الفصل الحادي عشر (الى الابجاد)

665 61 12
                                    

دخلت فاتن الابجاد لأولِ مرة، نظرت كاميليا إلى شاطئ الكوثر واستعاذت بالله بصوتٍ عالي
- يا ساتر، احمينا يارب ياما خد ناس الشط ده
تنهدَ انور وضحكَ يقول
- كنت فاكر زيك بس بعد كده اكتشفت أنها خُرافات وكل اللي غرقو كان مكتوب ليهم وعمرهم خلص مش اكتر، خاصة شاطئ الكوثر موجه عالي شوية بس
تحدثت فاتن وهي تتأمل المباني والشوارع الهادئة وعلى وجهها ابتسامة عريضة
- يا كاميليا هو انا رايحة اسكن تحت بورسعيد في شاطئ الكوثر يعني، ده انا هشوف جمال بورسعيد من فوق
ظهرت السعادة على وجه انور من حديث فاتن وقال مُبتسمًا لها
- اهو ده الكلام ولا بلاش، يلا تعالو شوفو الشقة
صعدت فاتن وأسرتها خلفها بينما أنور في الامام قام بإدخال المفتاح وقام بفتح الباب، اتسعت عين فاتن من جمال الشقة .. الآريكة تبدو أنيقة والسجاد صاحت فاتن دون إرادتها
- الله الشقة شكلها جميل اوي بجد
ابتسم انور مُتسائلًا
- عجبتك يا فاتن؟
- اوي بجد
قالتها ثم ظهرت ملامح التعجب على وجهها من تصرفها العفوي معه هذا ثم دخلت واقدمت خطوات لترى باقي الشقة حتى أصدرت كاميليا زغروطة قائلة
- ماشاءالله ماشاءالله مبروك يابت يا فاتن تتهني بيها
ابتسمت لها فاتن ثم التفتت تُكمِل المُشاهدة حتى اتجهت إلى الشُرفة ونظرت يمينها ويسارها ونظرت إلى البحر أمامها، كان المنظر رائع حقًا البحر أمامها بأكملهِ بينما الشارع أسفلها حقًا هادئ ولا صوت سوى القليل جدا من السيارات وصوت الطيور فوقها خاصة طائر النورس ابتسمت ونظرت إلى الاعلي تنظر إلى الطيور ثم التفتت بظهرها وخرجت من الشرفة تقول
- بس ..
- بس ايه يا فاتن قولي اللي عايزة تقوليه
قالها انور
- بس يا انور وانا طالعة مش حاسة بـ اي دوشة في العمارة كأنها فاضية
- طب مكان زي ده بعقلك هيكون زحمة؟ انا اشتريتهالك مِلك بـالف جنيه والمكان راقي اوي، مش كل الناس هتعيش هنا يعني
ضحكت كاميليا وقالت
- اه يعني كل اللي في العمارة كلهم ناس على مستوى بقى مش كده؟
- في الحقيقة ..
ينظر ابراهيم وأبيه مدحت يستمعون إلى انور بينما فاتن مازالت تتأمل الشقة
- في الحقيقة مفيش غير اتنين بس اللي ساكنين هنا وانا تالتهم
اتسعت اعيُن الجميع حتى فاتن فقالت
- ايه! بس انت مقولتليش حاجة زي دي قبل كده
- وانتِ كنتِ مدياني فرصة اقعد معاكي يا هانم؟
ظهرَ الغضب في عين فاتن حتى اكمل انور
- يا جماعة عادي، هي هتبقى لوحدها يعني؟ اومال انا لزمتي ايه هنا، وكمان ما البوابين هنا في كل عمارة وهي هتتصاحب على السكان اللي فوق وكمان شوفت طفل باصص من البلكونة اللي جمبنا، يعني في وشنا ناس ساكنة
تنهدت فاتن وكأنها فرحت عندما علمت بأن أمامها جيران فقالت
- اه طب طمتني اني قدامي ناس
ابتسم انور وقال
- بس ايه رايك عجبتك؟
- أيوة عجبتني اوي
صمتت لثواني ثم أكملت
- تعالو بصو البلكونة، بجد هي اجمل ما في الشقة
دخلو جميعهم وتعجبو من جمال المنظر حتى ظلو هكذا لثواني ثم دخلوا وكادت تدخل فاتن ولكن نظرت يمينها وجدت بالشُرفة التي بجانبها الطفل يوسف الذي يسكُن أمامها فا ابتسم لها حتى ابتسمت له بلُطف ثم دخلت

فاتن أسفل بورسعيد |مُكتملة|Where stories live. Discover now