الفصل السادس عشر

4.7K 341 61
                                    

كانَ عليّ الركضُ وراء ميرديث التي تهدد هاري بسكينٍ بلاستيكية طوال ساعةٍ كاملة والمسكين هاري كان يصرُخُ بذعر ويختبئ وراء أي شيء يجدُه

"إنها..ش-شريرة لا تدعيها تقترِبُ مني"
همسُ هاري المرعوب إجتاح أُذاني بينما أنا أحتضنهُ بِقوة وأخبرهُ بِأن ميرديث قد ذهبت ولن تعودَ مجدداً
رُغم أنها مازالت في غُرفتِها إلا أن ذلِكَ كانَ كافِياً لِجعل يداهُ المُرتجفتان تثبتانِ قليلاً
وبعد نصف ساعة هاري قد كانَ يُشاهِدُ معي مُسلساً كوميدياً
وبدلاً مِن أن يضحك..هوَ ظلَ يُراقِبُ الأبواب والرُدهاتِ بِحذر

"هاري..ثِق بي ميرديث لن تستطيعَ إيذائك حسناً؟"
أمسكتُ وجهه بيداي الإثنتان ونظرتُ إلى عينيه

"ح-حسناً"
تنهدتُ براحة وعرضتُ عليهِ بعضاً مِن رقائقِ البطاطا المقلية

"أنا أسف"
همسَ بِها وألتفتُ إليه بإستغراب

"على ماذا؟"
إستفسرتُ عن سببِ إعتذاره ورأيتهُ يجذِبُ قدميهِ بإتجاهِ صدره ويلفُ يديهِ حولَ ركبتيه

"لأنني لم أستطع شرحَ الفيزياء لك"
قال وإبتسمتُ إبتسامةً مُتسامِحة واومأت بغير إهتمام

"أنا لم أقدر على تعلميكَ ركوبَ الدراجة النارية..لا بأس"
تحدثتُ بِهدوء وأرحتُ رأسي على كتفه

"لكنكِ حاولتِ الكثيرَ من المرات!..أما أنا لم أبداء بِالمحاولةِ حتى"
تكلمَ بِإنزعاج

"على كلِ حال السيد كايل يبدو مريضاً..بالتأكيد إختبارهُ سيكونُ سهلاً"
قلتُ ولا أدري مِن أينَ إكتسبتُ كُل َهذهِ الإيجابية
رُبما لِأنني أُريدُ رؤيةَ هاري سعيداً على الدوام؟

"من أينَ َتعِرفُ ميرا؟"
ألقيتُ بِالسؤال الذي يجولُ في خاطِري مُنذُ أن خُضتُ سِباقَ المراثون بِسببِ ميرديث المجنونة

"اوه..قبل أن آتي إلى هولمز تشابل..كنت أسكُنُ في فرنسا وميرا كانت جارتي"
"إنها متوحشة"
يُمكنني توضيِحُ علاماتِ الهلعِ الواضِحة على وجهه
ياللمخلوقِ المسكين

"لا بأس هاري...كل شيء سيكونَ على ما يرام أعِدك"
طمأنتُه وتسللت تنهيدة عميقة من بينِ شفتيه

"روب..ل-لقد أرسلَ لي هذه"
قال جاعلاً إنتباهي كُلهُ يجذبُ إليه

"ما هذه؟"
عياني هبطتا إلى الظرفِ المُغلف بإحكام ولا يبدو ظرفاً عادياً..فهو كبير وممتلئ

"في العادة..يكون في داخِلهِ راتِبُ الشهر..لكن هذه المرة..أ-أنا لا أدري ما به"
فسرَ وقلبتُ الظرفَ بينَ يداي

 مَسألَةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن