الفصل الرابع عشر( كوالڤيدا)

651 61 4
                                    

الڤوت من أجل الاستمرار رجاءًا

قيل على كثيرٍ من الألسن أن الحياة ليست عادلة ..وذلك ما أراه أنا أيضًا، العدل سنراه في الآخرة أمام الله ..هُنا فوق الارض يعتدي المُعتدي على حق الآخر من أجل انانيته، واسفل الارض يعتدي الكثير على الآخرين من أجلِ الحياة رُبما، اي من أجل الطعام.. ولكنهم سيكونو ترابًا في النهاية ..رُبما خائفين من الموت لانه سيكون عدم الوجود لهم.
تمتلأ الماء بالوان بنفسجية، الكثير من الاسوار الحديدية العالية مغمورة بداخل قاع البحر، يقف الجميع على هيئة طابور عريض ولكن على ماذا يلتفون هكذا؟؟

- اخبار الطعام جيدة اليوم يا ابطال؟
- بل وتتزايد منذ أول الشهر يا سيدة (لارونا)
ابتسمت السيدة (لارونا) ابتسامة جانبية على شفتيها بغرور وقالت
- أنهم شعبي، وددت دائمًا أن أنجح في علو تلك المملكة وإطعام أصحاب أرضها بسلام، فلتحيا كوالڤيدا
قالت اخر كلماتها بصوتٍ عال.
السيدة(لارونا) هي ملكة مملكة كوالڤيدا، تلك المملكة التي طالاما بُنيت وأصبحت مملكة متوارثة وعظيمة من خلال اجيالها وحُكمها الملكي ..تلك السيدة ذات الذيل البنفسجي الكبير وشعرها الاسود حتى آخر ذيلها، بينما يُضع التاج البنفسجي على رأسها ويخرج النور الذي يملأ الماء بذلك اللون الساحر، كانت قمحاوية البشرة وعينيها خضراء فاتحة بطريقة قد تُفزعك!!
تلك المملكة التي حورياتها جميعًا كانو يُصنفو من اجملِ حوريات الممالك على الاطلاق!! ملامحهم الرقيقة وعيونهم جميعها خضراء وكانت كل ابنة بحر منهن لديها لون وطول شعر مُختلف ..ولكن الشيء الذي اتفقت عليه الطبيعة وقامت بتوحيده هو ان لا يُمكن أن تري حورية من كوالڤيدا ذيلها ليس بنفسجي، بل ذلك لونهم الذي يُميزهم.. ماذا عزيزي القارئ؟ ماذا عن أبناء تلك المملكة؟؟

تقف تداعب شعرها الأسود المخلوط بالاحمر أيضًا وتستند بظهرها على غيصان شعاب كبيرة، بينما ذيلها يأتي يمينًا ويساراً مع الماء
- لا اعلم لما خُلِقنا هكذا، دون جنس آخر ..خُلقو فتيات حواء ولديهن من يقضي معهم حياتهن ويخلقون قصص الحب سويًا، أيضًا يوجد فتيات ممالك لديهن جنس آخر يتشاركون حياتهن سويًا ..اما نحن!
تنهدت ثم أكملت
- نحن بجمالِنا هذا ليس لدينا من يقع بحُبِنا من الجنسِ الآخر، نحن هُنا وحدنا ينبض قلبنا فقط من أجل الاستمرار في الحياة، وليس من أجلِ شخصٍ ما واقعون بغرامهِ، تلك الحياة بدون حب ليس لديها أي مذاق ..يا ليتني من الفتيات التي غُرِمَ بهم العديد، يا ليتني لست من كوالڤيدا ..كوالڤيدا التي بها الحب خطيئة لانه تعدي على إرادة الله، من فكر فقط في الأمر وأخذ خطوات التجربة من مملكة اخرى يُقتل أمام الجميع.
تنهدت (ڤوالا) بحزن، تلك الحورية ذات المنصب بجانب الملكة، كانت مُساعدتها بجميع الأمور.

- اريد الطعام، قد نفذ صبري، انتظرت العديد ..رجاءًا
قالتها حورية بعد أن جاء دورها أخيرًا في ذلك الطابور، أعطت لها الطباخة الماهرة بمطعم كوالڤيدا بعض اللحم المطبوخ جيدًا والبهارات تملأه، شكرتها تلك الزبونة لتأتي خلفها زبونة أخري من ذلك الطابور.. أنه أكبر مطعم للحوم البشرية هُنا في البحر المتوسط بأكمله!

فاتن أسفل بورسعيد |مُكتملة|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن