البارت الرابع والثمانين

88 4 0
                                    

-
"باريس - الساعة ١١ مساء بتوقيت فرنسا "
صحت تشوف المكان جنبها فاضي وعدلت جلستها تمد إيدها لجوالها تأففت تشوف الساعة باقي ١١ بعّدت اللحاف عنها توقف متجهه للحمام ، طلعت تمسح على وجهها بالمنشفة الصغيرة ووقفت عند الكنب تشوفه نايم على بطنه بهدوء وجنبه على الأرض جواله واللابتوب التفتت حولها تدور على لحاف تغطيّه ، ولو كانت كل المشاعر تعاديّه إلا إنها تحس بالبرد وهي متغطية وشلون هو ! ، غطتّه باللحاف اللي كانت متغطيه فيه وأبتسمت تناظر الزاوية اللي عليها آلة القهوة وتوجهت بخفّة خوفًا من إنها تصحيّه ، ميّلت شفتها تدوّر الحليب ودارت بنظرها إلى أن تكلّم هو : بالدرج تحت
عضت شفتها تلتفت له : صحيتك؟
نفى يشّد اللحاف وهو يرجع ينام بهدوء زي ما صحى بهدوء وتأملها وشاف كل تحركاتها بالهدوء ذاته ، كانت عيونها تدور بكل مكان وهو عيونه تناظر فيها لحالها وحتى بعد ما مثّل النوم تمادى بالنظر صوبها لتصويرها وإستهبالها وقت تناظر الكاميرا وكلامها وكل حركة منها ، كان مستمتع وهو يشوف هالتوهّج فيها وكأن لسان حاله بقول " من زود ملحه عيّت العين ترمش " ، توجهت للدولاب تلبس لها شيء ثقيل من مسكت معاها تجلس في الشرفة وهي تشوف إنارة برج إيڤل اللي تعطي للمكان المظلم إنارة هاديّة يعشقها الرسّام ويهوى هاللحظة ، شتت نظرها بحيره من كانت مويا المطر على الكراسي وسرعان ما ابتسمت بخفوت تشوف المكان الفاضي قدّامها ونزلت القهوة وإتجهت تجيب مرسامها والأوراق اللي شافتها موجودة ، وإندمجت تخط اللحظة اللي كل ما رمشت تداهمها وتبتسم ورفعت راسها بتفكير لثواني وأبتسمت تكمل وهي تضحك ، فقّد صوتها والحركة له دقايق طويلة وأبعد اللحاف عنه وهو ينادي عليها بهمس لا تكون نايمة وعقد حواجبه من كانت مو موجودة على السرير ولا على الشرفة ووقف يمسح على ملامحة لثواني والتفت تبرد ملامحة ويتنهد براحة من شافها جالسة على حد الشباك وبحضنها الستاند والورقة ، تقدم يجلس على الطاولة جنب الجدار وهو يراقب أصابعها و ملامحها اللي مره تتبسم ومره ثانية تميّل شفتها وبالثالثة تزمّها ، ما تحمّل النظر ويدري ما راح تسمح له بالقرب لذلك وقف ياخذ قهوتها تنتبه هي لدخوله الشرفة ونزّلت راسها تكمل الرسمة ، رفعت راسها ترفع شعرها بالقلم بنشوة رسّام انهى رسمته وهو يناظرها بثقة وإعجاب ونزلت إيدها ودها ترتوي بالقهوة الحين وتستمتع بها ، عقدت حواجبها من ما لامست أصابعها الكوب ونزلت نظرها للمكان اللي متأكدة إنها خلت الكوب فيه وتنهدت بغيظ تنزل من على الشباك وهي تصرخ بقهر : ولـيـد !
إبتسم إبتسامة جانبية وهو يتأمل المكان وروعته ليًلا ، ووقفت وراه تتنهد بغضب يلف لها هو : سمّي ؟
غمضت عيونها تعض شفتها : قهوتي !
مد لها الكوب وهو يقول : خذيها فداك
ضحك من كتمت صرختها تشد شعرها ، وطلع وراها يعتذر بضحكة : آسف طيب ، بسويلك أحلى منها بـ
قطع كلامه من طاحت نظراته على الرسمة قدامه واللي كانت عبارة عن ملامح وجهه بشكل مكبّر وبداخل عيونه قوس النصر اللي شافوه قبل يوصلون ، أبتسم بإعجاب وإندهاش يخالطهم إنبهار لأنه ما كان يعرف إنها رسّامة بهالشكل ولما شافها قبل شوي كان يظن إنه شيء عادي ، وأيقن الآن إنه ما فيهّا شيء عادي لأن حتى بعاديّتها مُبهرة وما خلاها بخاطره من همّس بتساؤل فيه إجابه : فنّانة !
شتت نظرها بخجل من ملامح وجهه ومن نبرتّه اللي تبيّن الإعجاب فيها بشكّل لامس داخلها ، ولأنها ما كانت تبي تورّيه ولأنها كانت تحس إنه بيحجم أعمالها وأبسط أمورها هي ما كانت عندها نيّة تخليه يكتشف إنها رسّامة ، وضحك للمرة الثانية يوصف إعجابة بهزّة راسه ينطق بعدّها : مستحيلة !
عقدت حواجبها بعدم فهم وهي تقول : خير !
هز راسه بإبتسامة وهو ينطق : ما كنت أدري إنك رسّامة ويوم شفتك على بالي تشخبطين بس ، ولكن النتيجة مستحيلة
إبتسمت بضحكة من سرعته بالتوضيح وهي تحلف إنها أطول جملة قالها من عرفته للحين وصابها الذهول أكثر من نطق : نطلع؟
-
-
"ابها - العصر "
تغدّوا بعد وصول الغيّاض اللي قرروا تكون إجازتهم في أبها هالمرة بما إن الأوضاع صارت طيبة بينهم ، وقف أدهم من دق جواله يبتعد عنهم : هلا بالشيخة
ميّلت شفتها تتحلطم : وش شيخته الله ياخذ اللي يسمع كلامك
ضحك بإستغراب من كلامها وهو يسألها : وش صار ؟ وينك إنتي؟
تأففت بضيق تقول : تعطلت السيّارة وزفت الطين اللي جايبني ما يفهم شيء بالحياة إلا إنه يتدهن بالزيت الخايس ويكلم بالجوال ، إنت وش دخلك تسأل ويني !
غمض عينه يبعد الجوال وهو ينادي أزهر اللي قدامه : دكتور
جاوبه أزهر بكل روقان وهو يمد له كاسة الشاي : يا عيونه ، سم
أخذ الكاسة من أزهر ينزّل الجوال على أذنه وهو يسمع صمتها وأشر لأزهر بالإنتظار يهمس لها : عطيني رحيم أكلمه
وناظره أزهر يحسّ إنه يعرف هالأسم وسامعه لذلك سكت يسمع مكالمة أدهم وهو يقول لرحيم : رحيم تكفى أشرح زين وش اللي جنبك جبل وسيارة! تمام عطني ودق الحين
فز قلبّه يشتت نظره عن أدهم وهو ينزل نظارته الشمسية على عيونه يخفي نظرات اللهفة عن أدهم اللي نطق : تمام يا قلبي أرسلي لي اللايڤ لوكيشن وجايك الحين ، يلا يا ابوي
عض شفتّه ينفض على جيب ثوبه ظاهريًا ولكنه كان ينفض شرار قلبّه اللي يتطاير الآن ، ينفضه ودّه يتحوّل لغبار تطاير به نسانيس أبها وإلتفت من نادى أدهم على يوسف يطلبه مفتاحه ونطق داخله بتساؤل " هم تواقيّن لحرقه ، جميع ؟ " وإنتبه يأشر لأدهم بعدم إدراك لما يسويه : هاك مفتاحي و رد له مفتاحه
لأن نبرته فيها نوع من الحدّه ناظره أدهم يرفع حاجبه وهو يأكد ظنونه ولكن نطق يستلعنه : لا سيارة يوسف أقرب لي
وقف قيس اللي سمع الحوار وهو يمد إيده لكتف أزهر يركي راسه عليها : رح لاهلك لا يسريبك الوقت هنا ويحل الليل
ناظره أزهر بهدوء وأبتعد يدق عليها ، وردّت بعد ثواني ينطق هو : دقي قولي له إن السيارة مشت
عقدت حواجبها بعدم فهم تسأله : ليه ؟
زفر يحاول يمسك أعصابه وهو يقول : الآن ودق ، الآن تدقين وأرسلي لي الموقع
هزت راسها بالإيجاب ما تفهم شيء من تقلبات مزاجه ومن حالاته المجنونة زي ما تسميها ، وما جادلته تتعب من كونه يحب وتارة يقلب عليها تحس إنه ما عمره حبها دقت على أدهم تنبهّه لا يجيها ، ودق عليها أزهر يركب سيارته : جايك الحين
رفعت حاجبها ودها تسأله بس تدري إنه ما راح يجاوبها ، وكمّل هو : دقيت عليهم يشيلون السيارة بالسطحة ، إذا وصلوا قبلي خليك بالسيارة لا تنزلين
رمشت بطفش تسمع كلامه وتأففت تهمس : من اليوم تملي علي أزهر مستوعب !
سكت يناظر بالطريق لثواني ينطق بعدها : شوفي كم بقى وأوصل عندك
ضحكت بسخرية تهمس له : باقي لك عمر
أبتسم يميّل شفايفه من فهم قصدها ، تذكّره بتناقضاته وبخوفه من دخول هالعلاقة وحتى خوفه من الحب نفسه تذكرّه هي من نطقت له مره تسأله "وش أسمي تصرفاتك ذي ؟" ينطق هو بتشتيت " سميها اللي ودك بس لا تستفزين عروقي هالقد" وصل لها أخيرًا تتنفس هي بتوتر من كان رحيم يكلم راعي السطحة تشوف نزوله من السيارة بالثوب بعيد كل البعد عن إنه دكتور ولأول مره هي تتأمله بكونه " الرجل البدويّ " من أكمامه المشمّره لنص ذراعه لشماغه اللي "متعصب" به على راسه ونظارته الشمسيّة ، تاهّت تناظر كل شيء فيه ما تبالغ بشعورها لو تنطق الآن بأنه " جذّاب " ، راقبته يمشي متّجه لرحيم يكلمّه وهو حاط إيده على كتفه بس ما تسمع الكلام اللي يهمس به ولكن إنتبهت لرحيله مع سايق السطحه من نزّلت هي تركب في سيارة أزهر بعد ما أشر لها ، حاسب راعي السطحة ورجع يركب في السيّارة يشوفها راكبة في الخلف وناظر لها بسخريه ينطق : سواقك توّي مرسله !
نزلت نظارتها على خشمها تهز راسها بعدم فهم لثواني نطق هو فيها : تعالي هنا !
نفت تلف شعرها وهي تلبس طرحتها : تتمادى إنتبه يا دكتور
هز راسه يحرّك السيارة وهو يرجع للخيام يسمع همسها : مو وقتك تكفى
رفع نظره لها يسألها : شفيك؟
تأففت تمسح تحت رمشها وهي تقول : ابي مرايا الآن
عقد حواجبه يستنكر طلبها : وش هالشطحة !
زادت عقدته من نطقت بضيق يحسه بصوتها : طاح رمشي أزهر
لف عليها يترك الخط وهو ينطق بتعجب : كيف يعني طاح رمشك!
ضربت كتفه تأشر على الشارع بصدمة : تستهبل! إنتبه للخط
رفع حاجبه يشوف الطريق فاضي قدامه ووقف على جنب لثواني ومد إيده ينزل حق الشمس اللي قدام المرتبه جنبه : تعالي هنا فيه مرايا
نزلت تركب جنبه وهي تركّب رمشها وتثبته ، ولفت تتكلم : تقدر تمشي الآن !
ناظرته تستغرب إبتسامته اللي نادر ما تشوفها وإستوعبت إنها عشان ركوبها جنبه ووقف جنب المحطّة ينزل هو ، ولفّت تسحب شنطتها من الخلف وهي تشوف الظرف اللي طاح تحت والشعار اللي عليه تعرفه زين بس وش اللي جابه لأزهر !
مدت إيدها ترفعه لمكانه وهي تشوفه يقرّب للسيارة ومعه قهوة وكرواسون ومويّا مد لها الاغراض تاخذها بهدوء يستغربه هو وحرك السيارة بسرحان يبحّر فيه بعمق ما صحاه منه الا همسها وهي تقول : أبي مناديل
بلحظة فهاوة منه هو أشر لها على الدرج قدامها ، ومدت إيدها تفتح الدرج تشوف السلاح قدامها والبطاقة المدنيّة لأفراد المباحث وماهي أول مره تشوفها عشان ما تعرفها ، خذت المناديل وهي تسكر الدرج بهدوء يستوعب هو وألتفت يناظرها لثواني طويلة تهمس هي فيها : لقيت جواب المخطط اللي بظهرك !
ما تكلم يناظر الشارع وهي كملت أكلها بصمت وبعد دقايق وصل لمكان الخيام يشوف كيف بيقدر يدخل لمكان الحريم ، مسح على ملامحه يدق على حور : وينك ؟
كشّرت تسمع هدوء صوته : عند أمي
هز راسه بالإيجاب يقول : حولي أحد؟
نفت تتلفت وهي تشوف البنات بالخيمة الثانية وحريم الغيّاض في البساط جنب الخيمة متوارين عن الرجال : لا تعال البنات بالخيمة
قفّل من حور ينزل جواله لحضنه وهو يناظر فيها تمد إيدها للمرايا تنزلها ، تنحنح يعدل جلوسه بعد ما وقّف سيارته بين الخيام : لا يدري أحد
ضحكت بسخرية تعدّل روجها : لا تخاف عندي خبره بهالمواضيع
ميّل شفته من قفلّت المرايا ترفع إيدها لمقبّض الباب ، ما تحمّل كل هالهدوء يمسك إيدها الثانية يقرّبها له يضمّها وهو يقبّل أسفل خدّها برقّه ما تعرفها إذا موجودة في أزهر أو لا ، وأبتعدت عنه بقهر إنها مستسلمة كل هالإستسلام له ولرغباته وجموحه في القرب والبعد عنها نزلت تقفل الباب بكل قوتها ينزل هو وراها من تأكد إن مافي أحد وهو يهمس لها : البنات بالخيمة هنا
دخلت الخيمة يتجه هو لحور وعذيّة وهو يقبل راسها بصمت ، يدخل بعده قيس اللي اول ما جلس وقف أزهر يرد على جواله وهمست عذيّة تنزل إيدها لشعره من إنسدح على رجلها : بك شيء يا أمي ؟
تنهّد يبتسم وهو يناظر لحور اللي تناظره بالمثل ومسّحت عذيّة على موضع قلبه ويحلف إنها صابته بأقصاه من نطقت تبتسم : لا باس يالقلب الشجاع ، لا باس وانا أمك
ضحك يحب إيده ويطوّل وبدل الحبّة ثلاثة وهمس قبل الحبّة الأخيرة يقول : الله يطوّل بعمرك يا عون هالقلب ومستراحة
وقبّلها يداري وجع قلبه بالرّفض وهو يوقف من حس إنه ما يقدر على نظرات حور له وهو طوّل ما تكلم لها عن أي شيء صار له
-
دخلت ودق بهدوء تشوف جنى وجيداء جالسين جنب بعض وأبتسمت تشوف آسية وقفت بأبتسامة تستقبلها وتوجهت لها تضمها وهي تهمس لها : أشوا إنك فيه كنت أتخيل الوضع بدون بيبو
ضحكت آسية تربت على كتفها وهي تشوف توجّه جيداء لودق : هذي جيداء جاتك
وضحكت تبتعد عن آسية من حست بإصبع جيداء يخترق خصرها : هلا بالعروس الرافضة !
غطّت على فمها تضحك جنى بصوت عالي تخفي كلام ودق : الله يفشلك يارب ، قدامهم عاد !!
زمت شفايفها لثواني وانفجرت تضحك بعدها : نسيت إنهم أهله ، الولد فارق فرق السماء عن الأرض معليش يعني
ولفّت جنى لجيداء تقول : وهي صادقة وإذا ما ترغبين فيه حنّا موجودين
رفعت حاجبها تشمّق لجنى : يمكن أوافق !
شهقت ودق تغطي فمها تصرخ بعدها : إحلفي!!
ضحكت تبتعد عنهم وهي تهمس : ليه لا
-
"لندن - قبل ساعات "
بعدته عنها تدفّه بعد ما صرخّت فيه يوقّف اللي يسويه ، وإنتبه تحس بحرارة أنفاسه على نحرها اللي سند عليه راسه يتكلم بهمس : تجبريني
رفعت إيدها تمسح دموعها وهي تشوفه لازال بنفس وضعيته ونطقت بصوت باكي : ليه تسيء الظن فيني ؟
هز راسه بالنفي وخشمه يلامس عظم ترقوتها وهو يقول : ما أسأته ، صوّرتي نفسك باللاشيء عشان وش؟
رفع حاجبه يعدّل جلوسه جنبها : عشان أنقهر وأغار؟ ليه أطفال أحنا ؟
كانت تناظره بثقل حتى جلوس ما تقدر تجلس من ثقلها ونفت تنزل دموعها ووقف هو من علت شهقاتها ما يقدر يقرّبها وهو بهالغضب ولا يقدر يصرخ ويشتم ويقفل الموضوع مد إيده يفتح قفل الباب وهمست هي بصوت متقطع تجنّن خلاياه كلها : لا تروح
نزّل إيده يغمّض عيونه فقط ويضغط عليها بألم وألتفت لها من مدت إيدها لخدّه تلفه لها وهي تتكلم ببكاء : ضمّني
رفع إيده لظهرها وهو يشدها له تبكي وتطلع كل ما فيها من بكي   ظلت دقايق طويلة بحضنه ومسح على ظهرها بحنيّه تتكلم هي : أرسلت لي صورك ، تضحك صورك ساهي كلها أرسلتها مهيب وحتى الكلام وكل شيء بينكم ورتني إياه إحترق قلبي من شفت اللي إنرسل ، وجاء كلام إيريم بوقته وما قدرت ما قدرت
قطعت كلامها تبكي وهي تقول : أوجعت لي قلبّي
عقد حاجبه بعدم فهم وقالت هي : أتخيلك معاها وكل كلمة قلتها لي كنت تقول لها هي ، وإنها تهنّت بحضنك قبلي وعاشت بنعيّم قربك قبلي مهيب ، من وين بقدر أتحمل؟
وضربت صدره بقبضتها تردد : كيف بقدر أتحمل كيف !
سكت يمسح على ظهرها بنفس هدوءه ينتظرها تهدأ ، وحتى إنه يقبّل راسها مو قادر من إستياء مشاعره ، وما إن هدأت حتى جلسّها وهو يمد لها المويا تشرب وسألها يجلس مقابلها على الأرض : وش صاير؟
لفت تمد إيدها لجوالها تفتحه وهي تمده له ، مسك الجوال يناظر المحادثه ورفع حاجبه يشوف تاريخ المحادثه : أمس !
قفل الجوال يرميه على السرير وهو يوقف يبتعد عنها وعض شفّته يسألها : أنتي صادقه؟ صادقه يوم إنك تقدمين على شيء بشع مثل نزولك لمساعد الكلب عشان شيء ما منه صحّه !
رمت الجوال تتجه له بدموعها : كيف ما منه صحّه ، كيف وهي كل شيء قالته عنك صح
ضحك بسخرية يناظر فيها : وتبين تكملين شغلك هنا ؟
وأحتد صوته : تكملين هنا وإنتي ما تميزين ؟ تبين هنا وتمشين بينهم بعاطفتك؟ صدقيني ما راح تطوليّن دام هذا فكرك وهذا اللي تسويّنه
هزت راسها بالنفي وبشتات يضعف صوتها همست : ضايعه !
أشار لها بالإيجاب يأكد على كلامها : أشوف ضياعك ، واجده الكلاب والمخببين بيننا إن طحتي بكل مره يرسلون لك عز الله ما تهنينا
دخل الحمام يغسّل وجهه وهو يحس إنه بعالم آخر كون بين كل هالأمور تطلع له السالفة ذي بعد ! ، طلع من الحمام يناظر فيها تبكي وتقدّم لها يضمها وهو يقول : بنسى كل شيء بنان ، كل شيء بنساه بس تكفين لا عادك تفتحين هالطاري وتتكلمين بهالكلام
وبعّدها عن حضنه يحتضن وجهها بين كفوفه وهو يقول بحنيّه : ما وقّعت على كتابنا وانا خاطري بغيرك ، ولا أقبلت على شيء أنا ما بغيته ، تكفّيني إنتي ويكفيني حبك وأما عن حضني وغيره؟ يشهد علي الله إنا ما دخل بحضني غيرك ولا لقيت من يكفيّه ويسده غيرك ، ليه تخليهم يدخلون بيننّا يا بعد هالعينين ؟ ليه يضرونّك ويبكوّن عيونك ويهزمون كل ذرّة بي ببكاك ؟ ليه تسمحين لهم ؟
تقدّم يقبّل جبينها وهو يقول : والله إنها سواليف بزران بس وش أسوي يوم إن قلبي تعلّق بطفلة؟
ضحكت تضرب كتفه من أبتسم يدخلها بحضنه وهو يقول : يلا غسلي وجهك وتعالي نامي
هزت راسها بالنفي تطلبه : لا تروح عنّي !
أشر على عيونه بدون كلام وهو يجلس ينتظرها على طرف السرير وتنهّد وهو مستعد يحلف إنها مو حركات ودّ ، ماهي طفلة للدرجة ذي ولكن ما عنده وقت يلتفت لصغار العقول بس المصيبة إذا هي إلتفتت لهم كل مرّه ، طلعت من الحمام تتوجه له من فتح يدّه يستقبلها بحضنه ترتكي هي على كتفه وأبعد الروب يتفحّص جسدها الممتلي بغارات حبّه وغيرته يسألها بهمس : أوجعتك؟
-
" الفجر "
صحى على صوت سلطان يأذن وهو يشوفها بحضنه قبّل راسها يبعدها عنّه وهو يقوم بكسل يلبس تيشيرته ودخل الحمام ، فتحت عيونها بنعاس تشوف عدم وجوده وتأففت تظنه نوّمها وراح ، وأنتبهت لجواله اللي بجنبها وفتح هو باب الحمام تلتفت له : بتروح ؟
أبتسم يجلس جنبها وهو يمسح على راسها : بصلي وبشوف وش عندهم
قوّست شفايفها يعض هو شفايفه : متوضي أنا
وضحكت تبتعد عنه وهي تقول : قفل الباب عدل
ضحك ينزل من نفس مجيئه وهو يتوجّه للمسجد يصلي مع العيال ، أنهوا صلاتهم وأذكارهم يطلعون كلهم وآخرهم مهيب وسلطان اللي قال : إيّه أشوفك مسوي الغرفة حذفة حجر
رفع حاجبه يهز راسه : حالي من حالك يا سلطان !
ضحك سلطان من تقدّم مهيب وهو يقول : ما تجرأ غيرك يرد علي ، أذكر عمك بالخير يا ولد حامد

ابدتِ بأطراف البنان مهابتي Donde viven las historias. Descúbrelo ahora