الفصل الثالث عشر (اقحولاندا)

739 63 32
                                    

لَآ أُقۡسِمُ بِيَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ (1) وَلَآ أُقۡسِمُ بِٱلنَّفۡسِ ٱللَّوَّامَةِ (2) أَيَحۡسَبُ ٱلۡإِنسَٰنُ أَلَّن نَّجۡمَعَ عِظَامَهُۥ (3) بَلَىٰ قَٰدِرِينَ عَلَىٰٓ أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُۥ (4)

صوت القرآن يتعالى بينما تجلس كاميليا بين السيدات وتسحب غطاء رأسها بيديها الاثنان وهي تصرخ 
- يا صغيرة يا فاتن، ملحقتيش تتهني بجوازتك

تتزايد أصوات صراخ النساء وبكائهم بينما في الاسفل يبكي ابراهيم بحُرقة على شقيقته التي دائمًا أرادها بخير وسعادة، بينما يقف بجانبه والده مدحت والحزن يملأه، أما انور فا رجع إلى الابجاد مرة أخرى بعد أن أخبرهم وجلسَ على رمال شاطئ الكوثر وظل يبكي وصوت بكاءه ارتفع، حاول أن يلهث أنفاسه وهو يقول
- لاء، يارب ليه خدت فاتن مني ..انا عايز فاتن يارب
نظر إلى الارض ثم نظر إلى السماء مرة أخرى
- يارب انت عالم انا حبيتها ازاي، انت بتعاقبني بحق ممدوح وشريف فيها؟ يبقى ده مش عدل، مش عدل يارب مش عدل مش عدل
قال اخر كلماته صارخًا في وجه السماء والقدر ويبكي بشدة
- كنت عاقبتني انا في جسمي انا، إنما تاخد فاتن مني!
تنهد وأكمل
- انت فعلا عاقبتني صح يارب، انك تاخد فاتن مني ده اسوء عقاب ممكن يحصلي
ثم نهض بجسده واقترب أكثر من البحر وظل يصرخ باسمها عدة مرات وهو يبكي

نعلم عن الفضاء الكثير والكثير ولكن ما علمناه حتى الآن عن أسفل البحار واعماق المحيطات كان فقط بنسبة خمسة بالمئة ..

اعلم أن يوجد اشياء اكبر من عقلك البشري ولكن ماذا لو أجبرت عقلك ان يتسع إليها لقليل من الوقت؟

خافَ وخشىَّ جميع سكان بورسعيد ذلك الشاطئ بعد أن علمو أنه سلب من العديد أرواحهم، كل فرد في تلك البلدة قال ما يهواه عقله وما يريده لسانه، فامنهم من قال ان ذلك الشاطئ به لعنة، ومن قال انه غير صالح للسباحة بسبب أمواجه العالية، ومنهم من قال الجن والاشباح تسكُنه ..وغيره من كلمات تُبعثَر من أفواه الجميع .. 

ماذا تسألني عزيزي القارئ؟ وماذا عن رأيي انا؟؟

معذرة .. انا لست مثلهم اقول ما يهواه عقلي وما يريده لساني أن يقول، بل انا من ساخبرك الحقيقة كاملة وحل عُقدة ذلك اللغز، وان لم تسقط مني في ذلك البحر بالخطأ وانا اروي لك فا اذهب واروي لاهل البلدة الحقيقة بعدها ..تمسك جيدًا لتكُن قارئ وليس ضحية.

ضجيج العالم بالاعلى ..بينما هُنا بالاسفل ضجيج أيضًا، ضجيج بألسنتهم وحياتهم الخاصة بهم ومملكتهم الساحرة التى على عمق سحيق أربعة آلاف من اصل خمس الاف من البحر المتوسط الذي يبلغ متوسط عمقه الف ونصف.

شُعاب لونها اخضر طويلة تمتد للأعلى بينما يُقابلها الكثير من الشُعاب وردية اللون، تلك الشُعاب الخلابة تُحيط بارض كبيرة حقًا كبيرة! وتلتف حولها بشكل دائري مثل السور، بينما في تلك الأرض سفينة عملاقة تبدو غارقة منذ سنين عديدة والصدء يملأها ولكنها مازالت موجودة تكاد تراها جيدًا..يعيش بها وحولها من هُم لهم الحق في الحياة مثلك لأن خلقهم الخالق الذي خلقنا جميعنا تبارك وتعالى ..تلك الأرض وتلك المملكة أسفل بورسعيد، تلك المملكة التي كانت دائمًا اللغز وراء شاطئ الكوثر.. اقحولاندا.

فاتن أسفل بورسعيد |مُكتملة|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن