13_ | رسالة من أوين|

55 6 0
                                    

كانت تُدندن بحبٍ مع أصوات الشموع، فهي لأول مرة اليوم استطاعت أُذناها التقاط اللحن الذي كان يأتيها على هيئة طيفان فضيان فالأحلام، لا تعلم ما علاقة هذا بذاك، وما سر الطمأنينة التي يحتويه اللحن بداخله لقلبها، ولكنها رُغم التساؤلات وبعد تكرار الحُلم الثابت للمرة التي لا تُعد.. الليلة أخيرًا تمكنت حنجرتها من حِفظه، وها هي الآن تُدندن براحة وسكينة لم تشعر بها من قبل..

وهي تتأرجح على الأنغام، اتجهت ناحية الخزانة الخاصة بثيابها الموحدة، التي لا تختلف عن بعضها البعض، فكانت "دارلين" تتعمد الغموض في كل شيء حتى ارتدائها للملابس كان يشبه شخصيتها الفريدة والمنفردة بطبعها..

أزياء جلدية لامعة ذات لون إرجواني على البطن والأذرع، لون إرجواني قاتم غير مفعم بأي روح، كخصلاتها الطويلة، وقلبها.

حملت على كتفيها حقيبة تحتوي على بعض الأشياء التي تظن أنها ستحتاجها ثم استطاعت فك أسرها بواسطة مشدّ شعر نحيف قامت بوضعه داخل مقبض الباب..

كان الوقت باكرًا.. فهي الآن للتو لاحظت وميض منير ظهر من فتحة باب القصر قبل أن تقوم بفتحه بسبب سطوع النجوم، لا شمس تشرق، فقط يقيسون الوقت والمدة الزمنية بوميض النجوم ومراحل اكتمال القمر..

لاحظ الحراس الشبه نائمين فتح الباب المفاجيء ولكنهم لم يروا شيء..

بينما هي نظرت لهم بخبثٍ وابتسمت تقول وهي ترحل:
-" أغبياء."

وللتو قامت بإستخدام قواها لصالحها بعد أن أقسمت أنها ستُكرثها لحماية "سلاف" وكل ما يخصه..

بعد أن استغرقت الوقت المناسب للوصول إلى المكان المفضل له، تذكرت هيئته وهو يجلس بالركن مغمض العنينين، ابتسمت لهالته الخيالية بحب واشتياق ثم جلست مكانه تطالع الشروق بشرود فيما سمعته البارحة من "سلاف" وذلك الغريب..

تُرى أي حجر هذا الذي يسعى خلفه "سلاف"، ولماذا يهتم بالأمر لتلك الدرجة!، فهي لم تتوقع أن يوافق على طلبه بحصوله على جزء من المملكة التي يحاول جاهدًا من بداية الزمان بالحصول عليها!

هي لا تعلم أي شيء بخصوص ما حدث ولكن ما تعلمه جيدًا أن "سلاف" لن يسعده أمر معرفتها بشيء سري كهذا!

ووسط زحام أفكارها استمعت لنعيق "أوين" الذي وصل للتو أعلى السور، ضحكت بحبٍ على عناقه اللطيف لها بمنقاره ثم قامت بفرك قطعة خُبز في فمه وقالت له وهي تفرك عنقه الأرجواني:
-" قُل لي يا صديقي، أين وجدته"

نعق الغراب ثلاث مرات تزامُنًا مع تحريكه لجناحاه، أما هي فعادت الحديث بجهلٍ:
-" مملكة الرموز!، ماذا يفعل هناك بحق الجحيم!"

نعق هذه المرة خمسُ مراتٍ متتالية جعل بؤبؤ عينيها يتسع وهي تُكرر بصدمة:
-" ألديه شقيقة؟"

| چُــمَاڤـــيّ | °الجزء الثاني للعالم المعكوس° ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن