26- | النهـاية |

37 7 2
                                    

انتهت محاولاته فالدفاع عن نفسه أخيرًا، عندما وجد نفسه يجث على ركبتيه بوهنٍ ودماءه السوداء تقطر من أعلى جبهته.. انتهت ثقته المزيفة في النصر وخصيصّا عند رؤيته لهم يتراصون إلى جانب بعضهم البعض، تلك النظرة الامعة التي تضوي في أعينهم، نظرتهم للأمل الذي لم يفنى في فؤادهم، العزيمة التي ظلت تكافح أعماقهم، والخير الذي يسري في عروقهم، لم تهزمهم التجارب السيئة كما كان يظن، ولم توقفهم مشاعرهم الحزينة الذي ساهم في حفرها داخلهم كما توقع، كانت اهدافهم أكبر، ودوافعهم أكثر، والنصر بالأخير كان حليفهم..

قل يا أضعف من بالوجود ماذا حصدت؟، استثمرت ماضيك استثمارًا خاطئًا كالمعتاد، وككل مرة كانت الخسارة ما تجنيه على جثة هامدة، ضعيفة ومتسنكرة..

تحاول بمقلتيك الخائفة تكذيب نتائج افعالك، تحاول جاهدًا ولكن ها أنت تقسم أنك أضعف ما وجد..

وكانت من وضعت نقطة النهاية هي، قتلته بواسطة تعويذة الموت، تلك التعويذة القوية التي لا يمكن لأحد أن يلقيها سوى مالك حجر ألفا، سالت دماءه على الأرض كقطعة ثلجية اشرقت أشعة شمس الصيف الحارقة عليها، كان يتبخر فالهواء كقطع ورقٍ محروق.. اختفى ذلك السلاف وللأبد، اختفى أخيرًا من كان يهدد حياتهم، من كان سببًا في موت أقرب الأشخاص لهم..

بالأخير حصلوا على ذلك الثأر، وأوفوا بذلك الوعد الذي قطعوه على أنفسهم، وتمكنوا من تحقيق النصر الذي لطالما حلموا به، ولكن الغريب والمدهش فالأمر - بالنسبة لقوت وتيم-؛ أنهم يشعرون بطيف والديهم يحوم حولهم، هناك بين الكثير من ما يريح العين والقلب.. هم يلوحان لهم بنظراتٍ فخورة ومليئة بالحب، وكأنهم يثبتون لهم أنهم ابناء تلك الأرض مهما كان..

خرجوا الأناس من مخابئهم يطالعون الهدوء الذي حل المكان، لطالما كنا نستمع بالقصص الخيالية عن الهدوء الذي يسبق العاصفة، ولا أحد كان يتحدث عن جمال الهدوء الذي يأتي بعدها..

جميع الشعب كان يطالعونهم بفخرٍ، توزعت البسمات من الكبار لهم والضحكات الفَرِحة من الصغار للحراس التي كانت تلهو معهم، نظرة حب بادلها "أنس" مع "نور" التي تخبأت أسفل يمناه، والنظرة ذاتها خرجت من "خُضير" لِـ "منيرة" التي تشابكت بكفه كطفلة صغيرة، أما "قوت" فخرجت من احضان شقيقها الذي قام بفرك خصلاتها القاتمة يقول:

-" يليق بكِ الشعر الأسود"

ابتسمت بخجلٍ ثم تقدمت تجاه صقرها، بينما هو تواصل مع "روز" بصريًا وتقدموا تجاه بعضهم، وبعد ثوانٍ استغرقتها أعينهم بقول ما لم يقوله اللسان، تمتم هو بصوتٍ محرجٍ..
-"آسف."

ابتسمت ببراءة:
-" لا بأس."

-"روز أنا.."

صمت قليلًا ليأتيه السؤال:
-" ماذا؟"

-" أنا أُحبِك"

ضحكت بخجلٍ متزايد وهي ترفع غرتها الوردية لأعلىٰ، ليبادلها هو بسمة حماسية وقام بمد كفه لها لتستحوذ هي عليه بسعادة..

| چُــمَاڤـــيّ | °الجزء الثاني للعالم المعكوس° ✓Where stories live. Discover now