البارت الثامن والثمانين

78 6 0
                                    

" بيت زايد - مساء الخميس "
الجميع متواجد من ابها ومن الرياض من آل بشار ومن الغيّاض ، صغيرهم وكبيرهم يضج بيت زايد بالفرح والمسرّة ويدوي صوت البهجة والبشائر بينهم من أول نطق الشيخ بـ " بسم الله الرحمن الرحيم " إلى أن أنهى العقد بـ " جعله الله عقدًا متينًا لا يخيب " ،  ومن عجّ المكان بأصوات البنات اللي يباركون ويحتفلون وهم يشوفون ملامح جيداء اللي تتلون بكل الألوان كونها وبشكّل رسمي صارت " حرم قيس " اللي تدري بإن قلبه الآن ما هدأ ولا سكن يرتبك كله وفعلًا صح إحساسها وصدّق من أرسل لها "مو مصدق" تضحك بخجل آخر من وصلتها رسالة أخرى منه " والله إنه مساء للحب للشوق وللمواعيد " ، أبتسمت بنان تتوجه لها : إنتصر ولا لا؟
ضحكت بخفّة تناظرها : متوترة بنان
هزت راسها بالإيجاب تقرب لها من كان صوت الأغاني مرتفع : عادي يحصل ، أنا صحت بحضنه بنفس هاليوم
أبتعدت جيداء تضحك بذهول وهي تسمع جنى تقول : أقول ليه طايح على وجهه
شتت نظرها بنان بضحكه من طاحت عيونها بعين ودّ وأتجهت لودّق اللي جالسة وتناظرهم بهدوء : إنتي فيك شيء صح ؟
هزت راسها بالنفي تحاول ترفع صوتها : مصدعه بس
وقفت مع بنان اللي مدت لها إيدها توقّفها وهم يتجهون لجهة المسبح برا وبعيد عن الأصوات ، ورفعت إيدها ودق ترجع شعرها خلف إذنها تجاوب سؤال بنان بـ " وش صاير ؟" : بابا متزوج
شتت نظرها بنان وأبتسمت ودق تهز راسها : تدرين ؟
هزت راسها بالإيجاب تعض شفتها من نطقت ودق بسخريّة ترفع حاجبها : سرّية
تنهدت تبتسم وهي ترفع أصبعها تمسح دمعتها : ندخل؟
ما أنتظرت رد بنان هي تقدمت تدخل وترسم الأبتسامة على ملامحها المحتقنة بالأحمر وغمضت من حست إنها صدمت بأحد ورفعت راسها تعتذر من كانت فريدة قدامها واللي مسكت أكتافها بحنيّة تسمي عليها : بسم الله عليك يا ماما ، معليش والله ما انتبهت لك
أبتسمت بخفّة تبلع ريقها وتهز راسها بالنفي تعجز النطق وتدري إن لو سألتها فريدة سؤال ثاني بتنهار على هالحنيّة اللي تحسها من صوتها ومن نظرتها ، وهزت فريدة راسها تبتعد عنها تسمع ردها على جوالها : أمي أزهر تسمعني ؟
غمضت عيونها مطوًلا ما ودها بشيء الآن إلا غرفتها ، رمشت بهدوء تتوجه لجيداء تسلم عليها وتستأذن منها وسط رفض جيداء القاطع إلا إنها قدرت تتملص من الموضوع وتخرج ، تحس المكان يضغطها والجميع يوجعها تحس بكثير الأحاسيس وما ودها بإن يشهد أحد إنهيارها تدق على أبوها اللي رد يقوم من وسط الرجال : سمي يا بابا
عضت شفتها لثواني يعقد سلطان حاجبه : ودق ؟
بلعت ريقها تداري دموعها لا تنزل وهي تحس بألم بحنجرتها وبالقوّة قدرت تنطق كلامها بصوت متماسك : قول لأدهم إني انتظره برا بابا
ناظر لأدهم بإستغراب يشوف راحته بالجلوس واللي يدل إنه ما عنده علم ورجع يكلمها : صاير لك شيء بابا ؟ إنتي وين ؟
همست بنبرة متعبه يعرفها سلطان ، ويعرف إنه ما يقدر لهالنبرّة غير أدهم لذلك هو أشر لأدهم بنظرة مخطوفه يفز أدهم يتوجه له بقلق : سلطان ! فيك شيء؟
هز راسه بالنفي يمسح على وجهه بضيق : ودق برا تنتظرك
عقد حاجبه يطلع جواله من جيبه يشوف إنها ما كلمته وأسرع بخطواته يأشر لمهيب إنه بيمشي من تكلم سلطان بحدّه : روح لها أدهم ، روح
طلع أدهم يوقف مهيب يتوجه لسلطان يهمس له : صاير شيء ؟
لف نظرّه لمهيب وتنهد يمسح على عيونه : إن شاء الله إنه لا
هز راسه مهيب يربت على كتف سلطان اللي توجه يجلس بجنب عمّه أحمد ، طلّع جواله يرسل لبنان " صاير شيء؟ " ودخل جواله بجيبه يتوجه يجلس بجنب قيس اللي من اليوم يحلف لهم بإنه " أتحدى الدنيا تكسرني اليوم " وناظره أزهر يأشر له بالجلوس : ياخوي أثقل فشلتنا ، من يوم عرفناك ثقيل وجاي تخربها اليوم !
وأبتسم مهيب يرفع حاجبه بسخرية : عاد سلطان بينّا اليوم
ناظره أزهر يفهم قوله وضحك مهيب من شتمه أزهر يسكّر قيس فمّه وهو يرص بأسنانه : بموّتك والله ، إهجد
-
ركبّت السيارة من جاها أدهم اللي كان يناظر بحجابها بأبتسامة وإنها مغطيه وجهها بالطرحة ، وتلاشت إبتسامته يناظرها بهدوء من شالت الطرحة ينتبه لملامحها المحمرّه : ودق ؟
هزت راسها بالنفي تغطي وجهها بإيدها تجهش بكي يتوتّر هو من على صوتها ، وتنهد يحس بوجع في صدره من بكيها ونحيطها ووقف عند البحر نزل هو يتوجه لبابها يفتحه ونزّلها معاه يضمها لصدره تبكي ألمها وتبكي ضعفها وتبكي إحتياجها وما كان في أحد غير أدهم ممكن تسلّمه نفسها هالقد ، ومسح على ظهرها يتنهّد بضيق وهمس يقول لها : أبكي يا عيوني
-
-
دخلت المجلس خلف أبوها وهي تشوف جلوسه ببداية الكنّب وتسمع كلامه مع أبوها وضحكهم لكن ما تعّي شيء من اللي يقولونه يبتسم هو لخروج زايد اللي أول ما قفّل الباب فز قيس يوقف وهو يقرّب منها ، أرتبكت يحس هو إرتباكها لكنّه ضحك يقول : والله إني مو قادر أقر بأرضي كنّي غرير وعدّوه برحلة في الصباح
أبتسمت فقط تشتت نظرها وهي تشبك إيدها ، وقبّل جبينها بهدوء عكس الضجّة اللي بقلبه واللي يقسم إنه لو ضمّها له بتسمع وش من أحتفال يقيمه قلبه الآن ، أبعد عنها يبتسم لثواني وضحك بعدها بعدم تصديق يعض شفّته يهمس بعدها بـ : الحمدلله
اللي تحلف إنها ما جات هيّنه لشعورها ولا خفى عنها تمتمته بالفاتحة وهو يقبّل جبينها ، وأبتسمت من صد عنها ياخذ نفس بعمق لأنه يحس إنها جاته كفايّه عن العالم دامه حلف بإن معاد في شيء يقدر يكسره اليوم ، جاته مكسّب و غنيمة دخل حربها هو لحاله بلا جيوش وبلا عتاد ، حرب دخلها "أعزل" ما بحوزته إلا قلبه والخصم كان ضحكتها وأبتسم يلتفت لها يمسك أكتافها وعيونه بعيونها اللي تشتتها بخجل تكلّم يطلبها : أضحكي ، وأنبتي عناقيد الفرح بدربي دخيل الله ربي وربك أضحكي
ضحكت بخجل يتملّك وجناتها ومشاعرها وطغى من طغيان حُب قيس هاللحظة وقت نطق يتنهد : والله إني ما قطعت بك الأمل ولا كنت راجي بك وصل ، بعيده كنتي
هز راسه بالنّفي يهمس : بعيدّه حيل وأبعد من حدود اليقين حتى ، تدرين؟
شتت نظرها تبعّد عن عيونه ولكن سرعان م رفعت عيونها تشوف ضحكه وسروره اللي بيّن على وجهه يقول لها بنبرّة لأول مره تسمعها منه : والحين .. إنتي لي وحبيبتي أنا لحالي !
ضمها لصدرّه يترك أشواقه وضياعه وخوفه ورفضها ويترك كل شيء ينطفي ، يبقي حبّه ولهفته على أمتان حضنه وحضنها ويستريح قلبّه ويترجّل من البعد والشقى اللي صابه بآخر فتره ، دخّلها لصدره يشدها أكثر يستبدل حزن الرفض بفرحة النصر وفرحة وصوله لها وإنه نالها بوّقت هو نفسه ما كان متوقعه ولكن وصل لمراده .. وصل لها هي ، أبتعد عنها قبل ينهار من مشاعره ورفع عينه يناظر لبسها اللي الحين إنتبه له كانت تلبس فستان باللون الأزرق الفاتح يغطّي رقبتها وصدرها بنفس اللون وأكمام طويله وشعرها متموّج بالويفي الخفيف ومسك إيدها يجلس وتجلس هي معاه بإستغراب تلاشى كلّه من عرفت إنه يحصنها
-
-
طلّع الكراسي من الشنطة يشوفها تعدل ميكبها داخل السيّارة وأبتسم من طلعت تتوجه له تشوف عدّة القهوة والطاولة الصغيرة قدامه عليها الأغراض ، جلست بهدوء تناظر فيه وضحك يلتفت لها : طيب تدرين ما أعرف للقهوة ليه تناظريني؟ تنتظرين زلتي؟
ضحكت بخفّة توقف بجنب الطاوله وتسوي لها قهوة وهي تسمعه يقول : تدرين مهيب يحاول فيّني أشربها ولكن هيهات ، دكتور أدهم يشرب منبهات !!
هزت راسها بالإيجاب : وش فيها يعني
رفع رجله على الثانية يقول : ما فيها شيء بس ما تروق لي ياخي
وضحكت من قال يحك راسه : حياتي كلها مرارة وأزيدها بقهوه !
ناظرت له تبتسم : والله أدهم منجد كيف تحس الحياة من ناحيتك ؟
ضحك بأستغراب يناظرها : وش ودك تكون الإجابة ؟
رفعت اكتافها بعدم معرفه وهز راسه يبتسم لها : تعرفين اللي يقول عاش حياته سنين عجاف ، لا عمل اللي يحبه ولا حب اللي عمله
وضحكت تكمل عنه من أشر لها : ولما الفرصة جات له ، خاف
هز راسه بضحكه يأشر على نفسه : هذا أنا وهذي حياتي
ميّلت شفايفها لثواني تجلس وهي تشرب شوي من القهوة : الفرصة
قاطعها قبل تكمّل وهو يقول : جايين نتكلم عنك كيف وصلتي لي !
نفت تناظره بغيظ : لا تقاطعني ، تقصد حور ؟
عقد حواجبه بإستغراب وسرعان ما تذكرها يبتسم : حور ، مين حور ؟
ضحكت تهز راسها بسخريّة : مين حور أجل ! نفسها الفرصة اللي خفت منها
وقف يأشر لها على الساعة : قومي أدخلي برجع الأغراض وبرجعك لأبوك ، انا الدكتور إنتي ليه تسحبين الكلام مني
وقفت تضحك وهي تاخذ قهوتها وتناظر الساعة اللي كانت " عشرة ونص " ، جلست في السيارة بسرحان حتى بعد ما ركب أدهم جنبها يناظر سرحانها وتنهد بضيق يشغل السيارة تنتبه له هي ، وجمدت ملامحه يلتفت عليها من نطقت ببرود : بابا متزوج
ناظرها بإستغراب يشوف ملامحها الجاده ونطق يسألها بعدم تصديق : سلطان!
هزت راسها تتنهد بضيق وتنزل الكوب : ما ودي أتكلم عن الموضوع أدهم
هز راسه بالإيجاب يمتثل لأمرها وداخله يضج بالأسئلة والإستغراب ، سلطان أخوه اللي أعرب عن بعده من جميع نساء الأرض بعد زوجته ، يتزوج الحين ! ومين اللي قبلت وليه هو ما عنده علم ، التفت لها من نطقت : الحب للشجعان ، للي يجاهدون ويوقفون بوجه هالحياة
وسكتت ثواني تاخذ نفس ولفت عليه : مو للجبناء اللي يهابون الحب يختارون كل المشاعر إلا الحب ، يختارون الظلم يختارون البعد ويختارون العذاب والأشخاص
وضحكت بغصّة تلتفت للأمام : بس ما يحبون ، يظلمون ويوهمون يتركونك للضياع
وأبتسم هو يضحك بعدها : لا إنت اللي قادر تمشي ولا إنت اللي تقدر توقف
لفت عليه تناظره بهدوء ، وأبتسم هو : مريّنا بهالوضع ويا كثر ما جوني مرضى يشتكون منه ، ولكن الحياة وشهي ؟ الحياة عقيدة وجهاد
ناظرها بهدوء يبتسم لها : عيشي مع ناسك وبين ناسك مو لهم ، مو إنك تربطين عمرك وحياتك بهم لأن حياتك لك أنت وأعتقاداتك لك أنتي وفكرك اللي تفكرينه يخصك لحالك
لف للطريق من تنهدت يسمعها ونطق : عيشي لك ، اللي يبي يحب اللي يبي يبعد أتركيك منه وحتى حق الحزن مالك داعي تعيشينه دامك تمتلكين نفس وحياة وروح تخصك لحالك ، يعني بأختصار ما لأحد قدره في إنه يضيعك مدامك تملكينك بعد الله
وضحك أدهم يشوف إستماعها لكلامه : وبنفس الوقت ما تقدرين تقولين للشخص إنت جبان وإنتي مو بمكانه ، لأن نفس اللي عندك واللي قلته قبل شوي كمان هو عنده ولكن خلينا نختلف بنقطة مين اللي خطى ومين اللي وقف عند الباب
هزت راسها بالإيجاب تناظر المكان قدامها وتشوف انهم وصلوا الفندق ينزل هو معاها من نزلت يتوجهون للداخل يوصلها ويرجع لهم
-
-
فتحت باب السيارة تركب من أرسل لها بأن السيارة قدام باب البيت مباشرة ، وجلست تنتظره من مرت دقيقتين طوّل فيهم وإلتفتت تشوف سيارة مهيب جنبها تميّل شفتها من خروج بنان اللي صادف مجيء وليد المبتسم واللي أصلًا ما كان منتبه لها يتكلم مع يوسف اللي جنبه وبمجرد دخوله للسيارة ساد الصمت ينتظر منها كلام أقلها تتحلطم على تأخيره ، والتفت لها يشوفها مغطيه عيونها يسألها بإستنكار : شفيك ؟
هزت راسها بالنفي يبتعد هو عن البيت ومد إيده ينزل الطرحة ويرفع نقابها إستغرب بأن ملامحها ما كانت تشير للبكي حتى وسكت لان الفندق قريب ويلاحظ إن زعلها توّه بدأ يعني مو من علاقته بجيداء اللي كانت مبسوطه لها كثير و لقيس نفس الشيء وصلوا الفندق ينزلون ويتوجهون للغرفة وبدون ولا حرف منه ولا منها ، فتح الباب يشوف دخولها الغير مبالي به وعقد حواجبه يتقدم لها من شالت عبايتها ترميها على ذراع الكنب حاوط خصرها تحس بضلوع صدره في ظهرها من كثر قربه ، وغمضت عيونها تبعد شعرها خلف إذنها تسمع همسه هو : وش بك ، ولا تقولين مافي
قبّل عنقها بهدوء ينتظر إجابتها وعدل وقوفه يبتعد عنها وهو يمد إيده لأكتافها يلفها له : أسمعك !
ناظرت عيونه اللي أصلا ما شالها من عليها وهي تقول : أنبسطت بخروجها ؟ لهالدرجة مو ماليه عينك أنا ؟ ما قدرت تصرف النظر وتوفر ضحكك عند عمك لوقت ثاني؟ أتفقتوا تطلعون بهالوقت؟
ضحكت تضرب صدره : أتفقتوا اكيد ! وأسأل انا
قيّد ذراعينها من رفعتهم يسألها بإستغراب : وش تقولين أنتي؟ شفت مين وأتفقت مع مين ؟
فكّت إيدها منه ترجع للخلف : لا تجنن مخي وتمثل لي عدم فهمك وليد ، لا تلعبي معاي هالألعاب لأني شفت بعيني هالمرا
عقد حواجبه يناظرها فقط يتذكر شاف مين اليوم بس ما أسعفه مخّه ينطق : أنا ما شفت إلا أخواتي وأمـ
تذكر سيارة مهيب اللي واقف جنبه وركوب بنان يلتفت لها بذهول : قصدك زوجة مهيب ؟!
إبتسمت تمثل البرود وهي ترفع حاجبها : زوجة مهيب ، وحبك القديم ليه مصدوم هالقد !
ضحك بعدم تصديق يحط إيده على راسه يأشر لها : جنيّتي إنتي ولا عقلك صابه شيء؟ حبي القديم وش اللي جابه في زوجة الرجال ، وش تتكلمين عنه يا بنت الناس !!
أشرت على نفسها تعقد حواجبها : وش أتكلم عنه ، مو إنت بنفسك اعترفت؟ مو بنفسك قرّيت بأن ما ضحك نابك إلا لها بليلة
تقدّم لها يقفل فمها بإيه يصرخ بنبره عاليه : خلاص ، خلاص بس وش اللي تتكلمين به ووش اللي تظلمين به حرمة الرجال !!
فكّ إيده عنها يشوفها تبعد شعرها بعنف وضحك بإستهزاء : وانا أقول ضحكها وحماسها لزوجة عمها فيه لبس
أبتعد عنها متوجه للحمام وهو يقول : حلي كل شيء براسك عدل ولا تخلطين الحابل بالنابل مرة ثانية ، وكلٍ راح للي يستاهله تسمعيني؟
غمضت عيونها تبي تستوعب كلامه ونطقه بـ زوجة عمها اللي مبسوطة فيها ، هو يقصد مين؟ ، فتحت جوالها تدق على نهى اللي ردت عليها بنعاس : نهى إنتي متأكده إن اللي ما تتسمى هي اللي كان يشوفها بزواجنا ؟
نهى بعدم وعي : مين ؟
تأففت تعلي صوتها : نهى صحصحي ، اللي قلتي لي ان وليد يناظر فيها مين كانت؟
ضحكت نهى تهمس لها : مدري بشرى قالت لي إنها بنان
عضت شفتها بصدمة تشتم فيها بشرى ونهى وحتى نفسها تقفل جوالها وترميه على الكنب تناظر للمكان بعدم معرفة للي بيصير ووقفت أول ما طلع هو تتجه له : وليد أسمعني
حط إصبعه على شفتها يمنعها من الكلام : ولا أي نفس ، خلينا هاديين كذا ما ودي بالأكثر الآن
هزت راسها بالنفي : وليد الله يخليك والله قالوا لي وما
نهرها وهو يناظر لها بحدّه : كل شيء ينقال لك صدقيه إدخلي بنوايا الناس وعيشي فيها ، عششي بيتك حالك حال أي حقود ومخبب
ناظرته بحده ترفع نظرها له : كلامك هذا بتندم عليه بعدين لا تكمله وتظلمني إنت
ضحك يتخطاها وهو يقول : أظلمك ! ، بوقت الظلم وبوقت خيانتك لي أنا ما تكلمت وتجيني الحين تكلميني بالطريقه ذي
جمد وجهها تناظره ينسدح على السرير ووقفت تتوجه له تسأله : وش قصدك؟
رفع حاجبه يبتسم بضيق : ليه نسيتي إتصالك لولد عمتّك بصباح زواجك ؟ وإنهيارك وحتى تعبك
بردت ملامحها تسمع كلامه وهي تسأل نفسها بكيف وليه ساكت ووش اللي يصير الحين ، لكن تكلم يقطع أسألتها ويجاوب : اللي يجيب لك أخبار ، يشيل من عندك بعد !
أحتقن وجهها بالأحمر تتنفس بتوتر وقلق تتنفس ببطء شديد من وقف يطلع من عندها ، ما يتحمل الجلوس ولو لثانية وحدة  ومسكت جوالها تدق على نهى وماترد ودقت على بشرى كمان ما ترد ، إنهارت كلها ما عاد تحس برجلها تجلس بالأرض تبكي بلا أي صوت ، تبكي وبدموع كانت بيوم ظالمه بدموع نزلت في ظلم أحد ، بدموع بينها وبين قذف المحصّنه شعره وما طال وضعها من وقفت تدخل الحمام تتحمم بالفستان حتى ، ودها تتخلص من شخصها الأول وودها تتجرد من فكرها ودها تغتسل من ذنبها يطول أخذها للدش
-
-
" إحدى الشاليهات "
دخلت قبله من كان هو يكلم بجواله برا ، نزلت عبايتها وراحت تشوف المكان وتتفحصه ، أبتسمت تاخذ نفس عميق وهي تسمع صوت الموّيا بالمسبح والألوان الهادية والمريحة للعين مع برودة الجو في هالوقت المتأخر من الليل ، دخل ينزل الأغراض وهو يدور عليها نزّل عيونه يشوف عبايتها على الكرسي ونادى عليه وهو يتقرب منها لكن روحّه تسابقه ولهفته تسبق كل شيء وما صدّق وصل لها ينشرح صدره ، ويُسَر خاطره بشوفها وما يخف إنبهاره فيها بكل مره يشوفها ووقف خطوته من إنتبهت له تبتسم ، كان وقوفها بوسط هالألوان الدافية وبوسط حنيّة المكان أحلى من جميع لوحاته وأجمل من كل رسمة رُسمت في هالعالم كله ، ثبَت لثواني طويله يخلد هالمشهد في باله ويحفظه بتفاصيله وكان منها فكرّة ثانية من حاوطت عنقه تبتسم بجمال وتعبث بقلبه أكثر يهمس هو : ما يكفيك الحب اللي أحبك اياه ؟
نفت ترفع حاجبها : حبّني أكثر ما أنت خسران ، وأستاهل كل الحب
ضحك يحاوط خصرها ويقربها له : وما غيرك يستاهله
شدها له من إنحنى يقبّلها بنفس شغفه وبنفس لهفته وبنفس شوقه يوميًا ، تزيد بروحه ما تنقص هي ، ويزيد حبها برغم كل شيء يصير بينهم وكل شيء صار ، أبتعد عنها من دق جواله وبعّدت شعرها تسمع كم الشتائم من المتصل نفسه ما كان ردّه إلا إنه يضحك بعالي صوته من تذكر إنهم يبون يسامرون الليل عند البحر وتكلم ياخذ نفس : ليلة الجمعة اليوم أعقل إنت وإياه ، خلها باكر
همس يوسف بحنق : ياخوي إنقلع أهلك بكرة ماشين
هز راسه بالنفي : لا أنا أكلم أبوي عقاب معليك
قفل من يوسف يلاحظ ملامحها المندهشة للآن رغم إنه إبتعد فور سماعه لكلام يوسف ، وضحك بعالي صوته من رفعت حاجبها تستغفر وتقدمته تدخل من صار البرد أكثر ، جلست بالصالة على دخوله هو يشوف جلوسها وميّل شفته يناظرها وعقدت عاجبها تسأله : وش فيك ؟
تنهد يغمض عينه لثواني وتوجه يجلس مقابلها : بالله الحين أنتي مرتاحة بلبسك
هزت راسها بالإيجاب تركي راسها على إيدها تناظره ، ينطق هو : إيه أرتاحي لأنها آخر مره
رفعت حاجبها توقف قدامه : إلا لبسي يا حضرة الملازم
شدها له يجلسها عليه ويثبت إيده على خصرها : لبسك لي
نفت تهز راسها تشوف نظرته اللي إحتدت : عفوًا ؟ وش تعني نظرتك
ناظرها بهدوء يسكت عنها وهو يتأمل عيونها اللي ما زالت بعيونه تناظره بتحدي وسرعان ما نزلت عيونها من حست فيه يقرّبها ، وضحك من صرخت تضرب صدره : غشاش
هز راسه يناظر بجسدها نظره خاطفة وأشر على فمها تناظره هي بعدم فهم : أيش؟
عدل جلسته يمسكها بحذر وهو يقول بالإنجليزية اللي تحبّها ومنه هو كثير تحبها وتهواها : من حسن حظكِ إنني بارع في التقبيل
ضحكت تلمع عيونها بخجل من دخل إيده بشعرها يقيّد كل تحركاتها ويثبتها له ، بس له ووقف بعد ثواني طويله ما يكتفي منها ولا من قربها لذلك وقف وهي بحضنه يقربها من نبضها اللي تحسّه ومنه هو كلّه يهمس لها بتملّك تحبه : كلك لي مو بس لبسك
-
-
" ظهر الجمعة - بيت زايد "
في مجلس الرجال كان الجميع متواجد وحتى سلطان اللي حلفوا عليه ما يمشي إلا بعد الغداء عندهم ، جلس مهيب بجنب عقاب بعد ما صب له القهوة ياخذها منه والتفت له عقاب يربّت على ركبته : مرتاح يابوك ؟
أبتسم يهز راسه بالإيجاب : الله الله ، ومن يناظر وجهك ويجلس بيمينك وش له غير الراحة ؟ ياجعلها لي ولك بالدارين
هز راسه عقاب يبتسم ، وأردف مهيب : أبوي ، دامكم مبسوطين هنا ليه ما تقعدون لبكرة
التفت عقاب لقيس ورجّع نظره لمهيب : ماهي بحلوة قاعدين ببيت الرجال ومضيقين عليه يابوك ، خلنا نسري ولا جت لنا فرصة ثانية زرناهم
ضحك يحب راس جده وهو يقول : انا بستأجر لك وعلى ما تشتهي بس إقعد ذي الليلة بس
هز راسه بالإيجاب ووقف مهيب ياخذ جواله يوقف معه أزهر اللي مشى خلفه ، التفت له مهيب يناظره بإستفهام : علامك ؟
تنهد يركي بجسمه على الجدار : عطني دخان
ضحك بذهول يناظره لثواني وهز راسه من صد أزهر : أركب أركب علومك واجدة

ابدتِ بأطراف البنان مهابتي Where stories live. Discover now