البارت الخامس والثمانين

98 3 0
                                    


دخلوا لغرفة الإجتماعات يشوفون التجهيزات قدامهم وجلس سلطان يجلسون بعده وهم يناظرون في الأوراق اللي توزّعت عليهم ، وكانت ثواني وإنفتح التسجيل الصوتي لمساعد و مهيب وأول ما خلص أمرهم سلطان بفتح الأوراق واللي كانت عبلرة عن الرسمة اللي رسمها مهيب _ عيون نايف_ ، وقف سلطان قدام شاشة البروجكتر اللي إنعرضت عليه نفس الرسمة : كلكم سمعتوا كلام مساعد وكلكم دريتوا إنه مجرد دميّة يحركونها الريّس واللي معه ، والسبب معروف يا مهيب ولا؟
هز راسه بالإيجاب يوقف جنب سلطان وهو يقول : عشان أخته
بدّل الصورة الثانية تطلع لهم صورة بنت بالمستشفى عند جويّس ، والتفت لهم مهيب يأشر عليها : البنت اللي بالصورة دخلت للمستشفى البارح بعد ما فضى سرير من الأسرّة وبعد ما فقدوا المريض اللي كان معهم
تنهّد يمسح على ندبته وهو يناظر فيهم : يعني اللي بقوله هو إن أخت مساعد توفت أمس ، بما معناه إنهم دروا إن مساعد معانا وطلعوا حرتهم بالبنت
هز سلطان راسه وهو يضيف لكلام مهيب : ولأن البنت كانت بخير بالأمس ما راح تلحّق تسوء حالتها بأقل من نص ساعة
أشر لمهيب يلف الصورة وظهرت لهم صور التقرير : في التقرير مكتوب ساعة الموت ٩:٣٠ بالليل يعني بعد نص ساعة من اعتراف مساعد ، السؤال اللي يراود عقول الجميع الآن وش هو ؟
تكلم ملهم يناظر في مهيب : في مُخبر عندنا
هز راسه مهيب يتكلم سلطان : قرّبت ، من هو المخبر ... هذا هو السؤال الصحيح ، ولأني أشرفت على حضوركم أنتم يالعيال أدري إن الوضع ماهو منكم
توجه يجلس مكانه وهو يأشر لمهيب يجلس : والآن ... في منكم من لاحظ شيء ولا عرف بشيء وحاب يتكلم ويشاركنا !
هزوا روسهم بالنفي يتكلم إياد : طال عمرك حنا ما نخالطهم أصلا
ناظر سلطان لديسم يقول : بعد ساعة من الآن ، سماعات التجسس على كل غرفه من غرف هالبيت
ناظره مهيب يعقد حواجبه : ليه الغرف ! خلهم بالصالات والمطبخ
رفع حاجبه سلطان يناظر مهيب بهدوء : قل سمعًا وطاعة
ولف وجهه يناظر بالصورة اللي قدامه : إحفظوا هالعيون زين يمكن تصادفونها بالأماكن اللي ما تتوقعونها ، صح يا ملازم ؟
وقف سلطان ينهي الإجتماع وطلعوا هم يطلع خلفهم لفوق ، دخل الغرفة يشوف نورسين تناظر فيه بتعب وعقد حاجبه يتوجه لها بإستفسار : وش فيك؟
رفعت أكتافها بعدم معرفه تناظر بعيونه : مدري تعب وخمول
بردت ملامحه يناظر فيها بشك : حامل؟
شاحت نظرها عنه : مدري
جلس على السرير يناظرها بهدوء : الحبوب ؟
تنهدت تعدل جلستها وهي تهز راسها بالنفي ، ضحك بخفّة يعض على شفته : لقيتي الوقت المناسب يعني ! مقبلين على شيء كبير نور كبير وما تستوعبينه ، شاوريني على الأقل
سكتت تمد إيدها لشعرها ترفعه : سلطان ست سنين زواج ، ست سنين كلما قلت لك ترجع تعيد لي نفس كلامك هذا ، حنا مو صغار سلطان ! خلينا منك أنت رجال وما راح ينقصك طيب أنا ؟
تنهد يصد عنها وكملت هي : ماني مستعدة أكمل الباقي من عمري وأنا أتحسف وتذبحني الليت ، مرضت من الحبوب وإنت تدري ومرتني الليالي أبكي وتجتاحني النوبات وإنت وينك؟ بأبها عند عيالك تروي ظماك من الشوق
وقفت تبتعد عن السرير وهي تقول : إذا مو ودك إنتظر لين الولادة وتقدر تطلقني ماني عجزانه أربيه لحالي
مد إيده لإيدها يمسكها وهو يوقف : لا أسمع هالطاري منك ، ودام الله أنعم علينا بهالنعمة ما حنا بمعارضين
هزت راسها تصد عنه وكان لسلطان رأي آخر وهو يقبّل راسها ويردد : اعذريني
مدّت إيدها تحاوط عنقه من أرخى براسه على جبينها وهي تهمس له : شايلتك بقلبي إنت وأعذارك
ضحك بخفّة يقبل جبينها يهمس بـ : الحمدلله ، الله يثبته راجعتي الطبيب؟
هزت راسها بالنفي : قلت لجويس تجيب لي تحليل وخذته أمس لكن زوجها المريض دق عليها وطلعت
عقد حاجبه من الموضوع وهو يقول : جويس رجعت؟
هزت راسها بالإيجاب تبتعد عنه من حسّت باللوعة ، ورفع حاجبه هو يناظر للمرايا بهدوء يسكن داخله من راودته الشكوك وجلس على السرير من طلعت هي تدخل لحضنه : تعرفين زوجها ؟
هزت راسها بالنفي : ما ندري مين بس كل مرة تروح له ترجع بكدمات بعيونها براسها بحاجبها
قبّل راسها ينزلها على السرير وهو يوقف : أرتاحي هنا ولا تنزلين إذا هو تعب عليك
غمضت عيونها ترسل له قبلة بتعب وأبتسم هو يطلع بإستعجال ينادي على مهيب إذا كان بالبيت وطلع من ما رد على النداء ، إتجه للملحق يشوفهم قاعدين أربعهم وهز راسه يأشر على مهيب ويدخل لغرفة مساعد وهو يقول لمهيب : طلع لي صورة جويس
وتقدم لمساعد ينهره : قم !
رفع راسه وهو عاقد حواجبه يناظر بسلطان وضرب سلطان الطاولة : قلت إن نايف يدري بإننا رايحين لناجي ، من وين يدري؟
بدّل نظره بين سلطان ومهيب وهو يقول : مدر
قاطعة مهيب يحط الجوال قدام عيونه ونطق سلطان بغضب : هي ؟
عقد حواجبه يتذكّر وين شايف هالشّكل ولكن خانته ذاكرته يهز راسه بالنفي لعدم معرفته ، وتفاجأ بسلطان يسحب سلاحه وهو يصوّبه عليه وفز من نطق سلطان بعصبيّة لأول مرة : إنطق لأن رصاصة الراس ما تحييك
هز راسه بخوف يناظر لملامح مهيب الباردة : مو قادر أتذكر الوجه
وسرعان ما ناظر لسلطان يقول له : زوجته ، زوجة نايف
سكن وجه مهيب يناظر بسلطان اللي لانت ملامحه ينزّل سلاحه على الطاولة بقوّة وهو يصرخ بغضب : غرفة الإجتماع بسرعة إنت وياه
توجهّوا بخطى سريعة لغرفة الإجتماع وهم يناظرون لمهيب الساكن واللي خمس بخفوت يناظر ديسم : ما يغلط سلطان هالغلطة
نفى ديسم يأكد كلام مهيب وقاطعهم دخول البنات مع سلطان اللي يدرون لو تكلموّا بحرف بينزلهم برصاص مسدسه اللي نزّله عن جبين مساعد ، جلس يجلسون العيال بالأمام وإيريم وبنان في الخلف ونورسين واقفه جنبه
-
-
< علّموا الظالم ، ترا المظلوم راضّي >
'
" الخيام - بالليل "
جلسوا تناظر عذيّة في البنات قدّامها وشمسّة جنبها ، وجهت نظرها لجيداء اللي تضحك مع جنى وهي تهمس لشمسة : الله يحفظهم
أبتسمت شمسة تهز راسها بإمتنان لأنه وبالرغم من رفض جيداء لقيس ورغم الرّد اللي وصلّه لهم قيس هم لا زالوا على الود والمسرّة بلقياهم ، وتفهمّوا يأخر عقاب الجيّة بحجة الوقت وما قالوا شي الغيّاض يتركونهم على راحتهم ، وقفت ودق توقف جيداء معها وهي تسألها : وش رد أدهم؟
ردت تناظر إشعار أزهر " بتمشين؟ " : قال لا تتأخرون عشان العيال يبون الخيول
هزت راسها جيداء توقّف جنى اللي تتحلطم : يعني وش رايحين للخيول؟
ضحكت فدوى تبتعد وهي تقول : يا قلبي على أختي اللي ما تخطّت دعسة الحصان
كشّرت وسط ضحكاتهم تهمس : مو لأنك ما جربتي يدعسك بخشمك ويكسره
تتابعت ضحكاتهم يبتعدون عن خيمة الحريم بعد رسالة أدهم بأن المكان لهم بس لا يبعدون ، وتوجهوا ودق وفدوى وبشرى ونهى يتقدموهم وبعدهم جيداء وحور وجنى اللي عيّت تمشي للخيول وهم يقنعونها وتقدمت جيداء من أبت جنى تجلس حور معاها ، كانت تسمع رنين جوالها ولكن لتركيزها في الطريق المظلم هي تجاهلته تبتسم من ناظرت الأضواء قدامها ورنّ جوالها للمرة الثانية وندت إيدها لجيب بنطلونها الخلفي وهي تشوف إسمه ينوّر شاشتها ترددت في الرد بالبداية وردت ينطق هو : عبايتك عليك؟
نفت تعقد حاجبها بإستغراب وأردف قيس : تمام خليك مكانك
قفل منها تناظر هي بالجوال بإستنكار وفاجأها صوته من خلفها وهو ينطق : خذي
لفّت وجهها تشوفه صاد وجهه ويمد لها الفروّة ، أخذتها تلبسها وهي لا زالت تتعجب من تصرفاته وهمس يقطع إندهاشها : بكلمك ، نمشي؟
هزت راسها بالإيجاب يتقدّمها هو بخطوّة وشبّكت إيدها تمشي معاه ينطق بسؤاله : مضايقك ؟
تنحنحت تسأله بعدم فهم : أيش؟
أبتسم قيس يناظر الظلام حولهم وما من نور إلا القمرا فوقهم ، تبتسم هي من نطق يترجم شجونّه ببحة صوته اللي دايم ما تمدحّها : " قمراي وأنا الليل ولا لي سما إلا سماك
صدقني اني لو سهرت الليل وعيوني حمر "
وارت وجهها خلف غطاء الفروة تبتسم بخجل أغشى كل ملامحها من نطق بـ : " أجيك وأنا الشاعر اللي علّق أحلامه وجاك
لو قلت لي لا تنهمر بجيك كلّي منهمر "
وضحكت تسمّع تنهيدته من وصل لـ " الله لا يبين غلاك " وسكت ما يكمل أعترافه تهمس هي بربكّه تبان بصوتها : صح لسان قايلها
هز راسه بالإيجاب تضيع منّه حروفه ويضيع هو من إلتفتت تسأله : فيك شيء ؟
سكت يناظر لقدّام وهو يحطّ إيده على موضع قلبه تردف هي : قلبك؟
هز راسه يلف نظره لها بهدوء : ترتعد جبال أبها من وجعه ، ما ودك ترفقين ؟
خفق قلبها من نُطقه بهالشكّل المربك ومن نظرّته اللي تتكلم بكثير الكلام وأكثر من شتتها يناظر كل مكان إلا هي ، ورجعت خطوتها للخلف كان بودها تتكلم وقاطعها يهز راسه يبتسم بهدوء : فهمت
عقدت حواجبها بإستغراب : وش اللي فهمته ؟
سكت لثواني ينطق بعدها يغيّر كامل الموضوع : أرجعي البنات رجعوّا
ضحكت بذهول من مشى تاركها ورجعت هي لمكانها تشوف إن البنات ما هم موجودين نزعت الفروة تحطها جنبها وهي تبتعد تجلس بجنب آسية اللي نطقت : جوجو ؟ فيك شيء ماما ؟
هزت راسها بالنفي بهدوء تسمع لسواليف الحريم والمواضيع المختلفة اللي يدخلون فيها
-
-
"باريس"
مرّت أيامهم الثلاث كنوّع من التغيير لحياتهم الإثنين كانوا يكتشفون بعض ولا زالت حدود علاقتهم ساريّة ، هي ودّ وهو كل ودّه هي ويوم عن يوم يزيد ودّه بها ، ما كان طيف جيداء يداهمه وما كانت تستحل تفكيره ولا يحسّ بوجودها وما يبالغ إذا قال إنه بدأ يميل لوّد برفضها أكثر ميّل شفته يشوفها طالعه من الحمام بالروّب والمنشفة الصغيرة على شعرها : بتاخذين برد
هزّت راسها بالنفي تناظره بخفوت إستغربه هو يهمس : وش قلت الحين !
لبست ملابسها وطلعت تشوّفه يتابع مسلسل وتقدمّت تجلس جنبه بهدوء وناظرها يستفسر : تعبانه ؟
هزت راسها بالإيجاب تسند راسها على الكنب وأبتسم هو يوقف من فهم سبب تعبها وتقدّم يسخّن المويّا وهو يناظر فيها ويسألها : أعشاب ؟
هزت راسها بدون كلام وهي تغمّض عيونها ، وقف قبالها بعد دقيقة بالتمام يهمس بإسمها : ودّ
فتحت عيونها بهدوء تناظره وإستوعبت تاخذ منه الكوب وهي تحسّ فيه واقف خلفها يترك اللحف الخفيف على أكتافها وهو يطلّع شعرها الليّلي ويسدّله على ظهرها ، جلس جنبها يمّد رجله على الطاولة قدامه وهو يشوف المسلسل وهي جنبه ، كانت عيونه مرّه عليها وجزء من الثانيّة على مسلسله مدّت له الكوب يشيله عنها ويتركه على الطاولّة وأُلجمت كامل حواسّه من إنسدحت على رجله تربّكه وما ينلام لو نطق بإنها ربكّه يتمناها ومد إيده بتردد ينزّلها على راسها بهدوء يمسح على شعرها وهو يشوف إعتدال أنفاسها وسنّد ظهره على الكنب بشويش خايف إنها تصحى خفيف الحركة منّه وسحب اللحاف بخفّه يغطيها وهو يمسك جوّاله يطلب لها أغراض وفطور ، أبتسم يشوف يوسف اللي مصور الرشّ في أبها يتذكر كلامها بإنه ما تعوّد حلاوة الأجواء لأنه من سكّان الرياض ، ورقّ قلبه من تشكّل الألم في ملامحها يطفّي جواله وينزله يراقبها بس تفتح هي عيونها بهدوء وتجلس يهمس لها هو : خلك إرتاحي
وضحك بخفّة من ناظرته تصغّر عينها تقول : تعرّف للشغلة زين إنت
غمز لها يبتسم : مذاكر عدل !
ضحكت تبتعد عنّه ووقف هو يتجه للباب من دقّ الجرس ، أخذ الطلبات يدخل لعندها وهو يمد الأكياس الصغيره لها والأكياس الثانية وقف عند الطاولة اللي في الشرفة يوزّعها بهدوء تراقّبه عي من داخل وتبتسم ، يوضح لها وليد الحين وتعرف هي إنه مو ذات الشخص المهمل واللي تهمّه نفسه بس وتدري إن ممكن تكون بداخله أشياء وأحداث ما يعرفهم أحد لإن حتى بوجودهم في بيت سعيد هي تشوّف إنه ما كان يخالط أحد عكس أخوانها وعمانّها اللي بكل جمّعة تشوف إنهم يزيدون في إندماجهم ببعض ، كانت بتقول إنها بيئتهم كذا وإنهم مو مترابطين لكنها شافتهم بخيّام عقاب كيف كانوا مع بعض إلا هو كان بجنب جدّه ولا أبوه فقط لا غير ، صحت من سراحانها تشوفّه واقف ويناظر فيها بإبتسامة تغمّض هي عيونها وضحك يقول : طيب ، تعالي أفطري بنروح مكان أحبه
وقفت تمشي له وهي تضم اللحاف لجسدها وأبتسمت تعض شفّتها تشوفه حاط لها مخدّة في قاعدة الكرسي ، وجلست يفطرون بهدوء زي الهدوء في علاقتهم الآن وأبتسم يشوف الشمس طلعت ينطق : عساك تعودتي نسانيس أبها ؟
ضحكت تفهم قصدّه لأنها عبست أول ما لامستها أشعة الشمس الباردة : لو زيّها في الرياض ما نبت نخلكم
ضحك بعالي صوته ما يفهّمه هو إطراء للنخيل ولا تذمّها ، وقف يغسّل من رن جواله يرد عليه وهو يأشر لها بالإيجاب من كان منها السؤال : خلصت؟
لمّت السفره تجمّع الباقي في الأكياس والأكواب شالتهم للمغسله ينطق هو : السايق تحت إذا إنك ما بعد خلصتي بسوق أنا ، لا نأخره
هزت راسها بالإيجاب : يكون أحسن
دخل يبدل توقف هي قدام المرايا تعدل شعرها و طلع هو يلبس جاكيته وينزل لتحت يكلمّهم على السيارة ، بعد دقايق طويلة كان هو فيها تحت أرسلت له "أنزل؟" يجاوبها بالإيجاب وما كانت إلا دقايق وأبتسم يشوفها قدّامه بجاكيتها البني الطويل والتوربان باللون البني الغامق تغطّي فيه شعرها مدّ إيده بعد حيّره ملّت جوفه وتلاشت كلها ينشرح صدرّه من مدت إيدها تثبّتها على إيده وطلعوا متجهين للجسر
-
-
" في البر "
ما كان موجود غير عيال عقاب للصغار من راحوا الغيّاض وعائلاتهم ، ويفضى المكان إلا من أزهر وقيس و بدر اللي جالسين عند شبّة النار وهم يسولفون وضحك بدر يقول : والله يا مهيب إنه فقيدة
هز راسه بسّام يلتفت على أزهر وهو ينطق بضحكة : معليش بس ما فقدت نسيبك
ضحك بدر من نظرات أزهر لبسّام وهو ينطق : أعقل أعقل
كان يسمع حديثهم في البداية ولكنّه يسلى ويضيّع حروفه ، وكلما علّت أصواتهم إنتبه ولمن يدخل بالسمّع هو ما يدري وش اللي يقولونه ، ولانت ملامحه من إستوعب حديثهم اللي يقصدون به وليد ووقف يلتفت لأزهر : عندك ولاعة؟
كشّر من صرخوا بصوت واحد بـ"أوه" يستنكرون فعله وهو اللي دايّم ما يحرّص عليهم بهالموضوع ، ورمى بدر الولاعة يبتعد عنهم هو ودخّل إيده بجيبه يتنهد بحرقّه يتحدا بها الدخّان و شرار زقارته بإن حريق من يلتهم روحه أكثر ، عقد حواجبه من طلّع ورقه من جيب فروّته وهو يفتحها بهدوء ويقرأ حروفها بعيونه للمرة الأولى وما يصدّق من رجع للمرة الثانية يقرأ وبقلبه اللي فّز يرتعش بين ضلوعه يمّد إصبعه يتهجأ الحروف : باب بيت زايد تدّله !
وضحك ما يصدق ، ضحك يختلف حاله من قرّب الورقه يشّم نفس العطر اللي على فروته ، عطرّها اللي أول ما لبس الفروة شدّها لجسده خايّف النسمة تشيل عطرها ويتنفس عبيّره أحد غيرّه وطلّع جواله من جيب يدق عليها وردّت يسمع إزعاج البنات عندها وهو يقول بضحكّه : تدرين بإن ودي قبل هاللحظة إني أنالك
سكتت هي وأردف قيس بتنهيدة تحسّها هي وما خاب ظنها تعض شفتها من نطق بهمس : ومن هاللحظة أنا لك !
ضحك ما يصدّق وزاد ضحكّه من نوّر جواله بإشعار منها " البنات كلهم جنبي ، فرحت إنك شفت إجابتي وكان ودّي تسمعها .. لكّنك عجوّل! "
ضحك بعالي صوته ما تشّيله الأرض من فرحّة وتسمع هي ضحكاته وسكنّت ملامحها من نطق بـ " الحمدلله يا رب " وتلوّنت بالأحمر وقت قال : إي والله إني عجول ، إلا بسألك متى بترجعون مو كن طولتوا ؟
ضحكت تنوّر له ظلامه في عتمة هالليل وتبتسم بعد ضحكتها من كثّر حُبه البيّن ومن إنه هالكثّر مرتاح ومن ضحكته اللي رجعّت ترّن بإذنها ، ونطق يهمس لها بشطر البيت اللي ما كمّله قبلها : " أنا اللي أحبك .. وأحبك من هناك إلى هناك "
ما كان شعورهّا هاللحظه يوصل لنقطّة من شعوره هو ولكنها كانت راضية به ولأنه يحبها وتدري فيه ما راح يفرّط فيها بدمعة ولا ضحكة قهر تضحكها ، ولأنها تكلمت مع خولة كثير وما كان من خولة كثر الكلام من قالت لها " لا تفرطيّن برجال شاريك وهو داري إن قلبك مو خلي" وحتى بنان اللي وافقت خولة الكلام وزيّدت عليه " مع الوقت بتحبيّنه لأن ما فيه شيء ينعاب ولأنه رجّال " ، قفّل منها يرمي زقارته على الأرض وهو يرجع لهم مبتسم ومنشرح صدر ومبسم يهمس بدر لأزهر : أنا من رأيي نرجع للبيت لأن مو واضح وش بيصير بعد شوي !
-
-
" لندن - الظهر "
نزلت للمطبخ تشوف جلوس إيريم لحالها ، وكعادتها السماعة بإذنها ومرجّعة راسها على الكرسي وتحرّكت من مرت بنان جنبها تتنهد إيريم :صوفي ! أرعبتني
فتحت علبة العصير تصبها في كوب الثلج وهي تقول : أشعر بالغضب من الذي يحصل ! ياليت أقدر أبلع الثلج بدون ذوبان
ضحكت ترقع حاجبينها : لقد كانت شريكة مسكني ولم أشعر يومًا بأنها
رفعت أكتافها بعدم مقدرة لصياغة الكلام : لا أعرف ما الذي يمكنني قوله !
ووقفت من نطقت بنان "جات" بالعربيّة تفهمها هي ، وهمست بحزن : لا أعي تصرفها ولا أعلم ما الذي افعله الآن صوفي !
هزت راسها بنان بالنفي تناظر في إيريم : لن نفعل شيء ، خطة الفريق لن تصبح هباء .. رجاءًا إيريم
هزت راسها بالإيجاب تحتضن بنان اللي رفعت إيدها تضمها ودخلت جويس تبتسم بهدوء إعتادوه عليها : مرحبًا يا فتيات
ردت لها الإبتسامة بنان : مرحبًا ، قهوة ؟
ضحكت جويس تناظر بنان : أوه .. ألا يوجد شاي اليوم ؟
دقّ الباب ينادي مهيب لبنان اللي ضحكت تأشر على الباب : أتي الشاي !
بعدّت عنها تتنهد بعصبيّة وتكرّه إنها تتصنع مشاعرها وتتصنع مودها وفتحت الباب تلبس الجاكيت يناظرها هو بأبتسامه : أوف أوف بتولعين لندن؟
صغرت عيونها تمثل الضحكة وهي تضرب صدره : بذبحها وأذبحك معا
ضحك من أدركت غيرتها وتأففت تهمس : وليه معاها !
قبّل خدها بهدوء يضمها تحت جناحه : أحبك
سكنت ملامحها لأول مرة ينطق بها بغير خلاف أو شجار بينهم ، تعترف إنها تنتظرها منها بعد ما شوّفها الفعل وكيف يحبّها بأفعاله اللي لا تعد ولا تحصى ولكن ما تكذب لو تقوّل إنها خافت الأعتراف لأنه جاء بسكون وبهدوء وجاء وهي تحت جناحه وبقمة غضبها ، إلتفتت تسألها : إنت قلتها لأني معصبة ؟
هز راسه بالنفي يضحك وهو يضمها له : ليه دايم تدورين ورا كلامي سبب؟
رفعت كتفها بعدم معرفة : مو معوّدني عليها إلا في هواشنا
ضحكت تنزل حاجبه اللي إنرفع وهي تقول : طيب خلاص
هز راسه يتنهّد وهو يبعد كمّ بدلته يشوف الساعة اللي قاربت لصلاة العصر تنتبه هي : أذن؟
نفى يناظر بعيونها ومدّ النظر وطوّل لثواني طويّلة يتأمل عيونها وضحكت هي بخجل ترمش وتنزل راسها ولكنّه أبى ، يرجع يرفع راسها : لا تبعدينها خليني أرتوي !
عضّت شفتها تضغّط على رسغ إيده اللي على كتفها يضحك هو ينزّل إيده يوريّها غرزات أظافرها : كل جرحٍ فات لي منك هديّة
رفعت إيدها لخلف عنقّه والثانية بمؤخرة شعره تقول له : بس أنا ما أخاف من رد الهدايا !
ضحك بخفّة يعض شفته لثواني يهمس : تلعبين مو ؟
رفعت حاجبها تمثل عدم المعرفّة ، وهز راسه بالإيجاب يمد إيده لخصرها وينحني براسه يقبّل ثغرها لثواني طويّلة يحبس بها نفسها وأنفاسّه اللي صارت تحسّها بأسفل دقنها ، تهمس له بالنّفي وتنبهه من مد إيده يعبث بجسدها وزفر بضيق ينزّل جبينه على كتفها وهمس بـ " الوعد الليلة " تبتسم هي بخجل ونزّلت إيدها من على كتفه يستقيم هو بعد ما سمع الأذان يتوجّه لمصلى القصر ، ودخلت هي تشّع من خجلها تضحك نورسين اللي نازله من فوق : هل تريدين بعض الثلج ؟ يبدو أن شمس الرياض تغلبت على شمس لندن !
ضحكت بذهول تكشّ عليها وهي تبتعد عنها ، ودخلت نورسين للصالة تشوف إيريم وجويس جالسين وأبتسمت لجويس تسألها : أنهيتي عملك باكرًا عزيزتي ، هل أنتِ بخير؟
هزت راسها بالإيجاب : إنني بخير ، لدي نصف ساعة أخيرة قبل أن أذهب مرة أخرى
ناظرت لإيريم وهي تبتسم ورجعت تناظر لجويس : هل رأيت الأحمق المعتل منذ ذلك اليوم ؟
نفت ترتبك تلاحظ إيريم ربكتها وسكتت تناظر فيها بكره وهي تقوم توقف : سئمت الحياة في هذا المعتقل ، أريد الخروج
ضحكت نورسين توقف وراها وهي تتوجه للمطبخ وإيريم لفوق ، ودخلت جويس خلف نورسين اللي إلتفتت لها بهدوء : هل أنتِ جائعة عزيزتي ؟
هزت راسها بالنفي تجلس ودقّ الباب تسأل نورسين : من هناك ؟
لبست كمامها تأشر لجويس تلبسه وهي تفتح الباب لإياد اللي قال بهدوء تعوّدوه عليه : هل لي ببعض الثلج ؟ سالت دماء الأحمق الذي في الداخل
هزت راسها تمثّل الخوف وهي تنادي جويس : أذهبي وأنظري ما الذي فعله هؤلاء الحمقى
ركضت تاخذ الشنطة من داخل وهي تتجه للملحق و أبتسم إياد يشوفها تخيّط جرح مساعده وسرعان ما فزّت بخوف من طاح وفز إياد معها ينادي عليهم وركض سلطان يركضون وراه الباقين ، جلس على الأرض وهو يمد إصبعينه لعنق مساعد وغمض عيونه بعصبيّة يشتم وما أكتفى بالشتم يضرب الطاولة بغضب وهو يقول : مين اللي كان معاه ؟
نزّل إياد راسه يتوجّه له سلطان بكامل غضبه وهو يدفّعه على الجدار : أنا مو قلت تحافظ عليه وكأنه إنت؟ مو قلت يلزمنا حيّ ! وش أسوي بجثته الحين و وش أشرح للعالم اللي تنتظره !
تقدّم مهيب يتنحنح : طال عمرك يومه وش حيّلة إياد يعني بيرّد القدر؟ سلّم جثمانه للسفارة يتصرفون هم
زفر سلطان غضب يبتعد عنهم وأبتعدوا جميعهم يتمتمون بالشتائم وأبتعدت جويس تطلع من عندهم ، وقفت عند باب المطبخ تحط إيدها على قلبها وهمست بنان بإستغراب : جويس؟
فزّت ترتعش إيدها بخوف تقول لبنان : توقف نبضه
عقدت حواجبها بنان ما تفهمها وأردفت جويس : أعني الرجل الذي داخل الملحق ، لقد مات
شهقت إيريم يطيح الجوال من إيدها : ماذا !!
هزت راسها بالإيجاب وأبتعدت عنهم تاخذ أغراضها من الصالة : سأذهب للمستشفى
طلعت قبل تسمع ردهم وهي تطلب التاكسي اللي ما تأخر ينقلها من قصر لسلطان لشقّة أخرى في أحد أحياء لندن وأبتسمت تنزل وتعطي السايق أجره ، دخلت العمارة تبتسم بهدوء ومدّت إيدها لشنطتها تطلع المفتاح وطلعته تفتح الباب بنفس الهدوء تهمّس بأسمه : نايف ، عزيزي هل أنت هنا ؟
همهم بالإيجاب يناظرها بجمود : نعم .. ما الذي أتى بك الآن ؟
رفعّت أكتافها تتقدم له بإبتسامة : إشتقت إليك ربما !
وقف يدفعها بقوّة من كانت بتجلس بحضنه وهو ينهرها : لا تقربيني
هزت راسها بالإيجاب تصد عنّه من طاحت دمعتها تمسحها بسرعّة : مساعد مات
لف لها ببرود يستفسر أكثر وهو يتقدّم لها : يعني ؟
عقدت حاجبها تأشر له على عنقها : توقف نبضه ، لا أعلم ربما تعارك مع أحد الجنود ، طلبوا المساعدة ومن ثم أتى سلطان راكضًا وأخذ يعصف بنا كالإعصار ولا أعلم بعد ذلك أتيتك مسرعة
وقف لثواني يسمع كلامها وسرعان ما مسكّها من عنقها يشد بمسكته من أدرك بأنهم كشفوها وصرخ بوجهها : وش جابك هنا !! جيتي مع مين ؟
كانت تحاول تنطق بكلمة "تاكسي" ولكن كل ماله يشد على رقبتها زيادة وتركها أخيرًا يبتعد عنها من عرف إجابتها ، كانت دقايق وإنفتح الباب يدخل مهيب اللي ناظرها بقرف يصد عينه من شافها طايحة بالأرض وتشاهق ، ركضوا يدورون على نايف بالشقّة وصرخ ملهم يتبعه إياد و ديسم ينطقون بـ : نظيف !
توجّه لها مهيب يقلبّها بفوهة سلاحه : أين ذهب؟
ضحكت بنفس متقطع وهي تقول : لجهنّم
هز راسه بالإيجاب يضربها بمؤخرة راسها بالسلاح : بتلحقينه معليك
نزل يركض لتحت وديسم وراه ، طلعوا من العمارة يركضون وهم يتلفتون وركض مهيب لليمين يصرخ لديسم يروح من اليسار : رح هناك
ركض يوهب كل ما عطاه الله من قدرّه في ركضته ذي ووقف يحتار بين سكّتين ولكن ما أسعفه الوقت من شهق يحس بالرصاصة اللي إخترقت ظهره يحاول يلّف يشوف صاحبها وما قدر يختل كل توازنه وتضعف قدرته من طاح على ركبّه يأبى الطيحة ، ويأبى الضعف من كان يحاول ما يطيح جسده للأرض ومع صرخة ديسم إبتسم هو يمتلي كلّه بالدم اللي خرج من فمّه ومسكّه ديسم يناديه وهو يهز خدّه ولكن ما من مُجيب إلا الله تعالى في ذلك الوقت !

ابدتِ بأطراف البنان مهابتي Where stories live. Discover now