22-| ذهاب الأحبة|

27 7 2
                                    

ظل "سلاف" يتابع فعل الأمر وهو لا يرى أمامه سوى النجاح فيه، حتى أتاه صوت من أعماق البئر يقول:
-" تحتاج إلى روح ثمينة وصافية، قدم الضحية وخذ ماشئت."

التفت لها بعينان كالجمر وهو يراقب ذلك الثأر القديم، وخيانة دارلين، وخذلان تيم، طالعها بطمع وكأنه يطالع جميع دوافعه التي جعلته يمسك بها بغلٍ وهي للأسف الشديد لا تهوى على فعل شيء سوى الصراخ، ولدنائته قام بصنع بوابة زمنية قاطعة بينه وبين "تَيم" ورفاقه حتى يشهدون موت العزيزة..

-" اضطررت لتوثيق هذا الحدث الشيق حتى يحفر بذهونكم إلى يوم هلاككم، كان على رأس القائمة منذ أربعون عامًا والدكم العزيز، وثانيها كان أنت تَيم.."

للأسف كانت البوابة مجرد صورة متحركة للحدث، لذلك كانوا يتابعون الأمر بجهلٍ، ولكن "تَيم" في هذا الوقت كان يحاول اخماد تلك النار الناشبة داخله بدموعٍ تتسارع
في السقوط من جفنيه...

اسمعوا له يكمل:
-" ولكنك لم تقدر تلك الفرصة التي اعطيتها لك لتنعم بحياة تستحقها وغدرت بي، لذلك ستحل شقيقتك المركز الثاني.. إلى حين أن اقضي عليك بيدي!"

هبطت الدموع من عيني "قوت" ثم اغمضتها بقوة، و باستسلام شديد نبست..
-" تَيم"

وتزامنًا مع صرخة شقيقها القوية قام بألقاءها داخل البئر الذي تكاثر منه خروج الدخان وأغقلت البوابة على الفور..

ظل يصرخ بقوة وهو يجث على ركبتيه ويضرب الأرض بكلتا قبتضيه، ثم سقط على الأرض بنحيب طفلٍ رضيع وهو يلفظ اسم شقيقته عدة مرات متتالية..

كانوا هم بالخلف يحاولون استيعاب ما حدث، وشرع البكاء وصرخات الإنكار تنطلق من الفتيات، وخصيصًا "روز" التي كانت بحالة يرثى لها..

هل ذهبت هي أيضًا بهذه السرعة؟، ألم تكن هناك خطة لتحويل المستقبل الباهت إلى مبهر!، ألم تكن هناك وعودًا تأبى أن توفى!، يالِ حسرة القلوب التي تريس على عرشها الحزن، وسيطر على أوصالها اليأس!

__________________

بالوقت ذاته، تحديدًا أثناء ابتلاع مياة البئر لهيئتها البريئة وسجنها بالأعماق دون تنفس أو حركة، سقطت "جود" على الأرض بزبولٍ وكأنه حان وقت الذهاب بالنسبة لها أيضًا!..

كانت تقطر عينيها الدموع ولكن اتسع فاها حين رأت طيف شقها الآخر وهو يمد لها كفه الرقيق ليمسك بها، كانت "تالين" إلى جوارها تصرخ وهي تحاول معرفة ما يحدث لها ولكن دون جدوى، كانت تلهث بقوة وكأنها تحاول التقاط آخر أنفاسها من الهواء المحدود حولها..

ذهبت للتو "چود"، أقوى امرأة شهدها العصر الحالي للعالم المعكوس، تلك التي كان ينعكس دائمًا من عينيها الأمان رغم احتلال الخوف لهما، تلك التي كانت كالجبال، تسند، تدعم، تقوي، وتربت..

| چُــمَاڤـــيّ | °الجزء الثاني للعالم المعكوس° ✓Where stories live. Discover now