الفصل الثاني والعشرون

4.3K 303 32
                                    

"مرحباً يا أغبياء"
صوتُ رَجُلٍ ذي لحيةٍ شقراء وعينانٍ بُنية بِعضَلاتٍ وَوشوم إستحوذ على إنتباهِ الجميع حتى هاري الذي كانَ شارِداً في ملامحِ أشتون الخَبيثةِ كَما وَصفَها

"أنا مُدرِبُكم الجديد كالفِن وأرجو أن لاتكونوا ذَوي مؤخرِاتٍ سَمينة وتتحرَكوا سَريعاً"
بعدَ ذَلِك أحست أنجلِينا بشيءٍ يصتطدِمُ بوجِهها وقدً كانَ ذَلِكَ كفيلاً بِجعلِها تسقُط على الأرض

"نعم..هذا مَا قصدُته..يَجِبُ أن تكونوا سَريعينَ في الإمساكِ بِالكُرة وإلاَ سوفَ يحصُلُ لَكم مِثلَ.. ما أسِمـك؟"
قامَ هاري بمُساعَدِةِ أنجلينا ورمقا الرجُلَ بِنظرةٍ حاقِدة
قد يبدو هذا السؤالُ طبيعياً للجميع
لكن الغريبُ في الأمر أن المدعوَ بِكالفِن  يعرفُ هذهَ الفتاة الصهباء
تحديداً مُنذُ ذَلِكَ اليوم

"أنجلينا"
قالتها مِن خلفِ أسنانها

"همم أنجلينا تعالي هُنا"
تقدمت هيٌ عَلى مضض ووقفت بِجانِبِه

"الأن أُريدُ مِنكِ أن تُمسِكيِ هذهِ الكُرة وَتُصيبي أحدِهم"

"وإن لم أفعل؟"
سألت بِنبرَةٍ مُستفِزة وهمهم الرَجُلُ بإبتِسامة

"لا أعتقِدُ بِأنكُ تُريدينَ ضربةً أُخرى على وجهِك"
ضحِكَ الجميع ماعدا هاري وأشتون الذي كتمَ ضِحكَتَه

"حسناً"
قالت أنجلينا بإستسلام وبحثت بعينيها في قائِمةِ الطُلاب الواقًِفين
توقفت مقلاتها عِند سَامنثا الواقِفة بجانبِ جاستن وبِلا أي ترَدُد قامت بتوجيهِ ضربةٍ قوية نحوَ شعرها المُرتب بعناية مِما أدى إلى تبعثر خُصلاتِ شعرها الأشقر وكأنها لم تتعب في تجفيفهِ هذا الصَباح
قبضت سامنثا يدها اليُمنى بِشِدة وضغطت على أسنانِها وسُرعانِ ما إنفجرت باكية

"ياللهي أُمي مَريضة وقد تعِبت في تَمشيط شعري ووضع الزينة فيه ووعدُتها بِأنني لن أخرِبه أبداً"شهقت صديقِاتُها ونظروا نحو أنجلينا بإستفهام وخذلان مزيف"أنظرِ إلى ما فعلتيهِ أيتُها الصهباء!"

"السيد كالفِن طلبِ مني أن أُصيبَ أحدِهم لا تَلوميني"
فسرت أنجلينا بهدوء وإستَقامت سمانثا نحوها بِنظراتٍ تكادُ تِختَرِق جسدها

"أنتِ تَغارينَ مني لأنني أملُكُ الكَثيرَ مِنَ الأصدِقاء وارتدي أفضل أنواعَ الملابس على عكسِكِ أيتُها البخيلة القذرة مثليةِ الجنس!"
أخذت سمانثا نفساً عميقاً وأعادت إحدى خُصلاتِ شعرِها المُبعثر وراء أُذنها وتخطت من بينِ الجموع
أما بِالنسبة لأنجلينا فهي ظلت جامِدةً مَكانها وَبِالكاد تستطيعُ الرمش بعينيها
هيّ تعلمُ أن سمانثا إحدى اولائك العاهِرات وَِمِنِ المُفترَضِ ألّا تنجرِحَ بُكلامها

لكن بعضُ الكلمات مهما كانَ الشخصُ الذي قالَها تُسبِبُ جُرحاً في صدرك
وعِندما رأت أنجلينا أن لا أحد كانَ مُتفاجِئاً مِما قالتهُ سمانثا شعرت بِالدُموعِ تتجمعُ في مُقلتيها
أصبحت الوجوه مشوشة أكثر مع تزايُد الغُشاء المائي أمام مساحةِ رؤيتها

 مَسألَةWhere stories live. Discover now