11- | عودة الفَارس |

66 6 0
                                    

كانوا بساحة القصر يتناقشون فيما حدث منذ قليل، بينما "چود" تنهدت بضيقٍ واضح بسبب تلك الأحداث التي تتوالى خلف بعضها البعض، أحداث لا تُطاق بحق..

-" سأتولى فصلُه، وأنهي الأمر."

قالها "نيثان" بينما نطقت هي بإعتراضٍ:
-" لا نيثان، حديثه غريب وواثق، يبدو أنه يخطط لشيءٍ ما."

وهنا تدخلت "تالين":
-" هذا صحيح، أشعر أن هناك مؤامرة ضدنا من قِبل البُرج."

-" إذًا ماذا؟، هل سنتحمل تهديداته اللعينة تلك طوال الوقت دون رد فعل؟"

تساءل هو بإنفعالٍ، لتجيب عليه زوجته بحكمة:
-" لا عزيزي، لا تقلق سنحل الأمر فالوقت المناسب، الأهم هنا أن نحافظ على سيطرة البرج، وعليك بهذا إلى حين أن نعلم ما يريده"

تنهد هو ثم أضاف بعد أن تقدم خطوتان للأمام:
-" ولكن هو يحرض الجميع عليّ وعلى القصر، وهناك القليل يصدقه.. القليل إلى الآن تالين، ولا نعلم من سينضم له غدًا!"

وسط التحليلات والأجواء المتشاحنة، أتاهم صوت الحارس الخاص بالساحة وهو يقول بصوت مبتهج:
-" وصل للتو من الصحراء الغربية الأمير فارس جلالتك"

اتسعت أعين ثلاثتهم بسعادة على ما سمعوه للتو، ورُغم أنهم لا يصدقون سماع اسمه داخل القصر، اسمه الذي لم ينطق منذ خمسة وعشرون عامًا، إلا أن سعادتهم بوصوله أخيرًا تطغى عن هذا الأمر..

"فَارس" إبن "نيثان" و "تالين" الذي يبلغ من العمر أربعة وعشرون عامًا، والذي خرج من القصر عقب وفاة خاله بمدة قليلة، خرج مستأذنًا من أباه أن يتولى رئاسة الجيش والجنود المسؤولين عن تنمية وعمار الصحراء وتجريدها من البقايا التالفة التي تنتجها سماء أرضهم مؤخرًا..

فكر كثيرًا قبل أخذه للقرار ولكن نعم، بالأخير ترك كل شيء خلفه، فهو من القِلة التي لا تحب المكوث وسط كل ما هو غير مفهوم، وكان عليه الأختيار، إما أن يقيم بالقصر دون اسئله تخص ما كان يحدث، إما أن يخرج منه لمدة لا بأس بها..

وجميعهم ظنوا أن الخمس سنوات مدة كافية، حتى هو..

أشتاق لوالدته ووالده وعائلته، فهو للحق كان يحاول الصمود أكثر من ذلك ولكن.. سيظل المرء كالطفل الرضيع في احتياجه الدائم لسقف العائلة التي تحميه من شظايا الكون بأسره!

ارتمى داخل أحضان ابيه مدة، ثم تحول إلى والدته يضمها بإشياقٍ وحنين، يراقب تجاعيد عينيها تارة، وتارةً أخرى يعود لأخذها بين ذراعيه القويتان..

فهو قوي البنية، ذو شعرٍ أسود جريء تتمرد أطرافه على عيناه التي تشبه حبتا البندق الطازج، ذو بشرة قمحية كوالده تمامًا..

ضحكت عليه "چود" حين قام بفرد ذراعيه لها وقام بتحريكهم بطريقة مضحكة كالطفل الصغير؛ فهو كان يعتاد ذلك المزاح اللطيف مع زوجه خاله، وللحق لا يشعر بالسنوات التي مرت بينهم، فهو للآن مازال يحتفظ بخفة ظله وحركاته الشقية..

| چُــمَاڤـــيّ | °الجزء الثاني للعالم المعكوس° ✓Where stories live. Discover now