البارت الثامن والاربعين

55 1 0
                                    

عضت شفتها وهي تأشر لها بمعنى "بعدين" ورقفت جنبها تناديها : جيداء حبيبي
كانت دموعها تنزل وهي تناظر لخوله بنظرات خاوية ولكنها تبتسم بوجع ، شهقت وكأنها كانت تنازع روحها شهقت وجع و حب شقهت وهي تمسك إيد خوله بكل قوة وكأنها تتمسك بطرف من حبه وكأن اللي قدامها هو وهمست بضعف تبي تتأكد : خولة !
هزت راسها وهي تقول : اهدي قلبي إهدي وإسمعي منه
قالت بنان وكأنها فهمت الموضوع : تعالي نجلس هناك ونفهم سوا حبيبي
قامت بقل حيلة وهي منزلة راسها على كتف بنان وتنزل دموعها بهدوء ، جلستها وجلست معاها وهي تقول : بكلم آدم الحين ونشوف وشصار
دقت على آدم اللي مستعد يبي يكمل نومته ورد بصوت كله نوم : هل تريدين شيئا مهم؟
عضت شفتها وهي تكتم صرختها : آدم ، خلك معاي دقايق واحكي لي وشصار بالمجلس بالملي
غمض عيونه بتعب : بنّو حلوتي والله تعبان صاحي مـ..
قاطعته بنبرة ضيق وهي تقول بهدوء : مهم آدم
تنهد وهو يجلس و يشرح لها من البداية : وبعدها وليد قال انا متعني لكم ومن هذا الكلام الزبده ان وده بالقرب هو وقال لجدي وعمي حتى .
غمضت عيونها لثواني وفتحتها وهي تشوف عيون جيداء أمطرت كل أبها من كثرها وهي تقفل من آدم وتلتفت لها : أرسلي له تأكدي ، هم مو بموقفه
هزت راسها خولة بالإيجاب : وانا أقول زيها جربي كلميه وأفهمي منه
مدت إيدها لجوالها تدق عليه انتظرت يرد المره الاولى وما وصلها صوته ودقت الثانية ونفس الشي والثالثة كذلك وقالت بصوت تعبان : هو يبيها صدق ، لان مستحيل أدق وما يرد ..
واسندت راسها على كتف بنان وهي تبكي بتعب ، مسكت ايدها خوله وهي تسمي عليه بينما بنان كانت ساكته وهي اللي ما عرفت جيداء الا بهالاسبوع بس ودرت انها ما تستاهل اللي صار لها ، شافوها نامت بعد نص ساعه متواصله من البكي .
.
.
-
"بيت عقاب "
تجمعوا بغرفة حور كالعاده وهم يحللون اللي صار كله بداية من جيتهم ونهاية بالخطبة ، وقالت نهى بعد تفكير : ود و مهيب؟
ناظرتها بحده تحولت لبرود وهي تقول : هو خلاني ! وصدقيني أنا موافقة على ولد عمه اللي طلع احسن منه
دخلت حور وهي ترمي سلة الشبسات على ود : هاك يا عروس الغياض
ضحكت وهي تمثل انها مستحية واردفت حور : العيال مستانسين كلهم وهم يساعبون برا ، بداية من مهيب نهاية بنايف الغرير
تعمدت تقول المهيب مع إن قيس وبدر أكبر وأزهر بعد ولكن هي قالت أسمه تبيها تعرف إنهما يعدها الا بنت خاله وبس ، جلست وهم يكملون سواليفهم وكل شوي يتذكرون وحده ويتكلمون عنها .
.
.
-
"الساعه ١١ الصبح ببيت زايد"
صحت وهي تشوف بنان نايمه جنبها وعلى يسارها جنى مدت إيدها لجوالها كلها أمل ان يكون الامس حلم لا غير ولكن خاب ظنها وهي تشوف كلامها اللي أرسلته له قبل تنام " اكره انك تخليني انتظر وانت عارف هالشي" ، "جاوبني وريّح هالتعبان عشانك الله ياخذ حبك وياخذك" ، "وليد!" وآخرها كانت "مبروك.. الله يوفقك ويرزقك الحياة اللي تبيها واخترتها  " ، "قبل يومين كان ودي تكون إنت لي وانا لك ، واليوم أبارك لك على غيري "،"يا حسافة أيامي معاك ويا حسافة ما ضيعته معك"، والبلوك أخر شي كان دليل أن اللي صار حقيقه وقفت وهي تمسح دموعها اللي تنزل بدون شعور منها ودخلت الحمام تكمل بكاها .
.
.
بينما هو كان مصدوم ومن آخر كلمة نطقها إنه يبي بنت عبدالله ما نطق بثانية ابدا وحتى التباريك اللي توصله هو ما رد عليها واول ما وصلوا للشرقية هو توجه للبحر ، جلس بالسيارة وهو يلعن الكسر اللي فيه ويلعن السبب واللي صار بعدها وانقاذهم له وهو يهم : لو خليتوني اموت في ذاك اليوم وش بيضركم؟
انتبه لجواله اللي ينبهه بالاشعارات منها ، كان كل إشعار بمثابة جمره تنحط بقلبه وهمس : وش أرد عليك ووش اقول ؟ ولو قلت إني سويتها عناد وغيض في أخوها تعذريني؟ ولا لا قلت إني سويتها عشانهم خلوني بالامر الواقع؟ ما عندي رد يا حبيبتي ولا عندي عذر غير إني ولد راشد .
تنهد وهو يشوفها ما زالت ترسل صمّت جواله وفتح الشباك من حس إنه يختنق بالسياره تكى براسه على الشباك وهو يذكر كلامها قبل يومين " نادته وهو مغمض يبي النوم : سمي
ابتسمت وهي تقول : ما صار وقت نخطب؟
ضحك وهو يدري تستحي لما تقولها : ودك انتي؟
قالت بحنق وهي تهدده : ترا بقفل ! بعدين كأنك مو ميت تبي يعني!!
همهم وهو يحرك المسند تحت رجله : الا بس مو قلت اصبري لي شوي؟ "
ضاق صدره وامتلى قهر على إنه مو قادر يسوي شي ويحس إنه ضايع ووحيد جدا ، هو ما حوله الا نفسه ومنغلق جدًا وما عنده الا "هي" كل أحبابه وأصحابه ، تنهد وكأن جبال رواسي على صدره ويهمس بضعف : يارب هونها علي ، يارب.
.
.
.
-
وقفت بجنب جيداء وهي تقول لها بضيق : مرت أسبوعين ولا أرسل لك سبب واحد بس!
هزت راسها بالنفي : متخيله؟ الي ما كان يقدر يغمض عينه بلا حسي صار نصيب غيري و ما يرد علي ، وأمس جدة تقول بيروحون الاسبوع الجاي يخطبون ! بكل برود بنان يتكلمون والفرحه بعيونهم وانا لي اسبوع بالمستشفى أحارب اوجاع حبه ومخلفاتها ! اسبوع الله اعلم بحالي فيه ولكن استاهل ..،شهقت ببكي من شافت بنان تقرب لها : استاهل اللي يصير ..
شدت عليها وهي تقول لها بهدوء : جيدو بتسمعيني لو تكلمت؟
هزت راسها بالايجاب واردفت بنان بحنية : يمكن كلامي ما يكون من واقع تجربة بس صدقيني اللي صار أحسن لك وله ، الله ما يكتب الشقا لعبده ابدا واذا كان فيه طريق شقا فهو للعبره والتعلم من الخطأ وتأكدي دايم إن لو كان هو نصيبك والله إنه بيوصل لعندك ولك لو يرده ألف باب وباب واذا كان مو نصيبك فالعوض اللي بيجيبه ربك دايم يكون أخيّر وأحسن ، وتوكلي على الله وابدي أبحري في حياتك وقدامك مستقبل باهر يعيوني ومو ممكن ابدا انك تسخطين من أول عثرة .
ضمت بنان وهي ممتنه لوجودها رغم قصر المده اللي عرفتها فيها الا إنها كانت أقرب من الجميع وهي اللي وقفت معاها بتعبها وحتى انها أقنعت عمها يمددون جلوسهم بالسعودية عشان تتطمن على جيداء.
.
.
-

ابدتِ بأطراف البنان مهابتي Where stories live. Discover now