الفصل التاسع (رسوب مُتعمَد)

630 66 9
                                    

والآن عزيزي القارئ مضى شهر
دخلت فاتن الى الجامعة كي تعرف نتيجتها .. اليوم هو معرفة النتيجة بالفرقة الرابعة، خطت خطوات حتى رأت دكتور شريف ينظر لها ساخرًا وهو يتحدث مع طالب ثم أكمل حديثه، نظرت فاتن له باستحقار ونظرات رديئة ثم اتجهت إلى شئون الجامعة..أخبرت السيدة التى تجلس خلف النافذة عن اسمها كامل ثم أخذت تلك السيدة ثواني وهي تبحث بينما فاتن كانت تضغط على أصابعها من الخوف حتى تحدثت السيدة
- ناجحة كله بامتياز ماشاء الله
نظرت لها فاتن والسعادة احتلت ملامحها قائلة
- فعلا؟ الحمدلله
- بس غريبة .. ازاي مستواكي كده وساقطة في مادة الإدارة الرياضية؟
تبخرت السعادة التى كانت تملأ وجهها وتحولت إلى وجهٍ عابس حزين ثم نظرت فاتن الى الارض تعلم جيدًا الجواب وكادت ستذهب حتى قالت السيدة
- هتيجي تمتحنيها بعد شهرين إن شاءالله
اقدمت خطوات كي تذهب ودخلت فناء الكلية الخاصة بها حتى مرت أمام المصعد وتذكرت ما حدث عندما نظرت له ثم فجأة رأته يُفتَح لتشهق من ما رآت ..
دكتور شريف يُقبّل فتاة طالبة في المصعد بينما الفتاة تبعده بيدها إلى الخلف
- الناس، الاسانسير اتفتح
ابتلعت فاتن ريقها واستجمعت قوتها بعد أن كادت ستركض مُسرعة وتقدمت خطواتها إليه حتى جرَت الفتاة التي كانت بجانبهِ مُسرعة .. نظرَ إلى فاتن نظرات ساخرة قائلًا
- وقت لا ينفع فيه الندم يا حلوة، خلاص مش عايزك مهما تحاولي
مما جعل فاتن تزداد غضب
- وانت مفكرني جاية ابيعلك جسمي ولا ايه يا ..عم الدكتور؟
صمتت ثواني ثم اقتربت منه وقالت بصوتٍ حاد
- اسمع .. انا عارفة انا مين والدفعة كلها عارفة مين فاتن مدحت ومستواها عامل ازاي ..وانت اللي مسقطني في مادتك متعمد
نظر لها ساخرًا وبدأ بخبط قدمه على الارض وينظر إلى ساعته يتجاهلها حتى قالت
- انا ذاكرت مادتك بكل جهدي ودخلت اللجنة وخرجت منها وانا شايفة الامتياز فيها بعيني ..حسبي الله ونعم الوكيل فيك ..ربنا هيجيبلي حقي
صمتت ثواني ثم نفخت في الهواء واكملت
- نجحني في المادة خليني اتخرج، انت ايه مبتخافش من ربنا؟
بدأ يُصفّر ويدندن وبيده حقيبته ونظر لها مُبتسمًا ساخر وذهبَ
تقف فاتن تنظر له بالكثير من الكُره ولكن غلبها كونها انثي وبكَت.

عاودت فاتن إلى منزلها وفتحت الباب ثم دخلت غرفتها تنظُر إلى كُتب تلك المادة والأوراق التي كانت تُلخِص بها وكم المجهود الذي بذلته وامتلأت عينيها بالدموع، قامت بتغيير ملابسها ورفعت شعرها الى الاعلى ودخلت المطبخ قامت بعصير الليمون تتناوله حتى تشعر بتحسُن وجلست على الآريكة، كانت الساعة العاشرة صباحًا فخرجت كاميليا بعد ساعة و وجدت فاتن نائمة على نفسِها وكوب الليمون كان بيدِها ولكنها غلبها النعاس وظلَ كوب الليمون يُنقِط على السجاد حتى صاحت كاميليا بصوتٍ عالى
- يخربيتك غرقتي السجادة اللى لسا فرشاها امبارح منك لله
شهقت فاتن واصابت بالهلع عندما استيقظت هكذا مفزوعة حتى وقع كوب العصير وكُسِرَ والزجاج ملأ الأرض، صاحت كاميليا بصوتٍ عالي أكثر
- وكمان كسرتي الازاز يا مخفية، روحي يابت هاتي الجردل والخيشة وامسحي الصالة كلها
نظرت فاتن أسفلها فاتسعت عينيها.. يبدو أنها وبكل أسف تذكرت ماضيها مرة أخرى
نهضت فاتن وبدأت بالبكاء الشديد كالاطفال! حتى سحبت كاميليا ذراعها
- تعالي هنا رايحة فين، بقولك أنتِ اللي هتمسحي ده
- كفاية بقى كفاية سيبيني في حالي، يارب اموت وارتاح منك يارب
قالتها فاتن وهي تبكي وابعدت يد كاميليا عنها ودخلت غرفتها تضع الشال عليها وخرجت مُسرعة وأغلقت الباب بشدة ونزلت تبكي والكثير من الدموع على وجهها ولكن بدون كُحل تلك المرة وبدون اي شىء ..فقط بملامحها الفاتنة هكذا ..

فاتن أسفل بورسعيد |مُكتملة|Where stories live. Discover now