الفصل السادس (عودة ابراهيم)

579 61 14
                                    

تقف فاتن تمضغ العلكة بداخلِ فمها حتى سرحت وهي واقفة وفعلت فقاعة بالعلكة ولكنها فُزِعت عندما قال انور بصوتٍ عالى
- وديتله الفلوس يابا واستلمها وكله تمام
قالها انور وهو ينظر لها، لم تشعر فاتن بعد أن فرقعت فقاعة العلكة على وجهِها ولزقت على وجهها وانفها، ألقت بالعلكة على الارض من فمها مُتوترة وبدأت بازاحتها من على وجهها، سحبَ انور الزجاجة من على الكرسي واعطاها لها، اخذتها فاتن وبدأت بغسلِ وجهها وتجفيفه بـشالِها استغلَ انور أن والده داخل المحل يوزن السمك ويعبئه داخل الاكياس واقترب منها يقول بصوتٍ مُنخفض
- ماهو ينفع يعني ناكل لبانة في الشارع؟
ابتعدت فاتن وهي تنظُر له، برغم انها لا تشعر بإعجاب ناحيته ولكنها شعرت بالارتباك وخجلت، مازالَ ينظر لها حتى اقترب مرة أخرى مُتسائلًا
- ينفع ولا مينفعش؟
- ارتبكت مرة أخري فـا أعلت صوتها وابتعدت عن انور
- السمك والجمبري ياعم عبده
- أيوة يابنتي جاي اهو
- جمبري، بتحبي الجمبري بقي على كده
قالها انور مُقتربًا اكثر حتى تحدثت بعد ما نفخت في الهواء
- هو مش السوق مليان بنات؟ روح عاكسهم وغازلهم شوية، مش كل ما تشوف وشي على ده الحال
ابتسم انور لها واصدرَ ضحكة صغيرة وقال لها
- والله مانتِ فاهمة اي حاجة يا فاتن
ارتبكت عندما رأته ينطق اسمها ولكن لماذا؟ فاتن مُغرمة بدكتور شريف وليس بـ انور كي تُرتبَك ..
خرجَ عم عبده من داخل المحل واعطى لفاتن طلباتها واعطت له النقود وذهبت إلى سوق الخضار، ينظر انور عليها وهي ذاهبة بينما والدهُ يُحدثه ولم ينتبه، نادي والدهُ باسم انور مرة أخري حتى التفت انور إليه قائلًا
- أيوة يابا لامؤاخذة
- ايه عملت ايه معاه في الفلوس رضي ينزل السعر؟
- أيوة طبعا، ده انا انور هو انا اي حد، اقنعته كتير لحد ما وافق على السعر اللى طالبينه، كده هنتاجر معاه في السمك السردين عشان مبقاش موجود في السوق اوي، باينله هينقرض من البحر ولا ايه
ابتسم عم عبده وقالَ
- طب انا تعبان هطلع اريح انا شوية يا انور
اماء ولده انور براسهِ وقبلَّ راس أبيه، و وقفَ يرى طلبات الزبائن

استيقظت فاتن على صوت العصافير السابعة صباحًا، وظلت تُدندن بفمِها وأخذت حمامها ثم أرتدت بنطالٍ اسود وقميص بُني وتركت شعرها حُر يُرفرف، وفتحت باب غرفتها وهي تسحب حقيبتها ثم أغلقت غرفتها بمفتاحها خوفًا من أن كاميليا تدخلها وخرجت من المنزل ..
دخلت الجامعة وجلست على المقعد الصف الاول وآتى دكتور شريف وبدأ بالشرح مُتظاهر أنه لا ينظر لها، حتى انتهت المحاضرة وكالعادة مثلما اعتادت فاتن خلال ذلك الشهر انتظرته في المقهى الذي أمام الجامعة ..جاء دكتور شريف جلسَ أمامها بعد أن وصلو المقهي وبدأ بالتحدث
- وحشتيني اوي يا فاتن
- فعلا وحشتك؟
قالتها فاتن وهي تفرُك أصابعها خجلًا، نظر لها نظرات غريبة نوعًا ما ثم قالَ
- تعرفي اني عمري ما طالبة عندي شديتني كده، أنتِ ملامحك عملت فيا ايه
قالها بلسانهِ بينما عينيه تتفحص جسدها، بينما فاتن تنظر الى الأسفل حتى رفعت نظرها إليه قائلة
- طب هتيجي تتقدملي؟
نظر دكتور شريف بعيدًا والتوتر ملأ جسده ثم عاود النظر إليها مُحاولًا تغيير الموضوع قائلًا
- كل شىء باوانه يا حبيبتي، المهم اني الامتحانات قربت الفترة دي مش عايزك تخافي خالص ولا تذاكري مادتي انا هنجحك فيها حتى لو مش كاتبة حرف
ضحكت فاتن وهي تقول
- وده يبقي معقول، من غير ما اكتب حرف؟
- ايوة، اكتبي فاتن مدحت وانا اول ما اشوف اسمك هنجحك
قالها وهو يبتسم لها ثم أكمل
- ايه المواد التانية اللي خايفة منها أو تقيلة عليكي
صمتت فاتن لثواني تُفكر حتى قالت
- مادة دكتور حميدة
- ياااه دكتور حميدة، ليكي حق ده احنا بقينا دكاترة ولسا وبنهيب الست دي
بدأ يظهر العبوس والضيق على وجه فاتن وذلك ما أراده دكتور شريف حتى قالَ
- طب انا عندي فكرة
- فكرة ايه
- ايه رايك تيجي عندي اشرحلك المادة دي، مانتِ عارفة كل ده كان تخصصي اصلا
- هبقي تقيلة عليكم في البيت
- تقيلة على مين انا والدتي عايشة في المانيا و والدي متوفي اصلًا ومفيش غيري عايش في الشقة
أضاقت فاتن عينيها وقالت
- اومال عايزني ازاي اجي الشقة وانت لوحدك كده، هو ده يصح يا شريف؟
- اه يصح، انا هسيب باب الشقة مفتوح ياستي اكيد مش هعمل حاجة تأذيكي يعني يا فاتن، انا بحبك واخاف عليكي
نظرت لثواني يمينًا ويسارًا بعينيها ثم ابتسمت

فاتن أسفل بورسعيد |مُكتملة|Where stories live. Discover now