الفصل الاول(شاطئ الكوثر)

1.9K 90 51
                                    


كأي أسرة مصرية يأتي عليها الصيف تريد أن تتحرر من درجات الحرارة القاسية لتُسافر وتسبح في بلاد البحار .. البحر المتوسط أو البحر الأحمر ومن بلاد البحر المتوسط هي بورسعيد.
في ليالي عاصمة مصر هُناك من يرى تلك الليالي في الشوارع ويقوم بالتنزُه ولكن هناك أيضًا من يجلس يُفكر من أين سنأتي بـمالِ طعامُنا.
~القاهرة |1788| ~
يجلسُ مع عائلتهِ ليلًا ليتحدث ابنه الأصغر قائلًا
- بابا، مش هنروح مصيف السنة دي؟
قالها طفله بينما ابنه الأكبر كان جالسًا على الأريكة المُجاورة ثم نظرَ إلى أبيه قائلاً:
- اه يا بابا صحيح، مش هنطلع مصيف السنة دي بقى، احنا بقالنا سنين كتير اوي مش بنروح.
نظرَ الأب الى الأسفل وعلامات الاحراج والحزن على وجههِ، ذكر اسم الله ثم نظر لولدهِ الأصغر قائلاً:
- إن شاءالله يا حبيبي، ربنا يسهل.
• قالها والدهم ثم نهضَ إلى غرفته ليجد زوجته مُلقاة على سريرِها.
- أنتِ مانمتيش لحد دلوقتي؟
تنهدت زوجته ثم قالت والحزن يعبُر بين طبقات صوتها:
- مش جايلي نوم .. ومدايقة من حوار اني الواد ابننا الصغير معندوش لبس صيفي كتير، نفسي اجيبله هدمتين كده ولا حاجة يغير فيهم لما يخرج
نظرَ الى الأرض لا يعلم كيف يقوم بالرد عليها ولكنه تحدث بصوتٍ مُنكسِر:
- عندك حق، وكمان انا نفسي اطلعهم مصيف السنة دي
- مصيف! مصيف ايه بس بقولك نفسي اجيبلو شوية هدوم تقولي مصيف.
تناول بعض الماء من الكوبِ الذي بجانبهِ ثم افردَ ظهرهُ على السرير قائلاً:
- انا هتصرف، ربِك كريم.

فى صباح اليوم التالي ذهبَ إلى عملهِ وظل يُفكر في الطريق في ما سيفعله، ايقوم بفعلهِ أم لا، حتى وصلَ إلى عملهِ وبدأ يُلقي السلام علي زُملائهِ حتى وقفَ امام صديقهُ المقرب بعد إلقاء السلام حتى قالَ
- انا مش عارف اقولهالك ازاي بس ..
قطبَ صديقهُ عينيهِ وقالَ له أن يُكمل وماذا بهِ
- انا .. انا بس كنت طالب منك مبلغ ضروري.
ابتسم له صديقه ثم أخرج عُلبة السجائر مُتنهدًا وقال
- و انا يعني هقولك لاء يابني؟
قالها بينما يُعطي له سيجارة، ابتسمَ ذلك الرجل المحتاج إلى المال ثم شكرَ صديقه قائلاً والإبتسامة العريضة على شفتيهِ:
- انا عارف أنه مبلغ كبير، بس اوعدك اول ما ربنا يفرجها هرجعهملك.

عادَ مُسرعًا إلى منزلهِ يُنادي على أولادهِ مُبتسمًا ثم خلعَ حذائهِ وضمَ ابناءهِ الإثنان داخل عناقهُ ثم قال:
- يا ولاد، تحبو نصيف فين السنة دي؟
• لينظُر أبناءه الإثنان إلى بعضهم مُبتسمين.

بورسعيد |1788|
يجلس مع زوجتهِ واولادهِ الإثنان حتى قال ولدهُ الكبير إلى أخيه:
- بقولك ايه، كفاية لعب في الرمل، لو جدع حصلني.
قالها ثم جرى مُسرعًا إلى البحر حتي ضحك اخاه وجرى وراءهُ وبدأَ بالسباحة بينما والدهم و والدتهم جالسون يضحكون على فرحة أولادهم لتتحدث زوجته قائلة:
- مكنش له لازمة تستلف الفلوس دي كلها بس.
- مالكيش دعوة، متحمليش إنتِ هم بأي حاجة و انبسطي بالفُسحة دي.
• بينما يتحدثون ويتناولون الابتسامات يأتي صراخ سيدة من الخلف، التفتوا لكي يروا ماذا يحدث، ثم رأوا تلك السيدة تصرخ عاليًا باحثة عن ابنتها التي يبدو أنها ماتت غرقًا ولم ينقذها أحد، بينما في الإتجاه الأيمن أيضًا عائلة قامت بالصراخِ بصوتٍ عال والبكاء، بينما سيدة كبيرة أيضًا تجلس على الرمال وتضرب بيديها الرمل وتضعه فوق راسها وهي تصرخ باسم ابنها والذي يبدو أنه توفى غرقًا أيضًا .. ابتلعوا ريقهم ثم قالَ إلى زوجتهِ بتعجب:
- هو ايه الحكاية، اتنين يغرقوا في وقت واحد!
وفي نفس اللحظة التفتت زوجته إلى البحر لتنظر إلى أولادها ولكنها لم تجد إلا ابنها الصغير من بعيد ينظر أمامه وخلفه يبحث عن أخيه الكبير حتى نادت باسم زوجها بفزع:
- الحق .. فين أحمد
• لينظر زوجها معها وعندما نظروا وجدوا طفلهم الصغير شيء ما قد سحبهُ إلى الأسفل بسرعة كبيرة، مما جعلَ زوجته تصرخ عاليًا وتجري علي المياه مُنادية بأسماء اولادها بينما يبكي الاب والفزع في قلبهِ .. اهلاً بك عزيزي القارئ في شاطئ الكوثر.

فاتن أسفل بورسعيد |مُكتملة|Where stories live. Discover now