البارت السابع والخمسين

89 2 0
                                    

ما تنكر إن كلام آدم صحيح في وصفه له ، لكن خوف التجربة هو اللي يمنعها وياكل خلاياها ، كان شرطها لأبوها ان محد يدري بإنها مطلقة لانها تعرف معتقداتهم هنا وتفكير المجتمع و أذيته ، ناظرته يتقدم لآدم اللي نزل عنها وهو يسلم عليه يحب جبينه بضحك وما كان منه على حركات آدم أي ضحك بالعكس كان يناظره وكأنه "ناقد عليه" ومن مد إيده يناول آدم الكوب نزل إيده لجيبه ورجع يدخلها بجيب آدم اللي ضحك بقهقهه وهو يلوح لمهيب اللي اعطاه ظهره ، رجع للسيارة وهو يبتسم وأبتسمت هي من إبتسامته لإن آدم جذاب وجدًا من ملامحه اللي ماخذه الأصول العربية من أبوه و عيونه الشهلاء الجميلة أكتسبها من خليط عيون أمه الزرقاء و سواد عيون أبوه ، مد لها الكوب وهو واقف عند الباب وأبتسم من عقدة حواجبها المستغربه : بلاك كوفي !
مدت إيدها تاخذها وهي تفتح غطاء الكوب واردف هو : على فكرة تراك بتتزوجين أفضل واحد يسوي قهوة وعلى ضمانتي
ارتشفت اول رشفة وهي تتطعم القهوة و هزت راسها بالإيجاب : إي؟ وش بجيبك؟
ضحك من جديد وهو يهز راسه بالنفي : شدخلك ، انزلي يلا لا تتأخرين وراجعي قرارك لآخر شي وانا معاك بكل اللي تبغينه
تكتفت تناظره بزعل وهي تصد عنه ، ضحك وهو يروح للجهة الثانية يفتح الباب ويمد إيده لجيبه يوسعه : ها شوفي
رفعت حاجبها وهي تشوف حبة زقارة : كان اعطاك الولاعة مره وحدة طيب! عشان لا تتأخر بالكتمة
أبتسم يدري بسخريتها ، مد إيده يبيها تنزل واول ما مسكت إيده عض شفايفه بألم من أظافرها اللي انغرزت بين إبهامه و السبابه ، نزلت وهي تدفه من صدره وتهمس : قدامي ترميها !
ضحك بخفه وهو يبوس راسها : برميها حبيبي أبشري
دخلت وهي تشوف جدتها وأمها وهدى جالسين بالصالة وتقدمت لهم تسلم عليهم وهي تسمع زغاريد جدتها الواضح عليها الفرحة ونزول البنات وخولة من فوق وهم يزغردون ، كملت سلامها بإرتباك ومن شدته سلّمت على امها معاهم ومع ضحكهم وطقطقتهم تحس عيونها تفيض ثاني ، وسمعت همس جنى لها وهي تسلم عليها : الله يعينك ما لقيتي الا هذا !
عقدت حواجبها لإن مو اول مره تسمع هالكلام منها ، صدت تمسح دموعها وهي تأشر على فوق و فهمتها أمها اللي هزت راسها بالايجاب ، وصعدت لغرفة جنى تناظر عيونها بالمرايه وهي تبكي ولما انتهت من بكاها توجهت تغسل وجهها وهي تسمع الآذان ورجع ينهمر دمعها من جديد.
.
.
-
كان منصت لكلام عمّه أحمد والمناوشات بين عمه محمد و الوليد ولكنه كان فقط منصت ولا تحرك فيه أي شيء ، شدّه للحظة جملة نطقها الوليد لعمه " وشعرفك الولد مو زي أبوه ! " ، كان بيهم بالوقوف أو يهم بتكسير ما تبقى من عظامه ولكن أوقفته مسكة أحمد و كلام الجد اللي دخل بنفس اللحظة اللي تكلم فيها وليد : إقطع! ولا أسمع لك حس
وقف وليد وهو يناظر لمهيب ونقّل نظره للموجودين : ودام كلامي مو صحيح ليه كل المجلس وقف من كلمـ ...
قطعت كلمته كف من يوسف اللي كان ساكت ومتحمل هالكلام له وقت ، ناظر لوليد بحده يقول : وإنت تسمي نفسك رجال بهالمجلس؟ إذا هذا كلامك عن عمك و ولده وش بيقّصر للغريب يقوله؟
ناظر ليوسف وهو يقرب بيمسكه لولا ان نهره الجد : ولـد ! ما تحشم احد إنت ! قم إطلع ما ابي اشوف وجهك هاليوم
دف يوسف وهو يطلع لبرا البيت بكل غضب الدنيا ، وبظنه "كل اللي صار يرجع لمهيب وأبوه" ، كان الوضع متكهرب جدا بالمجلس بعد خروجه وانتشلهم من هذا كل سماع الآذان .
طلع وهو يتوجه للبيت مع عمه أحمد و يوسف اللي تقدمهم وهو ينادي : درب يا ولـد!
لبسوا البنات وهم يجلسون بالزاوية بعد ما سمعوه ينادي لمهيب اللي دخل وراح لفوق على طول وتبعه يوسف وهو عارف نيّته بكل مره يشبهونه فيها لأبوه ، وتقدم احمد يسلم على أمه وعيونه تناظر لفوق ، كانت تلاحظ نظرات ابوها للدرج و لاحظت قبلها صعود يوسف وراه على طول بس تجهل كل هالمعطيات.
.
.
فتح الباب بقوة وهو يشوفه قاعد بنص الغرفة واتجه للستاير يفتحها و ينزع العازل بكل قوته وهو يقول : اكفيني شر تشبيهي لك ، اكفيني حزنك على ظلمك واكفيني الهُتر اللي قاعد تسويه
تقدم له لما شاف منه عدم الحراك و لا حتى الجنون لما نزع عازل الشمس ، قرب وكان بينزل لولا ضحكة حامد الساخرة : باقي تخاف على أبوك ؟
ضرب قبضته في الجدار جنبه وهو يقول :أبوي مات مع أمي ، والحين انا ابوي سعيد
تعالت ضحكاته وهو يضرب عضده ويزحف بأطراف اصابعه ليمين صدره ويهمس : بس تنكتب ولد حامد هنا !
قال "هنا" وهو يضرب بسبابته بقوة وتعالت ضحكاته بعدها وسرعان ما صرخ بقهر وهو يلتفت ليمينه من سمع كلمتها "ولد أبوه" : لا تقولين ولد ابوه ! لا تقولينها أبوه راشد
قرب لمهيب وهو يصرخ : ابوك راشد لا تسمع لها ، انت ولد **** انا ما أذكر اني ربيتك ..، تبعها بضحكة : راشد جابك لي هدية لاني خبيت سواياه تخيل !
كان يناظره بسكون تام ولا كأنه اللي حرق الارض بخطواته لهالمكان ، يناظر الحاله اللي وصلها ابوه ويوسف المنذهل جنب الباب ، التفت لغضب حامد وهو يأشر لمهيب ويحرك راسه بعدم وعي : قولي له ! قولي لولدك اني مو أبوه قولي له ان راشد هو ابوه ، هو اللي دخل عليك وانا مو موجود هو اللي جبتي سلـ
كان تقدم مهيب لحامد أسرع من إيد يوسف اللي مدها يمسك ذراع مهيب اللي انقض على حامد وهو يمسك رقبته ويساويه بالارض ، كان يشوف المشهد من عند الباب ولكن مع تقدم مهيب هو فتح الباب ينادي على حامد : حامد ابوي
وعى على حاله وهو يشوف مهيب قدامه وسعيره يحرق وكثير ومع هالحريق كان الدفاع صوت قديم حيل ، صوت يحبه حيل ويكاد ينسى من له هالصوت ، من له هالحس ، قام بكل قوته وهو يدف مهيب اللي ارخى ايده من سمع صوت عمه ووقف حامد على حيله يشوف أحمد قدامه ، يشوف اخوه و يشوف نفسه ويشوف علاج سنينه اللي راحت ، اول ما ارتمى بحضنه بكى بشوق بكى ينعى حاله وبكى جنون ، بكى ضياعه وكل الشعور : يا شقى عمري بلاك ياخوي
شده أحمد من اكتافه وهو يحب كتفه وراسه بعدم وعي ، وبقلب مشتاق و فاقد ، كان اقرب واحد له من اخوانه رغم إنه جاء بعد محمد إلا إنهم كانوا يشوفون انفسهم ببعض ، كان حامد يشهق بكي ومع البكي يشهق خوف و خسارة ، يشهق شتاته ومع كل شهقة كان يرمي شيء من أشلائه هو بكى الثلاث سنين الحين ، بكى ظلم أبوه الحين وبكى آجن شعوره اللي ما يتحمله بشر ، فوق جرمه لزوجته هو أتهم بالجنون وأتهم بالاعتلال ومع الايام صار يصدق كلامهم طيفها اللي يشوفه ومقاطعتها له ، كانت حاضره اغلب نقاشاته معهم و مع نفسه وكان يصدها بكثير أوقات ولكنها تمكنت منه بالأخير لين صارت تلازمه وحدته ولكن ما كانت هي نفسها ! ، أبعده أحمد لما شاف نظرات مهيب ويوسف له بحيث يكون ظهر حامد لهم حب كتفه وهو يأشر لهم يطلعون ويتركونهم ، كان من مهيب الخروج قبل يكمل أحمد كلامه ولكن التلجلج في يوسف كثير وبمجرد ما هز أحمد راسه هو طلع يقفل الباب وراه
أبتسم أحمد وهو يربت على كتفه وهو يحط راس حامد على رجله : جاء الوقت اللي نبيه ويوم جاء كن ما حنا اللي تمنينا ، كنت بجيك من اول وصولي وكنت معزم ما اطلع من بيت أبوي الا وانت يمي مثل عاهد ايامنا ، ولكن
هز راسه يمسح على عينه : أبوي منعك
ما جاوبه ولما طال سكوت أحمد ، أردف هو بهمس : زي ما منع الكل
كان يضيق به المكان ويضج من شعورهم الاثنين ، كان وده يلمح حامد اللي تعوده كان مبسمه ما يغيب ، كان يقوّم مجالس رجال من هيبته والحين؟ ما يشوف إلا جسد رجل كسر ظهره الزمان و ناحت بإسمه الجدران ، مسح على راسه يلاحظ انتظام أنفاسه دليل نومه مد إيده لجواله يتصل على يوسف ، كانت ثواني بسيطه لحد ما دق يوسف الباب وبإيده الفراش و الغطاء ، فرشهم وساعد أحمد يخلونه على الفراش ، قرب من جبينه يحبه وهو يهمس : تاهت بي الأوقات بعدك يا سنايدي وأثر حالك أردى ، و أي نفس اِظّلموا ؟
طلع يوسف اللي ما كان منه السؤال عن كلام حامد وطلع احمد وراه وهو يقفل الباب ونزلوا من المصعد لجهة المطبخ تحسبًا لأسئلة الحريم وقلقهم وراحوا المسجد بعدها ، أول ما دخل أحمد لمح مهيب بأخر صف وتقدم يصف معاه وبعده يوسف وباقي رجال الحي
.
.
-
كانت تجدد العود بالمجالس هي وجيداء اللي أول ما شافت الدلال تكت وهي تصب لها كاسة شاي ،ناظرت الولاعه بيدها وهي تقول : أأعجبك الشاي ؟
هزت راسها وهي توقف تدور بفستانها السكري : هل ترغبين ببعض الحليب؟
شهقت جنى وهي تشوف طيحة جيداء على الأرض والشاي بكل مكان ، وسرعان ما ضحكت بصوت عالي وهي تقول بين ضحكاتها : هل تكرفستِ بالشاي؟
كانت تضحك معاها وهي عاجزه عن الحراك من الموقف أولا ومن حرارة الشاي ثانيا ، وشهقت اول ما تذكرت مكانهم وين والشاي اللي انكب والتوقيت الخطأ والأكيد انهم خلصوا صلاة وفزت على طول من سمعت أحد ينحنح وهي تشوف جنى تكتم ضحكها بقد ماتقدر ناولتها الموية عشان توقف ضحك ويطلعون ، وأول ما شربت جا ببالها موقف الطيحة ثاني وهي ترش الموية من فمها بضحك ولكن ما كانت جيداء المتبلله قدامها !
فتح عينه بصدمة هو شاف ركض بنت ولكن يحسب هي بس ومن تبلل ثوبه بالموية هو غمض عيونه وصاح بقرف : وجع ، الله يقـر
سكت من سمع كحتها وهو يشوف إنها تمسك بالباب ، تقدم وهو يضرب على ظهرها : وش ! ، جيتي تموتين هنا ليه إنتي؟
أول ما لامست كفوفه ظهرها هي إنكتمت ورفعت راسها كانت بتصرخ من قو الضربة وسرعان ما تذكرت حالتها قدامه وهي تركض لجهة المطبخ ، وقفت بنص ركضها وهي تناديه : فهد
التفت لها وتأكد انها من بنات عمه راشد وصد بقرف وهو يقول : خير !
قالت وبسرعه : صرفهم تكفى المكان كله شاي وموية خلهم بالمجلس الثاني وتعال خذ العود من أمي شمسه
هز راسه يتعوذ من الشيطان : اعوذ بالله كم كلمة قالت هي!
والتفت على ثوبه يشوف المويه : حسبي عليك يا ام لسانين الحين من وين اجيب ثوب

ابدتِ بأطراف البنان مهابتي Où les histoires vivent. Découvrez maintenant