الفصل الحادي عشر

5.5K 452 64
                                    

خُطوات أرجُلي تصنَعُ إيقاعاً وحيداً في ممراتِ الصف وهذا ما ينتجُ شيءً واحداً

لقد تأخرت

وكالعادة الأستاذ ماركوس -أُستاذُ اللغة الأنجليزية- قد حضرَ لي محاضرةً عن مخاطِرِ التأخُرِ عنِ الحصة
لطالما إعتقدتُ بإنَ التخصُصَ العلمي سوفَ يكون أسهل عِندما أرتاد جامعة كوكس
(اسم الجامعة ليس حقيقاً)
لكن في الحقيقة أنا كُنتُ مُخطئة فالشعار الإحمر للونِ حرفِ الك (c بالإنجليزية)
قد راقني لذا أنا قد ظننتُ بإنني سوفَ أحضى بِدرجاتٍ عالية وسوف أكونُ مُجتهدة
لكن بعدَ رؤيةِ وجه الأستاذِ المُترهل وفمه الذي يطلِقُ قذائِفَ لزجة مَنِ اللُعاب كُلما صَرخَ علي أحلامي الوردية قد تضائلت وتلاشت

"تستمعين إلى أنسة جوليان؟!"
سألني بِصوته المُريع

"هاه؟؟ن..نعم "

"إذاً إذهبي وأجلسي في مكانك لا أُريدُ تأخيراً في الصفِ مرةً أُخرى!"
أومأت ُلهُ وجلست بِجانبِ هاري ومسحتُ شظايا اللعاب التي كانت على وجهي وإنا أكادُ أتقيئ

"هل أنتِ بِخير؟"
هاري سأل وأومأتُ

"هذا كانَ...مُقرِفاً"
قلتها بإزدِراء محاولةً مسحً صورةِ الأستاذ الشنيعة التي تتشكلُ في مُخيلتي

"أعلم"
واقفني هاري وإلتقط قلمه

"ماذا تفعل؟"
رأسي إنتقَلَ تلقائياً لِموضعِ الورقة المسطرة التي تتوسطها دائرة

"لا تسترقي النضر أنجل!"
رمشَ وأبعد رأسي بِلطف
بعدَ خَمسِ دقائق تقريباً أكمل هاري الذي يفعَلُه ونضرَ للورقة وأبتسم
إعطاني أياها وحالما وقعت عياني على الرسمة إنفجرتُ ضاحكة

"إهاذا..هو..الأستاذُ ماركوس؟"
سألتُ ِمِن بينِ ضحكاتي
كان هُنالك رأس فيه ثلاث شعرات وإربعة ترهلات مِن تحت ذقنِه على وجههِ نضارة وعيانه يعانيانِ مِنَ الحَول أسنانهُ مُرتبة بِشكلَ عشوائي جداً وهنالك دائرة أُخرى أظنُ بِأنها بطنه ويوجد تحتها عمودين عبارة عن رِجلين ويدهُ اليُمنئ تُمسِكُ بِعصا طويلة وهنالك قطرات تحتَ فمه

"إعلمُ إنني بارِعُ في الرسم"
قالها وغمزَ لي بعينه

"هراء أنا أبرَعُ مِنك"
تفاخرت ورفعَ هاري حاجبهُ لي بتشكيك

"هل تتحدينني؟!"
سألني بِصدمة وكأنني مُقدِمةً على شيءٍ خطير

"نعم لما لا؟"
إبتسامة جانبية إرتسمت على وجهي كما قَطعتُ مِن دفتره ورقة أُخرى لي

"أرسم نفسك وسوفَ أرسمُ نفسي"
أضفتُ وأومأ هاري بُسرعة
--------------------------
"إنتهيت"
قلناها أنا وهاري في نفس الوقت
تبادلنا الإبتسامات أيضَاً الوَرق

"تباً أنتِ ماهرة"
قالها هاري وهو ينضر لرسمتي ويعبس
أما أنا فضحِكتُ على خاصته
هوَ طويل جداً وشعرهُ يُشبِهُ المعكرونة إلى حدٍ كبير
يرتدي قُبعة وعيانه عبارة عن نُقطتين
إبتسامة واسعة مرسومة على وجهه الذي يقعُ وسطَ نُقطتين أخرَتيّن أفترضُ أنهما غمازتين

 مَسألَةWhere stories live. Discover now