البارت السبعين

101 3 1
                                    

"بيت سعيد - الحديقة"
كان يشوف نقاش عياله في اللي صاير مع أخوهم واللي رجع يتكرر بكثرة بعد غياب مُهيب اللي اليوم صار له أسبوع كامل وإنتبه لملامح أحمد اللي أستبشرت ما إن جاء حامد يجلس بجنبه بعد أن القى السلام وهمس لأحمد : أبيك بموضوع بعدين
هز راسه بالإيجاب يبتسم ويربت على كتفه : كيف حالك اليوم إن شاء الله أمورك طيبة؟
إكتفى بهز راسه وهو يشوف جمعة إخوانه اللي تعوّدوا عليها الضحى بكل إجازة ، ووقف الجميع من وقف الجد يرتكي بعصاه وهو يأشر لهم بالجلوس وإلتفت أحمد لحامد اللي وقف يمشي بمحاذاة لأحمد اللي كان يتردد في السؤال ولكن حامد كان أشجع لما نطق له بسلاسة : كلم الدكتور إني بزوره ليلة الأربعاء الساعة  ٠٨:٣٠ غيره ماني برايح ، لا تنسى !
التفت له بذهول يناظره من أعطاه ظهره يتوجّه للداخل ، وطلّع أحمد جواله يرسل ليوسف يجيه الآن ، كلها خمس دقايق وجاء يوسف اللي كان يتقهوى وشايل قهوته بإيده : شصاير خرشتني !
نفى بعدم تصديق وهو يضحك بذهول : حامد قرر يتعالج
ضحك يعقد حواجبه بإستغراب من وضع أحمد : وأنت ليه منذهل؟
رفع كتوفه بإبتسامة : مافي شيء يعادل فرحتي بهالوقت ، دق على أدهم الآن وقول له حامد يبي موعد بيوم الثلاثاء الساعة ٨ ونص وغيره ما يبي
رفع حاجبه يوسف : بعد !
-
-
رفع جواله يدق عليها بعد ما كلّمه جده يستعجل بأمور الزواج ويخلص بدري وعلى جيّة مهيب وبنان يكونون جاهزين وينزفون وليد و ود لبعض ، ناظر بالمكالمة المفتوحة وصوتها اللي يناديه : ولـيد !
تنحنح يوعى من المقارنة وتذبحه المقارنة وتهد حيله كلما قرر يبني نفسه و ينسى ترجعله هي من جديد : هلا ، معاك
هزت راسها تعوّدت سكوته في المكالمات وتعودت سكوته بكل شيء تنطق هي : بغيت شيء؟
تكلم بهدوء يعكس العواصف اللي تضرب وتهدم بداخله : ببلغك بموعد الزواج وقولي إذا يناسبـ
قاطعته تضحك بذهول لحظي تحول إلى غضب عارم : أي زواج ؟ أي زواج وليد وهذا أنت ؟
وضحكت تدمع عينها : وبعدين أي زواج هذا اللي يتحدد بمكالمة حتى سؤال عن الحال مافيها ، ناهيك وليد عن سؤال الحال حتى إحتجتي شيء ولا تبين شيء ما تقوله ولو إني مو محتاجة ولكن من لطفك ، داق علي يوم السبت الصباح تسألني أو عفوا تعلمني أن زواجي تحدد؟
قفلت الجوال تهِل دموعها وتخرهم خرير الماء وهي تشد على المخدة بقهر حابسته من أول يوم بملكتهم تحس حاله وتشوفه وتقارن بنان ومهيب ولاحظتها حتى حور بإن ودها وليد يسأل ودها يتكلم ولكن أُكد لها كلام نهى اللي قالت " ود تحسين مجبور وفي باله وحدة ثانية؟ " تذكر يومها نفت وهي تضحك " تقدم لي بين جماعة رجال ، وشلون مجبور؟ " وردت عليها نهى تحرّك كل مافيها بـ " لا يرتفع سقف أحلامك فيه ويكون بالنهاية مجبور ، وصحيح خطبك وسط جماعة لكن لهالزواج إسم وهو ربط العوايل فقط لا غير ورجوعهم لبعض" وأردفت " يعني أنتوا جسر الوصل " ، ظل يتردد كلام نهى في عقلها إلى أن نامت .
-
تنهد يناظر جواله وهو يخلخل أصابعه بشعره يوقف يتجه لغرفة فدوى يدق الباب ودخل من سمع صوتها يبتسم بخفوت وهو يشوفها تتجهز للجامعة : متى محاضرتك ؟
أبتسمت تعدل حواجبها بطرف ظفرها : الساعه ١٠ يعني بعد ٢٠ دقيقة
هز راسه يتأملها بإبتسامة وثقل شعور هو كان جاي لها يسألها وش يسوي ولكن هو وليد ، ما تعوّد يتكلم مع أحد يموت الكلام فيه آلاف المرات ولا ينطق ببنت شفه ، وهمس لها : أوديك؟
هزت راسها تتذكر بإن سيارتها مو موجودة : بسم الله ، الله أرسلك لي وربي سيارتي من أمس ببيت عمي محمد
رمش يهز راسه وهو يقول : بروح البس وأنزلي لي تحت
-
-
" مديـنة الضبّـاب "
طلعت من محاضرتها تشوف مكالمة من نورسين وردت بإبتسامة وهي تشوفها من بعيد وتلوّح لها : أنا أمامك
قفلت جوالها تدخله بالشنطه وهي تمشي وتحاول بتقفيل السحّاب اللي علق يخليها توقف بغضب من تناثرت اوراقها وكتبها اللي بإيدها على الأرض وزفرت تغمض عينها من رجفة إيدها بغضب ترمي كل اللي فيها بالأرض وإنتبهت للظل الواقف جنبها تهمس : وجعاه
رفعت عينها لها بعصبية مليانه غيض : ما اللذي تفعلـ
رجّفت كل خليّة بجسمها ترمش ببطء شديد تستوعب الوجه اللي قدامها وسرعان ما نزلت عيونها بربكة يخالطها خوف تنزل تلّم أوراقها وأول ما نزل هو يساعدها صرخت نورسين اللي جمد وجهّها تناظره : أتـرك!
وقف يبتسم وهو يبعد ، واتجهت نورسين لبنان اللي من ربكتها حتى الورقة تطيح من إيدها وصارت تجمّع نفس الورقة كل ثانيتين : صوفي هل أنتِ بخير؟
ناظرتها بعيون يملاها الخوف وهي تهز راسها بالنفي وتتنفس بصوت عالي تخافه ، تخاف وجوده وهمست : جوالي
-
كان جالس في الارض بالمكان اللي تذاكر هي فيه بين الكنب والمكتبة المصغّرة جنبها وفرشة صغيرة ومخاد مليانه ريحة عطرها المذهل ويتابع مسلسل ينتظرها رجوعها ، دق جواله يإسمها يستغرب ولكن رد بإبتسامه : أهلين !
ما جاه ردها ويسمع أصوات تحيط بها ونادها : بنان
أول ما سمعت أسمها بنبرته شهقت تطيح دموعها وتقلقه هو وتهزه هو وتهدمه هو تزعزع ثباته ونطق بخوف : أبوي بسم الله عليك ، شفيك أبوي؟ وينك؟
كانت تسمع حنيّته وتبكي ما تقدر تتكلم بحرف واحد ، وخذت نورسين الجوال منها تكلمه : سيد مهيب ؟
هو كان يلبس جاكيته يستعد للخروج : نعم إنه انا ، أين زوجتي وما الذي حدث؟
هزت راسها تطلب منه الهدوء : لا تخرج للخارج سوف آتي الآن وأتحدث معك ، حسنًا؟
قفلت هي الجوال يجنّ هو وينزل تحت وأول ما نزل شاف بوابة المجمع تفتح وتدخل سيارة كانت تتجه له وأول ما وقفت السيارة نزلت منها بنت بمنتصف الثلاثين بلبس رسمي على كتفها بروش ميزان وركض للباب الثاني من إنتبه لوجودها يفتح الباب بسرعة وهو يتفحصها ويسألها : شفيك شصار؟
رفعت إيدها لأول مره تتمسك بعنقه المنحني لها وهي تبكي ، ما كان عنده وقت ليصدق أو لا هو مد إيده يسيّجها حوالين خصرها ويطلعها لخارج السيارة يسمع إنتحابها وهو يناظر للبنت يبيها تفهمه ولكن أشرت له بأن " ينتظر " وما أن هدت مسح على ظهرها يسمي عليها ويقرأ ، تحس بالسّكينة بنفس اللي صار لها يوم ملكتهم وتقدمت نورسين تدخل ووقف هو يكلمها من أبتعدت عن حضنه مسافة صغيرة لا تحسب : ندخل ؟
هزت راسها بالإيجاب يدخلّها تحت ذراعه ويمشون للداخل ، ناظر بنورسين اللي طلعت من المطبخ تمد كوب المويا لبنان ومسكه هو يشربّها بخفة وخلاه على الطاولة يعدّل جلسته ورفع إيده يتكلم : إي؟ بتعلموني وش صار؟
جلست نورسين على الكنبة قبالهم وأبتسمت لمهيب : انا نورسين صديقة السيدة التي بجانبك ومحاميتها بالوقت ذاته
هز راسها يبيها تتكلم وبمعنى آخر إن هالحكي ما يهمه ، وكملّت هي : قبل سنتان من الآن كنت قد أمسكت بقضية طلاق رفض مُحامي المنطقة توليها وكان أطرافها أحدهم يريد والآخر يرفض ، علمًا بأن الفتاة هي من رفعت دعوى الطلاق وكانت كل الدلائل والمؤشرات منخفضة جدًا حيث أن الأمر من جهة أهل الفتاة يدّعون فقط أن الرجل مخطئ بينما الطرف الآخر كان قد أتى بأدلة وأوراق تثبت أن كلام السيدة كاذب وأن المدعي عليه هو صاحب الحق ، كان قد أتى بدليل من المستشفى التي أجهضت فيه ‏السيدة يكتب فيه أنها أجرت عملية إجهاض وأخذت الجنين ودفنته في فناء الحديقة ! ‏وإنها صرحت مسبقا بأنها لا تريد هذا الطفل وقد قامت بقتله مشركة عائلتها بذلك .. من المؤكد إنك علمت بأن السيدة التي كنت أقصدها هي الجالسة بجانبك الآن .. ولكن هل تتصور ذلك؟
كان يسمع بذهول الكلام اللي قالته نورسين وهو مو مصدق اللي يسمعه وهز راسه يتساءل : و من هذا الرجل ؟
‏هزت كتفها بعدم معرفة ترفع كتوفها : يقال له نايف سلطان النهام ، ابن صاحب شركة المصانع الموجودة في شارع ادجوير
رمش بعدم إستيعاب يلتفت لنورسين : مين؟
شدّت هي على إيده من كان بيوقف بعد ما جاوبته نورسين وهزت راسها بالنفي تهمس : لا تخليني !
رجع يجلس من وقفت نورسين تتجه للخارج وتتركهم لحالهم ما كان بودّه يجلس معها لحالهم ، كان بودّه يطلع الحين ويعصف بالدنيا ذي كلها بداية من سلطان ونهاية فيها ولكنه جلس بجنبها وهو يحتضنها إلى إن غفت بحضنه ووقف يشيلها للسرير ويقفل الباب
-
-
" القصـر"
دخل يفتح الباب بكل قوته يترك صداه يتردد في أنحاء الصالة الكبيرة والخالية من الأثاث وصرخ يوعيهم ويزلزلهم : سـلطان !
وصعد الدرج ينادي بعالي صوته ودخل يفتح الباب برجله : سلطـان يا كـلب
طلع من دورة المياة وهو يشوف مهيب واقف قدامه وسلاحه بإيده وعقد حواجبه يناظر هيأته : شصاير
جن جنون مهيب يشوف سلطان بهالبرود يتوجه له وهو يصوب السلاح على راسه ويصرخ : تزوجّها ولدك ويضرّها وباقي تكلمني بهالهدوء؟ تخدعني إنت ويخدعني عمي ويخدعني صاحبي اللي سميته أخوي وتستغفلوني وتكلمني بالهدوء؟
ضربه على صدره يطيح سلطان بالأرض : أنت ما تعرفني وما عليك حسوفه ولا ولدك عديم الشرف عليه حسوفه ، لكن كل الحسايف للي ظنيتهم أهل و علي أنا اللي صدقت وأخلصت لك ولغيرك ، وتخدعني يا سلطان !
كح سلطان بخنقة يبعد مهيب عنه وهو يجلس بهدوء : جيت وسألتني إنت وقلت لك لا؟
فتح أمان السلاح يصرخ : ولا نفـس ولا أي كلـمة
هز راسه يأشر له يجلس : أستريح
ضحك بقهر يشد شعره وهو يصرخ ، بس يحس في شيء لازم يفهمه ، وتكلم سلطان اللي كان الهدوء مسيطر عليه : نايف سلطان النهام ، الإسم اللي قالولك إياه صح؟ نفس الأسم اللي سألني عنه أحمد قبل سنتين وجاوبته بجواب وحيد ما تغيّر من ٣٥ سنة وأنا أقوله للناس " ما عندي ولد بهالإسم " نايف مو ولدي نايف ولد زوجتي المرحومة كتبته على أسمي لما زوجوني إياها وهي حامل ، زوجوني المره اللي أحبها وفي بطنها طفل عمره ٤ شهور وحبيتها أكثر وهو فيه وصرت أحسب الشهور معاها وأعد متى يجي وأول ما جاء أذنت أنا بإذنه ورددت أنا أسمه وجلس عندي ٥ أيام بس ورحت أنا لمهمة بذاك الوقت أول دوامي بالسلك وأدور للترقية بإيدي ورجليني ورحت سنة و ٦ شهور ولما رجعت قالوا لي نايف توفى وكبرت وخلّفت ونسيت نايف وجبت بداله محسن وجبت سيف وخالد وجبت هيثم وبعده عمر وتوفت زوجتي بعد عمر تدري ليه؟
كان يناظر فيه بكل عصبية وهو يشوف سلطان يمسح دمعته قبل تطلع من محاجره وكمل سلطان : ماتت زوجتي وأم عيالي ، ذبحها نايف بخمس رصاصات الى الآن مو قادر أقول لعيالي سبب وفاة أمهم ، إلى الآن وبنتي تحسب إن أمها ماتت بسكته قلبية وقبل سنتين جاني أحمد يسألني لما الولد خطب بنته وقلت له الولد مو ولدي والولد دمّه ردي ماهو بيمنّا وعرقه واطي لكّن مرته أصرت يتم الزواج وتتعذب بنتها لشهور كثيره وهي تشوف وتسكت خايفة من كلام الناس آسية ، تخاف لإن يوصل خبر لجدك ويعاير أحمد ويتشمت
هز راسه بعدم تصديق وهو يرفس الباب بكل قوته ويصرخ : وأدهـم وأدهم يا سلطان
نفى يهز راسه وهو يهم بالوقوف : أدهم صغير ما يعرف هالسالفة ولا يدري بشيء وعايش بين مرضاه بالعيادة ومرضاه بالبيت وقضايا أمي وأبوي ، أدهم الصح بحياتك كلها مهيب
وجه السلاح على باب الحمام يفرّغ مخزن الرصاص وهو يصرخ وطلع يركض يتوجّه للشقة عندها ويترك سلطان بحال يرثى له من الحزن والغيض
-
-
دخل الشقة يناظر الظلام والهدوء وعرف إنها نايمه للآن هو طلع من عندها الظهر ورجع الحين الساعة ٩ الليل ، فتح الثلاجة يدوّر مويا وأبتسم بتعب يتبعه بضحكه خافته من شاف إنها مدخلة إبريق القهوة في الثلاجة وعليه نوتة " سخّنها " طلّع الإبريق يتركه على الرخام جنبه ورجع يمسك علبة المويا بيصب له وتفاجأ من أطرافها اللي حاصرته ترتكي بخدها على عنقه من الخلف وهمست : ليه رحت؟
هو من أول حركتها وهو ساكن ملامح وشعور ويحس بدقات قلبها على ظهره ولكن ظل ساكت وإبتعد من حس إنها فكّت إيديها من على صدره يصب مويّا ويجلس على الكرسي وهو يشرب ، تنهدت تجلس بالطرف المقابل له وتتكلم بلعثمة يحسها هو ولكنه سكت : رحت لسلطان؟
رفع عيونه عليها بجمود لأول مره تتلاقى عيونها بعيونه بالشكل هذا وكأن الشخص اللي قدامها نفس الشخص اللي صدمته الظهر بالجامعة وهمس تمتلي عينها بدموع : لا تناظر فيني كذا
حس إنه بيضعف لا محال من نبرة صوتها ومن عيونها اللي يتلألأ الدمع فيها وتكلم بهدوء : رحت لسلطان و عرفت كل شيء من سلطان قبلك وقبل أبوك و قبل أدهم ، من سلطان عرفت
وقفت تتجه له وهي تمسك إيده ووقف معها ما يقدر يشد عليها وهو يعرف إن بيكسرها كثير كونهم في غربة ومافي حولها إلا هو ، جلست بالكنبة في الصالة تجلسه جنبها وهي تقول : تذكر لما كنّا بالبر ؟ لما إنت سألتني مين سلطان؟
هز راسه بالإيجاب : أذكر أرتجافك بكل مره تسمعين طاري سلطان وبكل مره أقرب منك وبكل مره أحاول معك ، كلها أذكرها
لمعت عينها من جديد وهي تعدل جلوسها : كنت بقول لك وأنتظر الوقت المناسب اللي أقول لك كل هالاشياء ، بس أنا كمان ما أعرف عنك شيء
رمش يصد عنها : سألتيني؟ إنتي كلمتين على بعضها ما تكلميني
هزت راسها تنفي : انا أخاف ، أخاف تطلع زيه وأخاف هالمرا أنهار وما القى أحد حولي ، لأن كلهم يشيدون فيك
أبتسم بسكون يتكلم : كلهم إلا إنتي
رفعت أكتافها بعدم معرفة : لأني ما اعرفك مهيب ، أعرف أسمك أعرف شغلك وأعرف أهلك في الجنوب وبس
خلخل إيده بشعره يرفعه : انا كلهم يعرفون مين أنا و وش اللي عشته وأيش اللي صار لي ولو سألتي حتى أبوك بيعلمك مين أنا لكن موضوعك ما يقارن بي ابدًا
وضحك بسخرية يقول : وحتى لمن كان لازم إنتي تقولينه قالته محاميتك !
ناظرته بسكون ترفع حاجبه : ترا كنت أبكي من وين لي طاقة أتكلم !
رفع حاجبه وهو يستنكرها : ليه تبكين للحين ما عرفت السبب
نزلت بنان عيونها لكفّه تمد إيدها له : لأني شفته بممر الجامعة
عقد حواجبه يضحك بقهر : وتوك الحين تقولين؟
وقف يترك إيدها وهو يتوجه للغرفة الخاصة فيه ويدق على ديسم  يشوف وش علة هالنايف
-
-
" ليلة الأربعاء الساعة ٨:٠٠"
أبتسم أحمد وهو يطلع لفوق متجه لغرفة حامد وأول ما فتح شاف المكان مرتب ونظيف وكان فيه ريحة بخور ، قفل الباب ينزل لتحت مع أمه ينتظر أخوه وبعد خمس دقايق بالتمام دخل يوسف وناظر أحمد ورجع يناظر ساعته : مو بتتأخرون؟
أبتسم أحمد يوقف : حامد طالع أمي تقول بروح أشوفه
هز راسه يوسف يتقدم لأمه ويسلم عليها : حيّ الله بأم يوسف!
ضمها يسألها : كيف حالك يمه وكيف أمورك
أبتسمت تمسح على ظهره : الحمدلله يا أمك نشكر الله
أنسدح على الكنب وهو يحط راسه جنبها : تعبان يا أم يوسف بس إنثري لي سوالفك
خلت إيدها في شعره تلعب فيه وهي تسولف له كعادته إذا رجع تعبان من الشركه
-
واقف عند الباب ينتظر وصول حامد اللي طوّل تصير الساعة الآن ٨:٢٨ ووافق الوقت وصول سعيد وراشد وأيهم وخلفهم محمد يمشي مع أزور وفهد طالعين من المسجد متجهين للبيت ، رن جوال أحمد بإسم "أدهم النهام" يناظر أحمد بالساعة اللي صارت الآن ٠٨:٣٠ وأول ما رد أحمد يكلم أدهم إلتفتوا كلهم لصوت الرصاصة والطيحة من عالي سطح المنزل تهتز قلوبهم وأرجاء البيت معاها يناظرون جميعهم بصدمة الجسد اللي ارتطم بالأرض ، تسمع فتات العظام من لا يسمع وتمتلي ساحة المنزل بالدّم يتقدم أيهم بسريع الخطوات يركض له وبمجرد ما وصل يحط أصابعه على نبض عنقه وصلت الإسعاف اللي كلهم إستغربوا وجودها وتوجهوا فريق الأسعاف يركضون لجسد حامد المرمي ولكن قاطعهم صوت أيهم الهادي : ساعة الموت ٠٨:٣٠ مساء
صحوّا من فاجعتهم على صوت شمسة اللي صرخت بصوت دوا بأذانيهم يفوقهم ولكن جميعهم مصدومين وجميعهم مذهولين مو عارفين وش يسوون وتقدم محمد يشوفه لأخر مره وهز راسه بقلة حيلة يمسك دموعه : لا حول ولا قوة إلا بالله ، إنا لله وإنا إليه راجعون
طاحت شمسة على ركبها تصرخ بأسمه : حامد حامد يمه قوم ، قوم يا يمه لا تروح لله كذا ، تكفى يا أمي نبي نصلي عليك قوم يا نظر عيني لا تفجعنا فيك كذا
والتفتت ليوسف اللي محاوطها لا تفلت منه : يوسف يمه خلني وشوف أخوك ، شوفه يوسف قول له
دفن راسه في حضن أمه يبكي بكاء الطفل لفقده الأخ والالرجل اللي ياما مارس له الأبوه والاخوه والصداقة بكافة أشكالها في الخطأ والصواب كان عنده ، كان مبسوط لما قال له أحمد إنه بيتعالج مبسوط لدرجة إنه يتشوق يشوفه بينهم من جديد ، رفع راسه من حضن أمه يلتفت يدور أحمد وشافه واقف مكانه بجنب أبوه اللي أهترت أكتافه ياكلها الندم من هالساعة وهالحين ونادى على فهد يدخّل جدته لداخل وركض يوسف لأحمد يهزه : أحمد ، أحمد تكفى أحمد إلا طيحتك
هز راسه بالنفي تخونه رجلينه ولولا وقوف يوسف حوله اللي التقفه يصرخ على آدم يجي جنبه : أحمد .. أحمد تكفى
إنهار تنزل دموعه وهو يجلس على الأرض يبكي بكى الأطفال وحس بإيد يوسف اللي يلمه له وهو منهار ، كان الكل في حالة مؤسفة ومحزنة بداية من الجد والجدة ونهاية بيوسف والأحفاد .
كانت الأوضاع بالبيت كلها باللونين الأبيض والأسود مافي أحد خالفهم ولبس رمادي ، التفت يوسف لأبوه وهو يقوم يفتح علبة المويا ويمدها له وما إن أرتشف إلا هلت دموعه يمسحها يوسف بشماغه وهو يحب رأس أبوه ، والتفت لصوت محمد اللي يناديه : كلمت مهيب؟
هز راسه بالنفي يناظر دخول أدهم : كلمته؟
ولما أجابه بـ"إيه" هو رجع ينهار للمره للثانية بجنب أبوه ، واتجه له أدهم يوقّفه وهو يتكلم معاه
-
-

ابدتِ بأطراف البنان مهابتي Where stories live. Discover now