فاتن أسفل بورسعيد |مُكتملة|

الفصل الخامس عشر(زهرة اقحوان)

- اغبياء! كيف لم تستطيعو الامساك بها!
قالتها الملكة (لارونا) صائحة (بڤوالا) وباقي الحوريات التي كانوا معها يلاحقون تلك الغريبة عن أرضهم، بينما هُم تقع أعينهم إلى الأسفل والخوف على وجههم حتى بدأت تتحدث احدهُنْ
- بحثنا حول اسوار المملكة جلالتِك، وكِدنا نمسكُ بها ولكن كانت سرعتها تفوقنا
- ما لون ذيلها؟
قالتها (لارونا) فتحدثت احدهُنْ الاخرى
- ذهبي بينما أطرافه سوداء
- وماذا عن ملامحها، ارايتموها؟
ابتلعت (ڤوالا) ريقها وقالت في تردد بصوتِها
- لا ..لا جلالتِك
أضاقت عينيها بغضب وقالت بنبرة صوت غامضة
- رُبما سُلِطت على المملكة! من هذه!
صمتت لثواني بينما تنظر الحوريات لها بخوف فعاودت تقول
- انصتوا، أعلنوا عن التقديم لتعيين حُراس جديدة لبوابة كوالڤيدا، اريد تشديد الحراسة بشكلٍ كافي ..وانتم اوسعوا اعيُنكم أكثر من ذلك، دائمًا قولت أن فتيات كوالڤيدا اذكياء فالا تجعلوني اقوم بتغيير رايي .. حسنًا؟
ابتعلو ريقهم ومازالوا ينظرون إلى الارض حتى كررت كلمة "حسنًا"؟؟ بصوتْ عال بغضب فانتفضَ الجميع وقامو بترديد نفس الكلمة بصيغة طاعة لجلالتها ثم أمرتهم أن ينصرفوا من أمامِها.

مرَ خمسة ايام الآن، تجلس (ديوستيلا) مع (فوستاريا) ويُقهقهان عاليًا حتى وضعت (ديوستيلا) يدها على بطنها من كثرة الضحك فتحدثت
- لم اتوقع انكِ تمتلكين حس دعابي هكذا
اعدلت (فوستاريا) شعرها بطريقة غرور مازحة تقول
- الجميع أخبرني ذلك من قبل
ضحكت (ديوستيلا) مرة أخري حتى صمتت فجأة وتحولت ملامحها إلى شرود ونهضت لتسبح خطوات يبدو أن عينيها وقعت على شيءٍ ما .. اقتربت واسبحت للاسفل قليلا كي تلتقط ذلك الشيء وبالفعل فعلت وظلت تتأمله بين يديها وتُقلبه يمينًا ويسارًا
- هذا مشروب يتناوله البشر
قالتها (فوستاريا) بعد ما أصبحت خلف (ديوستيلا)
- مشروب؟ اي مشروب؟
- يُسمى بالخمر مثلما مكتوب، هذه زُجاجة خمر
تنهدت(فوستاريا) وقالت
- انظري كم اغبياء وانانيون هؤلاء البشر، يلقون نفايتهم وكأنهم يلغون وجود كائنات تسكُن هُنا، يلقون دون مُراعاة لنظافة البحر وصحة من بهِ، اكرهُ البشر حقًا هؤلاء من يستحقون أن يُلتهَم لحمهم اللذيذ ..
تغيرت نبرة صوتها من حادة إلى نبرة تتناقش بهدوء وقالت
- تعلمين يا (ديوستيلا) لدي شقيق يُسمى (دوكاستا) لابد وانكِ تعرفيه الآن
اضاقت (ديوستيلا) عينيها والتفتت لها تتساءل
- (دوكاستا)؟؟ لم يُخبرني (جوارزين) أن لديه شقيق!
- رُبما، العلاقة بينهم ليست باحسن حال ..(دوكاستا)اخي الصغير عنيد حقًا ومُختلف عنا، بينما اخي الاكبر (جوارزين) لا يرضيه حاله ودائمًا يريد تغييره واعطاء أوامره عليه وذلك يُغضِب (دوكاستا) فاينتهي الأمر بينهم بمُشاجرة كالعادة.
تقف (ديوستيلا) تُنصت لها وتسائلت
- مُختلف عنكم كيف؟
تنهدت فوستاريا وكادت تحكي حتى رأت (جوارزين) يأتي
- عظيم، اصبحتوا الآن اصدقاء اعتقد
- احببت(ديوستيلا) كثيرًا يا اخي
- وانا أيضًا احببتك يا (فوستاريا)
سحب (جوارزين) يد (ديوستيلا) واسبح بها وهو يقول
- ليس يوجد وقت لكي تحبو بعضكم البعض، تلميذتي لديها تدريبات
ابتسمت (ديوستيلا) إلى (فوستاريا) خلفها ورددت عليها الأخرى بالمثل حتى ظل يسبح بها ليدخلون غرفته