الفصل السابع والعشرون

3.6K 296 32
                                    

الملل
هذا كلُ ما كانَت تشعُرُ بِهِ أنجلينا حينما نظرت ناحيةَ كوبِ قهوَتِها الفارغ
ما تزالُ حوافُهُ مُلونةً بالبني ورطبة لكنهُ كانَ فارِغاً على كُلِ حال
وضعتهُ جانِباً وحدقت في كِتابِ اللغة الانجليزية الموضوعِ امامها وحاولت حفظِ بعضِ القواعد

كانَ هاري قد وعدها بالمجيئ اليومِ بما أن أباها قد رِحلَ بالإمس وهاهي الأن فاقدةُ الأملِ تماماً في أن يأتي إليها

معَ رُجوعِ جيما إلى هولمز تشابِل هاري كان لديهِ الكثيرُ من المسائُلِ لِحلُها مع أُختِه
انجلينا تفهمت ذِلَكَ واخبرت حبيبها بِأنِ عليهِ أن يحضى بِكثيرَ منَ الوقتِ معها
رُغم ذَلِكَ هي تمنت أن يرى هاري الرفضَ في عينيها
تمنت أن يرئ بِأنها تحتاجُ وقتاً معه
ولو حتى القليل

ظلت تُقنعَ عقلها بِأنه يحتاجُ أن يرى أُختهُ وأُمه و أن يكلمهما
أن يحضى مَعهُما بِمُحادثةٍ طويلة وأن يقومَ بإصلاحِ كُلِ شيء

ولكنها هُنا الأن تنظرُ بِأعيُنٍ فارِغة إلئ الكتاب وتشردُ نحوه
هاري سعيدٌ معِ عائلَتِهِ أخيراً...
هذا ما كانت تظُنُه
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
"مرحباً"
قامت أنجلينا بإمالةِ رأسها نحوَ المُتحدثِ لُترى الفتئ الذي لم يظهر منذُ خَمسَةِ أيام

"تذكرتني أخيراً"
إبتسمت بسخرية وسمعت تنهدُ هاري بِجانُبها

"أ-أنا حقاً أسف أنجل حسناً؟"
حاولَ جعلها تستديرُ إليهِ لكنهُ فشل

"كيفَ حالُ جيما وآني؟..ارجو انكم حظيتم بوقتٍ مُمتع"
تقدمت نحوِ المِقعد وجلست عليه وما هُيّ إلا لحضاتٌ حتى شعرت بِهِ يجلسُ بِجانُبِها

"في الحقيقة نحنُ لم نحظى بِوقتٍ مُمتعَ أبداً"
تنفسً هاري بِعمق شاداً شعرهُ إلى الوراء

"أمي أرادت أن تجعلني أَتحدثُ معها وبالطبع رفضتُ في البداية لكنها أخذت تُصرُ علي حتى وافقت وليتني لم أفعل"هز هاري رأسهُ بأسف واومأت لهُ أنجلينا لِلمُتابعة"عُندما حاولت أُمي صعودَ درجَ المكانِ الذي تعملُ في جيما إنزلقت قدمُها وتدحرجت من على الدرج..."
لم تمنع أنجلينا نفسها مُن أصدارِ شهقةٍ وغطت فمها بيديها فالجميعُ أصبحَ ينظرُ أليهما

"جيما كانت تُراقِبُنا مُن الزُجاج وحينما حصلَ الحادُث هرعت إلينا وتساعدنا في إيصال أُمي ألى السيارة وقد كانت شِبهِ مُغمىً عليها" هاري توقفَ قليلاً يعيدُ ترتيبَ الأحداث "في المشفى حصلتُ على مُشاحنةٍ قويةَ معها وهي قامت بِتذكيري بِكُلِ شيء..أكرهُ طريقتها..إنها تجعلُني مُحبطاً كاللعنة"
أنهى كلامهُ بزفرةٍ يائِسة جعلت أنجلينا تندمُ لتجاهُلِه

"ولكن لُما غبتَ لُخمسةِ أيام؟"
عقدت حاجبيها ورُسمت إبتسامة جانبية مُرهقة على شفتاي هاري

"إشتقتِ إليّ؟"
رفعَ حاجبيهِ بِتلاعُب وغمزَ بعينيهِ اليُسرى

"اه...حقيقةً نعم،أنت؟"
أمالت رأسها ضدَ الطاوِلة قبلِ أن ستمعَ كليهما لِإرتطامٍ قويٍ جراء يدِ الأُستاذِ التي هبطت على المساحة الخشبية

"إنتهيتـما مِنَ حكايةِ ما قبلِ النوم؟"
تحدثَ الأُستاذ تشارلز بِنظراتٍ غاضِبة

"ن-نعم"
قال هاري ونظرَ بِبراءةٍ جاعلاً عيناه نحوَ الأسفَل

"جيد..ركِزا إذاً"......

بعدَ جميعَ المُحضاراتِ الكثيرة الطويلة اخيراً هاري وانجلينا استطاعا اجتيازَ الطُلابِ المُتجمعينَ حولَ أُستاذةِ المُحاسبة التي كانت تُعطيهم بعضَ التنويهاتِ حولَ الإمتحان
عندما وصلا نحوَ خزاناتِهما لِيضعا فيها الكتب شردَ هاري قليلاً في اسمهِ المكتوب بخطهِ العريض على الكتابِ قبلَ أن يقول..

"إشتقتُ إليك"
إلتفتَ نحو أنجلينا التي سألتهُ عما قال وعبس

"لقد قلتُ بأنني إشتقتُ إليك" شعرت أنجلينا بِدفئ في وجنتيها وأبتسمَ هوَ "اعني لقد تخيلتُ كونكِ معي في المشفى او حتى تشارُكنا لِلأريكةِ معاً لأن جيما حتى لَم تَكُن مهتمةً بِشأن ذَلِك.."

"هاري..كما قلتُ مسبقاً إنها تُحبك"
حاولت أنجلينا رفعَ معنوياتِ هاري ووضعت يدها على كتفهَ وفركته قليلاً بينما هما يتخطيانِ نَحوَ بابِ الخروج

"لا أعلَمُ حقاً...هي لا تظهرُ أي من هذا (حبها له)"

"بعضُ الناسِ لديهم صعوبةٌ في التعبيرِ عن مشاعرِهم لِذا عليكَ مُساعدُتها"
حولَ هاري نظرهُ نحوَ الرصيف وتنهدَ تنهيدةً بسيطة

"أنتِ ساعدتني لما لا تُساعدينها؟"
هزٍ رأسهُ بطفولية متسائلاً

"هاري أنت لَم تَكُن تُعاني مِنَ صعوبةٍ في التعبيرِ عن مشاعرك" بررت أنجلينا رافِعةً يديها في الهواء" أنت فقط لم تُواعُد مِن قبل وليسَ لديكَ خبرةٌ في الأمورِ العاطِفيةِ هذه"

"لكن..."ملامُحُ هاري بدت وكأنهُ لم يقتَنُع بالأمر"هذا يعني أن جيما لم تِحصُل على اخٍ من قبل!"

"هاري.." كتمت أنجلينا ضحكتها على ملامِحهِ المُبتهِجة بِحماسة "أنت أُخ جيما وهذا يعني أنها قد حظيت بإخوان"

"ماذا سوفَ نفعلُ الأن؟"
تسائل هاري وجلسَ كلاهُما في الباحَةِ الخلفية لمنزل أنجلينا

"اجلس معها وحاوُلا التِحدُثَ كالراشِدين"

"سأحاول..لكنني أُريدُكِ معي"
وقف هاري مُستعِداً لِلخروج

"لما؟"
تجاهلت أنجلينا الجزء الذي كانَ يُخبرها بأن لا تذهب وبأنَ هذا يُعتبرُ إختراقاً لِلخُصوصية

"أنا أثقُ بك جِداً" لعقَ هاري المنطِقَةَ الجافة أسفل شفتيّه "أثقُ بأنَ كُلَ مكانٍ تتواجدينَ فيهِ سوفَ يكونَ جميلاً ودافئاً مثلَكَ تماماً"...

___________________________________
نِهاية الفصل

يجميلات يا رايعات علقوا
علقوا
علقوا
علقوا

ولا تنسون رايكم بالبارت؟؟

ما بحدد عدد معين للكومنتات عشان ابيكم تفاجئوني وتخلوني انسى تعبي (:

باشوف انتوا حق مفاجات وسعادة حركات بركات ولا اي كلام(:

لوف ياااه
بيست ريد فيلفتس ايفر ❤❤

 مَسألَةWhere stories live. Discover now