهوًا اليوم، لقد حان وقت النوم."

أومأ الصغير بضيقٍ من انتهاء وقت اللعب ككل يوم وتسطح بالفراش بمساعدة ابيه، وبعدها قام "مازن" بطبع قبلة على جبهته وطالعه بعينين لامعتين كالؤلؤ وقال:
-" أتعلم أنني أحبك للغاية؟"

| چُــمَاڤـــيّ | °الجزء الثاني للعالم المعكوس° ✓Where stories live. Discover now