الفصل الثاني عشر (غرام قاتل)

718 67 23
                                    

فصل النهاردة طويل وتعبت فيه كذا يوم مستنية رايكم والڨوت❤️.
                               ___________
سقطت فاتن من على السرير  تصرخ عاليًا حتى استيقظ انور مفزوع ينادي باسمها ونهض ونزل على الارض يحاول حملِها وايقاظها من ذلك الكابوس بينما هي مازالت تبكي وتصرخ وترتعش
- فاتن، فاتن قومي فوقي
بدأت فاتن بفتح عينيها وهي خائفة وعندما وجدته نهضت تصرخ بوجهه
- ابعد عني
يقف انور يتعجب منها هكذا ثم حاول أن يقترب منها مرة أخري يقول
- ممكن تهدي وتقعدي عقبال ما اجيبلك كوباية ماية؟
صرخت فاتن بقول لا بوجهه ثم جرَت مُسرعة خارج الغرفة وهي تصرخ بينما أنور يركُض خلفها يحاول فهم ماذا يحدث
- فاتن، فاتن في ايه رعبتيني اقفي بقى
قالها انور بعد ما سحبها من ذراعِها فنظرت له تبكي، فقام بضمِها بداخلِ عناقه وبدأ يُمرر كفه على رأسها حتى بدأت تهدأ
- بس بس، محصلش حاجة ده مجرد كابوس
- انا خايفة، مش هعرف انام تاني
- يولع النوم ياستي دلوقتي، تعالي نولع التليفزيون ونتفرج سوا على اي فيلم
قال انور كلماته ثم بدأو يخطو خطواتهم بينما هي مازالت بعناقهِ وكادو يجلسو ولكنها قالت ودموعها على وجهها
- لاء قبل ما نقعد ممكن تقفل ستاير البلكونة؟
- من عيني ياستي
جلست فاتن على الآريكة ثم اغلق انور الستائر وقام بفتح التلفاز وبدأو بمُشاهدة فيلم سويًا، جلس انور بجانبها لدقائق ثم نهض يقوم بعمل الفشار لهم وبدأو بتناوله ونسيت فاتن ذلك الكابوس حتى تعالى صوت ضحكاتها مع انور على الفيلم، نظر أنور إلى فاتن
- طب احكيلي بقى شوفتي ايه
- مش عايزة افتكر، هحكيلك بكرة
مضى بعض الوقت
- شكرا يا انور .. انا حسا اني مش خايفة
- ولا عمرك هتخافي طول مانتي معايا
وضعت فاتن رأسها على كتفه فضمها أكثر واكملو مُشاهدة حتى غلبهم النعاس
استيقظت فاتن من نور الشمس الذي ملأ المكان وجاء على وجههم.
- انور، انور كمل نومك جوا احنا نمنا على نفسنا امبارح
بدأ يفيق انور ونهض وذهبَ إلى الغرفة يُكمِل نومهِ حتى كانت الساعة الثامنة صباحًا، نظرت فاتن إلى الشُرفة ثم تنهدت عندما تذكرت ما رأته بالأمس ثم دخلت الغرفة إلى انور واكملت نومها بجانبهِ.

الساعة الثانية عشر، نهضت فاتن من على السرير  وقامت بتحضير الفطار وعاودت إلى انور
- انور قوم، بقينا الضُهر .. انت كل يوم تغلبني في نومك كده
- كل يوم؟ احنا لسا متجوزين من ٣ ايام هنستعبط؟
ضحكت فاتن وقالت
- طب قوم بقى متتعبنيش، مانت غلبتني في ال٣ ايام دول
- طيب طيب، انا جعان
- حضرت الفطار .. بس كلت من غيرك مش بحب اكل مع حد
تغيرت ملامحه إلى الحزن كالاطفال ثم قال
- معملتليش اعتبار يعني؟ فكرتك هتحبي تفطري معايا
ضحكت فاتن عاليًا
- اه شغل القمص بقى وكده، عامة بهزر معاك انا هفطر زيك لسا
ابتسم انور لها ونهضو لتناول الافطار.
- بس ايه يابنتي اللي أنتِ عملتيه امبارح بالليل ده، ده انتِ رعبتيني انا شخصيًا، لاء وكل شوية ابعد عني
قال اخر كلماته يقوم بتقليدها ساخرًا وهو يضع قطعة من الخيار بفمهِ، نظرت له فاتن وهي تبتلع الخُبز
- اومال كنت عايزني اعمل ايه؟ بقولك شوفتك محروق
وضعَ انور الخُبز الذي بيده على الصحن يقول
- يا ساتر يارب، محروق؟
- اه صح انا قولتلك اني هحكيلك النهاردة عشان امبارح كنت خايفة
- طب احكي ياستي
- انا حلمت اني في البلكونة وام يوسف دي باصة للبحر
قاطعها انور مُتسائلًا
- ام يوسف مين؟
تنهدت فاتن تقول
- ام يوسف جارتنا الجديدة مانا حكيتلك عليها
- اه اه كملي
- حلمتها بتعيط وهي واقفة في البلكونة وباصة للبحر وراحت مرة واحدة بصتلي لقيت وشها محروق
قاطعها انور يقول
- هو مش انا اللي كنت لسا محر..
قاطعته تقول
- أيوة ما لو تصبُر وتسمع للاخر، صبر ايه بس ياعم الصياد
ضحكَ انور بصوتٍ عالي على  كلماتها وهو يتناول الطعام
- طب كملي ياختي كملي
- وفي الكابوس حصل حاجة غريبة، كأني صحيت وقومت انت هديتني كده وجيبتلي ماية وقومت قاعد جمبي على السرير وفضلت متنح كده مش بترد وفجأة روحت باصص ليا ولقيت وشك محروق زيها
كان يتأمل حديثها ولكن رُنَ جرس المنزل حتى سقط الطعام من يد انور مفزوع فقهقهت فاتن عاليًا
- ثواني هشوف مين
نهضت فاتن ونظرت من عين الباب لتجد يوسف يقف، فتحت الباب
- صباح الخير يا يوسف
- صباح النور يا طنط، كنت بطير الطيارة الورق بتاعتي بالغلط و وقعت في بلكونتكم ممكن اجيبها؟
ابتسمت له فاتن و وضعت يدها على شعره ثم سمحت له بالدخول، نظرَ إليه انور فتعجب من دخولهِ ونظر إلى فاتن
- طيارته الورق وقعت عندنا في البلكونة وجاي يجيبها
اماء انور براسهِ ثم ابتسم إلى يوسف وقال
- تعالى كُل يا يوسف فطرت؟
- شكرًا يا عمو
دخلت فاتن معه الشُرفة فوجدت طيارة ورقية صفراء صغيرة مقطوع خيطها ساقطة بداخل الشُرفة، حملتها واعطتها له ثم بدأ يوسف ينظر إلى البحر بتمعُن لثواني ثم قال
- هو أنتِ يا طنط فاتن بتبُصي على البحر بالليل؟
تعجبت فاتن من سؤاله وردت مُبتسمة
- أيوة عادي
- طب ابقي ركزي فيه كويس .. اصل انا بشوف حاجة فيه
- حاجة ايه؟
- سمكة ديلها ازرق كبير ..هي مش سمكة انا كنت مفكرها سمكة لحد ما روحت عشان اتاكد في مرة و ..
لم يُكمل يوسف حديثه عندما وجد انور يقف بجانب فاتن ينظر له ثم قال
- شكرا يا طنط فاتن، وخرج من الشُرفة ثم ذهبت فاتن وراءه تفتح له الباب واغلقته وجاءت إلى انور في الشُرفة مرة أخري
- هو الواد ده كان بيقولك ايه؟ سمكة ايه؟
- طفل بيقول اي حوار وخلاص .. بيقولي بيشوف سمكة في البحر
- سبحان الله
قالها انور ساخرًا حتى ابتسمت فاتن ثم قالت
- يلا نكمل اكل.
مضى اسبوع، استيقظ انور الساعة العاشرة والنصف صباحًا وقام بتجهيز الافطار ومن ثم بدأ بتشغيل التسجيل على اغنية "انا قلبي اليك ميّال" استيقظت فاتن على الصوت ومن ثم نهضت من على السرير فوجدت انور يُغني معها وهو يُقطع الطماطم ومن ثم توقف عن الغناء عندما وجدها استيقظت تمد ذراعيها الى الاعلى ثم جلست على الانتريه وضحكت تقول
- اشمعنى حضرت الفطار انت النهاردة
تركَ السكين من يده ثم وضع الطماطم والسلطة بداخل الصحن ورفع بصنية الطعام وجاء ليضعها أمامها وهو يُقبّل كفها ويقول
- ايه هو حرام اريحك شوية؟
ثم غمزَ بعينيه لها وهو يبتسم بمكر يقول
- بس ايه رايك في فايزة أحمد
ضحكت فاتن ضحكة صغيرة أنثوية ثم قالت
- ده انت معاك شريط تاني بقى غير اللى لعبت بيه كورة سلة على دماغي وانا نايمة
قهقه انور عاليًا من تعبيرها هذا ثم قال لها أن تبدأ بتناول الطعام وبينما كانو يتناولان الطعام بدأ انور يتحدث
- انا مضطر انزل من بُكرة مع ابويا المحل
توقف فم فاتن عن الطعام الذي يمضغه ثم قالت بنبرة مُرتبكة
- من بُكرة اللي هو بُكرة ده؟
- أيوة، انا عارف اني مقعدتش معاكي كتير وأنه اسبوع مش كفاية بس انا مضطر غصب عني يا فاتن، ابويا واقف في المحل لوحده ومش متعود على ده
نظرت فاتن شاردة إلى الطعام بعد حديثه ثم ابتلعت الطعام وقالت
- انا مقدرة كل ده .. ولو اني يعني الشقة غريبة عليا اني اقعد فيها لوحدي
استنشق انور انفاسه بعمق وقال
- هحاول متاخرش عليكي، هرجعلك بدري
بينما جاء الليل الساعة الثانية عشرة ونصف مساءً كانَ يجلس انور وفاتن بداخلِ الشُرفة يتناولان الشاي الساخن، نظرت فاتن إلى السماء المُمتلئة بالنجوم ثم أخذت رشفة من كوبها بينما أنور نظر لها يقول
- الحياة دي غريبة فعلًا
قطعت كلمات انور تركيزها مع السماء لتنظُر له بابتسامة مُتسائلة
- ليه بتقول كده
ارتشف انور رشفة شاي ثم قال
- مكنتش اتخيل اني في يوم هسكن في الابجاد هنا، لاء واتجوز فاتن
- ولا انا، كنت متخيلة اني هتجوز في حي الصيادين عادي
- ابراهيم اخوكي عايز يسكن هنا
- ياريت ييجي، عارف يا انور .. ابراهيم ده اكتر حد حنين عليا في بيتنا
سادَ الصمت لثواني ثم أكملت
- اكتر حد كنت بحس بأمان معاه اكتر من بابا
بينما يجلس انور مُنصِت لها صاحت بفرحة
- انت تعرف أنه اشترالي من السفر كاميرا
قطب انور حاجبيه بعدم فهم
- كاميرا؟
- ايوة، كنت بقوله نفسي فيها وانا صغيرة وافتكرها لحد دلوقتي، ثواني هقوم اجيبها نتصور بيها
نهضت فاتن مُلتهفة ثم أعطت له كوبها لينتظرها، ثم مضى دقائق وجلبتها فاتن وجلست أمامه وأخذت كوبها وضعته على الارض، بدء انور يتفحص الكاميرا ويُشاركها لحظات انباسطها هذه ثم بدء يقترب بالكرسي ليضع يده حوالين خصرها واقترب بوجه من وجهها فنظرت له فاتن بخباثة مُبتسمة فقال
- يلا خُدي الصورة
بعد ما ضغطت فاتن بيدها على زر الكاميرا والتقطت الصورة مازال انور يقترب من وجهها حتى بدأت انفاسه تتعالى بوجهها، احمر وجه فاتن وخجلت وضعت الكاميرا على الكُرسي ونهضت ثم نهض وراءها ..بينما يأتي من البحر نور ازرق كبير بداخل المياه.

فاتن أسفل بورسعيد |مُكتملة|Waar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu