مَسألَة

الفصل الثاني والأربعون

"ماذا يعني هذا؟"
تسائل روب الجالس على الأريكةِ المُقابِلة لهاري الذي كان يُجففُ شعرهُ ووجهه مِن قطراتِ الماء العالقةِ على سطحه

"إنها أسطورة"
قال هاري ووضعَ المِنشفة جانِباً بينما يُراقِبُ الماسّة المزيفةَ الموضوعةَ بِرِفقٍ على الطاولةِ الخشبية

"وما هي تفاصيلها؟"
قامَ لوي بِطرحِ سُؤالٍ أخر

"الأسطورةُ تتحدثُ عن روحٍ غامِضة لرجلُ تسكنُ المراحيض وهذهِ الروح تسأل الشخصَ الجالِسَ على المِرحاض دون أن يراها قائلةً : هل تُريدُ ورقَ الأحمرَ أم الأزرَق؟ فإذا اجبتَ بِالأحمر فستقومُ الروحُ بِتقطيعكَ إلى شرائحَ حتى تُصبِح ملابِسُكَ حمراء مِن دَمِك" شرحَ هاري "أما إذا أجبت بِالأزرقِ فسوفَ تخنُقكَ الروح حتى يُصبح وجهكَ أزرقاً
والطريقة الوحيدة لتُجنب الموت هيّ بِرفضِ أي ورق والردُ بِأنكَ لا تِريدُ ورقاً.."

"هذا خيالي نوعاً ما" سخرَ روب "ما أدرانا ما هوَ نوعَ الحمامُ الذي يجبُ أن ندخُله؟"

"نحنُ نحلُ اللغزَ والبوصلةُ تقومُ بِالعمل"
إبتسمَ هاري إبتسامةً جانبية وفتحَ صندوقَ البوصلة ليظهرَ عليه سطرٌ فارغ فقامَ بِكاتبةِ التالي:

الشبح ذو الرِداء الأحمر

"كيفَ عرفتَ ما عليكَ كتابته؟"
قال روب

"عِندما أدخلتُ الشيفرةَ في الماء هي قامت بِإرسال اشارةٍ للبوصلة بَأنني قد قمتُ بِإكتشاف اللغز" أجاب هاري "والبوصلةُ بِدورِها ارسلت لي هذا النص الفارغَ لِأكمِله وهو عبارةٌ عن عنوانِ القصة لكي تنفكَ الأحجيةُ وننتَقِلَ إِلى السُؤالِ التالي"

عِندما قامَ هاري بِكاتبةِ العنوان الخاصِ بالأسطورة ظهرَ لهُ جملةٌ مكونةٌ من كلمتين

أينَ قدماي؟

تنهد هاري بهدوء وهزّ رأسه بِإستمتاعٍ قبل أن يقول "عرفتُ موقعنا المنشود"

+++++++++++++++++++++

لاحقاً...في محطةِ مايشين لسككِ الحديد كانَ فريقُنا يقف متخفياً وراء شاحنة بينما يراقبُ هاري المكانِ بِالمنظارِ الذي تحملهُ كِلتا يديه

"مطعمٌ قبيحٌ في مكانٌ مهجور!... من قد يريدُ أكثرَ مِن ذَلِكَ للتستُرِ على ماسّتهم الثمينة؟!"
قال هاري

"ما هي خطتنا الان؟"
سأل لوي عِندما وقف هاري بجانِبه

"حسناً..." صمت هاري لِبُرهة يرتبُ أفكاره " اسطورة الشبحِ ذو الرِداء الأحمر تقول بأنه يزور حماماتَ النِساء في أغلب الاوقات لذا نحنُ الثلاثةُ لا نستطيعُ الدخول"

"أتعني بأن.." قال روب ثم ألتفت جميعهم لأنجلينا التي نبضَ قلبها بإضطراب بين عِظامِ قفصِها الصَدري "بربِك هاري إنها لاتستطيعُ قتلَ ذُبابة!"