الفصل الرابع والثلاثون

2.8K 251 52
                                    

"ماذا تُريدينَ أن نفعلَ اليوم؟"
سأل هاري وأستلقى بِجانِب أنجلينا على الأريكةِ الكبيرة

"فعلنا كلُ ما كتبناهُ معاً على اللائِحة...أنت تجعلُني أُحِسُ بِأنكَ سوفَ تموت"
علقت أنجلينا بِسُخرية وتنهدَ هاري بضيق

"كم ستبقى هُناك؟"
قامت بإرخاء رأسها على صدره

"لا أدري...رُبما شهرين أو ثلاثة"
قام هاري بِتمريرِ أصابِعهِ الكبيرة على شعرها

"سأشتاقُ إليك"
تحدثت أنجلينا بشرود قبلَ أن يرتفعَ جسدُ هاري ليّجلِسَ مُعتدِلاً

"كنتُ أريدُ إعطاءكِ شيئاً"بحثَ هاري في جيبه "ها هي"

نظرت أنجلينا للسماعةِ السوداء التي وضعها هاري في يدها وعقدت حاجبيها

"ما هذه؟"
تسائلَت

"إنها سماعة لاسلكية ونستطيع التواصُلَ بها بدونِ شبكة للهاتف في حالةِ إنقطاع الإتصال"
أجابَ هاري

"تعلمينَ ماذا؟"
تدراكَ بعدَ فترة طويلة من الصمت

"ماذا؟"

"بقي شيء لم نكتبهُ"
هذهِ المرة هاري وقفَ من على الأريكة لِتُلامِسَ قدماهُ الأرض

"تعالي معي فقط"
امسكَ هوَ بيديها ليسحبها معهُ هيَ لم تكن تعلمُ إلى إين سيذهبان لكن ثِقتها بهاري كانت كافِية لتجعلها تقهقهُ وتمشي وراءه

"تتذكرينَ هذا المكان؟"
سألَ هاري مع إبتسامة مُتسعة

"الجسرُ الذي كِدتَ تقتُلني فيه"
اجابت انجلينا

"مهلاً لا لم أكُن اتوقعُ هذهِ الإجابة"
رمى رأسهُ لِلوراء وهوَ يضحكُ عالياً

"بما أننا هُنا ما رأيُكِ أن تتمنيّ اُمنية؟"

"أتمنى أن يصبحَ كل شيء بخير"
كررت أنجلينا اُمنيتها في المرةِ الاولى

"لقد تمنيتُ أن احضى بشيء رائع مثلكِ ولقد فعلت لذا..."
قام هاري بإمساك يديّ أنجلينا وتقبيلها بلطف

"نسيتُ أن اقولَ لكِ بأنني أردتُ تقبيلكِ في ذلكِ اليوم"
انفاسهُ الدافئِة ارتطمت بِرقبتها ترسلُ بعضَ القُشعريرة لأطرافها

"لِما لم تِفعل؟"

"كنتُ مُتردِداً وخائفاً مِن أن ترفُضيني" نظرِ هاري نحوَ السماء وزفرَ الهواء بِبُطئ"لكن نحنُ مع بعضُنا الأن وهذا لا يَهمُ صحيح؟"

"صحيح...كنتُ أُريدُ سؤالك" مالت أنجلينا نحوَ سورِ الجسر "ماذا سترتدي لحفلِ التخرُجِ غداً؟"

"بِذلة سوداء...جيما قالت بِأنني سوفِ أبدو رجلاً نبيلاً بِها"
قهقهت أنجلينا بخفة ونظرِ هاري نحوها مُستغرِباً

"سوفَ تبدو لَطيفاً جداً"
قالت معَ إبتسامة وابتسمَ هاري بالمقابل

رُغمَ أن الغروبَ كانَ قد بدأ بالتسَلُلِ نحوَ السحب ومنظرهُ الجميلُ أصبحَ يجمعُ المشاهدين إلّا أنّ كلاهما وجدَ بأنَ عينيّ الأخر هي من تستحقُ المشاهدة
للأبد

(أين انت؟ أنا امام المنزل؟) ٦:٣٤ م

 مَسألَةWhere stories live. Discover now