البارت السابع والثمانين

82 5 0
                                    

ما هدأ له بال من خروج سلطان العجِل عنه لما سمع صراخ إيريم ولا ركد ثانية ينتظر خبر يريح له باله مرت نص ساعة وهو على أعصابه مرة يمشي ومرة يجلس وبأخرها وقف يفز كله من إنفك الباب يلتفت بملامح مليانه هلع وخوف : تكفى طمنّ
إنبترت حروفه من نزّل أزهر الكمام يبتسم : خيّبت ظنك؟
تنهد بعمق يمسح على جبينه وتقدّم يسلم عليه يضّم أزهر راس مهيب لحضنه : سهالات إن شاء الله ياخوك ، جيت من سلطان الطبيب يقول أعراض نفسية
إبتعد عن أزهر وهو يهز راسه بالنفي : أبروح لها أزهر
أشار له بالإيجاب يربت على كتفه : بتروح لها بس إنتظر دقايق ، نايف بيداهم
عقد حاجبه يناظر في أزهر : ليه تقولها بهالبرود !
رفع كتفه يضحك : لأنهم ما راح يوصلون ، الإنتربول منتشرين برا وعشان ما يسوي أي حملة ثانيّة حنا مستمرين بهالتمثيلية مع الأسف
ميّل شفته لثواني وزفر بضيق يضرب الطاولة قدامه ، رفع أزهر أصبعه لأذنه يضحك من وصلهم دوي صوت صفارات الإنذار : على السمّع يا ملازم ؟ روح لحرمك يلا
فتح الباب يشوف عدم وجود أحد بالصالة وركض للدرج تصير الخطوة ثلاث خطوات ، وصل أخيرًا يشوف نورسين طالعه من عندها يهمس بخفوت : كيفها ؟
رفعت راسها تتنهد وأبتسمت بعدها تتجه له : إنت دواها مهيب ، إنت لحالك
هز راسه بالإيجاب يناظر بباب الغرفة بهدوء ، تقدم يفتحه وهو يشوفها معطيته ظهرها ومتغطيه باللحاف ما يعرف نومها من صحوتها لكن يشوف إن المويّا اللي جنبها تتحرك للآن هذا يعني إنها صاحيه ، قفّل الباب وتقدم لها يجلس على السرير بحيث يصير خلف ظهرها وتنهد يمّد إيده للحاف يرفّعه يغطي كتفها وهو يشوف إرتعاشة أكتافها أول ما لامست إيده كتفها العاري ، بلع ريقّه من عرف بصحوتها وهو كان متأكد إنها صاحية لكن جاه غير وهو يشوفها تلتفت له بخوف من كان بيوقف وهمست بصوت مرتجف : لا تروح
هز راسه بالإيجاب يبدل مكانه ويجلس جنبها توسّع له مكان هي وعبست ملامحها من دخلها بحضنه يضمّها يترك إيده تحاوط صدرها وإيدها ، تحس فيه يشّد عليها ويقبّل راسها بتكرار يلاحظ فيه إرتعاش جسمها بكل مرّة يهمس بـ"آسف" وما تحمل من نزّلت راسها يدري إنها تبكي ، نادها بهدوء ما يسمع لها جواب ولفها له بحنيّة وهو يحاوط أكتافها يبقى وجهها بحضنه على يمين صدرّه يهمس لها : بسم الله عليك يا أمي
شدّت على إيده اللي تركها بإيدها من سمعّت نطقَه بأمي ، متعودّه يقول لها أبوي وتروق لها وتهواها منّه وما كانت تظّن إن داخلها يختلّج بهالشكل وينتفض قلبها من نطقّه بالكلمة بهالحنيّة وهالحب وهمست له بشكل يتركه يموت ، يتركه يولع بسلطان وأفكار سلطان وقصر سلطان كلّه باللي فيه بهمسها : خايفه مهيب !
هز راسه بالنفي يقبّل جبينها لعدّة مرات ويبتسم : تخافين من وشو يا بعد الدنيا إنتي ؟
ما ردّت تناظر فيه فقط وتشوفه يناظر بعيونها بنفس الخوف لكن يقدر يزرع الإبتسامة بوسط خوفه ويقدر يلهي هالخوف ويتركه بمكان ما ويطلع لها بشعور مختلف ، قال لها بوفّاة حامد إنه ما عاد يخاف وإنه الناجي الوحيد و ما عمره سرّته هالنجاة ، وتشوف هي الخوف اللي زاره بليلة وفاة أبوه تشوف حتى فزّاته بنومه ونطقّه لأبوي بكل مره يغفى فيها ، هو لأنه تعود الخوف يظن إنه ما يحسه والحقيّقة إنه يحس الخوف ويتمكّنه الخوف بكل مره ولا تعد ولا تحصى عدد مرات خوفه ولو أنكره بأنه مهيب والآن صار عنده اللي يخاف عليه من الدنيا كلها ومن نفسّه حتى وتشوف هي هالشيء بعيونه اللي تحوفها حوف الحين بنظراته وتدري إن ودّه الآن يدخلها بين جفنّه وعينه يحميها ويداريها بالقرب اللي يبغاه ، لفت نظرها عنّه وإنحنى يقبّل راسها وهو يهمس لها : أنا هنا معاك يا أبوي ، دايم معاك
-
صرخ سلطان يضرب على الطاولة يلتفت للباقين : صغيّر السن يلعب فيني !
هز راسه أزهر بالنفي ينطق : طال عمرك ، صارت رجعتكم للسعودية واجبه
دخلت نورسين تقفل الباب وراها وناظرها سلطان تهمس هي بالإيجاب : دخل المطار
دق بقبضته الطاولة قدامه : كنت عارف إنه إلهاء ، يسخف بي ولد اليوم
ركض ملهم بالجوال لسلطان : طال عمرك ، السفارة
مسح على شنبّه بضيق ياخذ الجوال من إيد ملهم : طويل العمر
هز راسه يأشر لملهم يشبك الكاميرات المربوطة بالمطار على البروجكتر عندهم : إيه نعم وصل أزهر ، شريكته بالعمل هي اللي بلغتنا عن إنه بيهجم ولكنّه خصم ما يُستخف به أرسل رجاله يلهينا وهو نزل على المطار وحتى قد هو في الرياض الآن !
هز راسه يناظر عساكره اللي قدامه : سم .. أبشر طال عمرك
نزل الجوال يطقطق بأطراف اصابعه على الطاولة : راجعين على السعودية
-
-
" أبها "
مرت اسبوعين على الأحداث ، أسبوعين رجعوا فيها الجميع يمارسون حياتهم الطبيعية في الرياض ومن له حياة في أبها يعيشها الآن ، تمت خطبة قيس لجيداء اللي كانت طول وقتها تفكر بكلامهم وبأن قيس العوض ، أسبوعين كان فيها إندفاع وليد لوّد يزيد بالرغم من إحتياطها إلا إنه تمكّن بالدخول لحصونها ، وأيقض تناقضها وإستوعبت من يكون هو وأيش اللي له واللي عليه ، وبنص الأسبوعين زاروا فيها مهيب وبنان أبها يجلسون وفي وسط آل بشار هي موجودة وبحضنه هو هي موجودة ، بآلامهم وبمشاعرهم وحتى بشغلهم اللي أعترض عليه مرات كثيره ويكلم فيها سلطان ولكن الرفض منها ، دخل الغرفة يبتسم وهو يسمع صوت قيس خلفه : والله لآخذها طرق عنك وعن عمك
لفّت له بنان تعقد حواجبها بإبتسامه تشوفه يقفل الباب : وش صار؟
رفع حاجبه يبتسم : قلت له خذ رضاي ولا ماني شاهد على زواجك
ومشى يتقدم لها يفتح إيده تحتضن هي إيده الممدودة وتدخل لحضنه ، وضحكت تبعد من نزل راسه يقبّل عنقها : بنتأخر !
هز راسه بالنفي يناظرها : عادي ما يخصنا
ضحكت بذهول وهو اللي قال لها يجلسون هنا عشان يكون هو مع قيس لأنه وقت الخطبة كان ببيت عمّه بالشرقية ، ورفعت حاجبها من ميّل راسه بضيق يناظرها : لا ما راح تستعطفني
ضحك يجلس على السرير وهو يشوف ملابسها ، وناظرها عاقد حواجبه : بتلبسين ذا ؟
هزت راسها بالإيجاب وهي تعرف برفضه من الأول ، وكتّفت إيدها تبتسم له من ناظرها بصمت يعض على شفته ينطق بعدها : ما تحسين ودك تبدلينه؟
نفت تجلس على الكرسي تراقبه من المرايا وهي كاتمة ضحكتها على ملامح وجهه وهو يشوف فستانها السكري عاري الأكتاف إلا من خيط بالكاد يُرى وطوله اللي يوصل لنص الفخذ الأيمن وينزل طوله من ناحية الفخذ الأيسر ، همس يمسح على شنبه : اعوذ بالله من قهر الرجال
ضحكت بذهول تسمع همسه : خير مهيب !
ناظرها يرمش بهدوء : ذا لبس أجل ؟
هزت راسها بالإيجاب تقفل الحلق وقام هو يدخل الحمام وعقدت حواجبها تدور جوالها اللي يدق ، وتوجهت له تشوفه على السرير وأبتسمت ترد : هلا بعمري
ضحكت ودق تعدل حجابها اللي عليها : هلا بروح الروح ، كيفك وكيف الحبيب ؟
أبتسمت تناظر إنعكاسه بالمرايا : كويسين إحنا ، مداومة؟
كشرت تعبس ملامحها : مداومة يا بنّو وميتة تعب وأفكر اكنسل رحلتي وأعتذر لجيداء
قاطعتها بنان : لا ودق تكفين ، شوفي نفسك لبكرا
ضحكت بذهول : ما توقعت تحبيني لذي الدرجة
رفعت حاجبها تضحك : دايم أحب
عضّت شفتها من حاوطها يقبّل عنقها ويبتر كلمتها ، ومن حسن حظها إن ودق صار عندها أصوات وإزعاج : يا عيوني بنو ، بكلمك أعلمك بعدين لازم أروح الحين
هزت راسها بالإيجاب تودعها وتناظره هو بحنق من شافت اللي سوّاه بنحرها وأبتعد يضحك وهو ياخذ جواله : خلك جاهزة بروح وأرجع
-
-
"المستشفى"
راحت للطوارئ من سمعت صوت الجهاز والضجّة اللي صارت فجأه وشدّت على الكمام تعدله من كانوا جميعهم يلبسون ، وتقدمت تشوف السرير الأخير ما حوله ممرضين ولا أطباء ولكن في مريض متمدد وفتحت الستارة تشوف كتفه المصاب بلعت ريقها تشوف المكان وغمضت عيونها تتدارك نفسها وهي تدعي بأنها ما تغلط ولا يزيد إرتباكها ، مسكت المقص وبدت تقص التيشيرت من أشر لها المريض بالسماح وأنهت القص تنزل المقص بإرتجاف ، يهمس لها : ليه خايفه؟
رفعت نظرها له من نبرته الهادية والغير مبالية وهزت راسها بالنفي ، وأبتسم يمد إيده الثانيه ياخذ القطن والمعقم : خدش بس
بلعت ريقها تشوفه يعقم الجرح ويناظر فيها بإبتسامة : تخافين الدم ؟
نفت من أشر لها بالأبره : بخدرك و بخيطه لك لحظة
هز راسه بالنفي يضحك فقط وهو يمد ذراعه الثاني ياخذ منها الإبرة ، وسكتت بذهول تشوفه يخيط الجرح بوجه جامد تسأله هي : كيف !
رفع راسه من خلص يناظرها بإبتسامة يغمز لها : ما تموّت
إلتفتت على صوت أزهر اللي يناديها ولفت تهمس للمريض : برجع لك مع الأدوية
هز راسه بالإيجاب وطلعت هي لأزهر اللي يمشي إتجاهها وميّل شفته لثواني يناظر بالحجاب بإعجاب يخفي إبتسامة إنتصار وراها وتنحنح يتفحصها : شفيه وجهك كذا شاحب
هزت راسها بالنفي : مافيني شيء ليه تنادي يا دكتور
رفع حاجبه يدري بزعلها ولكن ما يقدر ، ونفى يشوفها تبتعد عنه وتنهد يكمل مشيه لباقي المرضى وهو لما ناداها ما كان يبغى شيء بس لأنه مشتاق لها نادى عليها ، إبتعدت عنه تتوجه للصيدلية كانت آخر مكالمة بينه وبينها من وقت ما راح للندن يعني قبل أسبوعين وتشوفه يداوم يوميًا ويمر قدامها لكن بدون أدنى كلمة وما حاولت لأن بمجرد إكتشافها بإنه يداوم مع أبوها هي عرفت بأنه يوم معاها وعشرة مشغول ، أخذت الأدوية تتوجه للمريض وعقدت حاجبها من كان مو موجود ولفت تناظر المكان حولها وتنهدت تهمس بغرابة : أشك فيك والله !
مشت للمصعد من ناظرت الساعة تشوف إنتهاء دوامها ، ورفعت راسها تدخل المصعد لكن سرعان ما صدت من كان هو موجود وتحمد ربها إن جوالها دق بهاللحظة ينقذها من أي حوار معاه وأبتسمت ترد بسخريّة : الفريق يدق علي ! متى تصير ذي
ضحك سلطان يلتمس زعلها وهو يقول بهدوء : طيب ما تجين نتكلم بدل النغزات هذي ؟
هزت راسها بالإيجاب : بابا أنا بالمصعد ما في شبكة
قفلت من سلطان تدخل إيدها بجيب السكراب وإيدها الثانية فيها الجوال وضحكت بخفه تشوف أدهم مصور لها جدها وجدتها وكاتب تحتها " تعالي يسألون عنك ، يقولون بأي صف صرتي " لانها من سنة تقريبًا ما راحت لهم وتدري بمود أدهم الفكاهي عندهم يرمز لوجود مشكلة بين جدها وجدتها اللي ما تحب الهدوء والحياة الهادية ، إنتبهت لصمته ولأنه موجود بس مو موجود ولفّت عليه تلتقي عيونها بعيونه اللي تحمل كل المشاعر بدون أي إستثناء ظلوا على هالحال ثواني طويلة يفهم هو زعلها الكامل وإنتظارها وشوقها وتفهم هي إنه وده ويبي لكن يبني حواجز ويبني أعمده وهزت راسها تصرف نظرها عنه من إنفتح باب المصعد ، وتنهد يغمض عيونه بضيق يتوجه لمكتبه يردد : ما تستاهلين اللي بيجيك ، ما تستاهلينه
للحين يذكر لهفة مهيب وقت دخل عليه وللحين يذكر كلام الدكتور عن بنان بإن الخوف اللي هو سبب تعبها واللي صار فيها ويذكر معاناة مهيب بالأسبوع الأول له بالرياض وكيف إنه حتى الخروج ما كان يقدر يخرج من البيت بسبب خوفها عليه ، وهو ما ودّه وما يحس إنه يبي ودق تعيش هالشيء فيه وهو للحين يذكر كلمتها بأنها " عندها خبره بهالمواضيع " ، ولا يبي يخليها لانه ما يقدر أصلا
-
"الرياض - غرفة وليد "
طلعت من الحمام تشوفه نايم ومتعمق بنومه بعد ، هالأسبوع أبتدأ دوام بعد إجازة طويلة وضحكت تشوفه بملابس الدوام لأنها دخلت تتحمم وهو كان قريب وتقريبًا كمّلت الساعة بالحمام وتتوقع إنه طفش إنتظارها ونام ، جلست على الكرسي تناظر نفسها بالمرايا والراحة اللي هي فيها لكن ما نست ولا راح تنسى اللي صار بأول ليلة لهم سوا ، ولا ناقشته أبدًا ولا هو حتى قرر يتكلم عن الموضوع ووقفت تتوجه لغرفة الملابس ، مرت دقايق وطلعت بعدها لابسه بنطلون فضفاض باللون الأبيض وقميص بنفس اللون وإتجهت له تصحيّه بهمس : وليد ، وليد اصحى تحمم وصلي !
ما رد عليها وتأففت تبتعد من دق الباب تتوجه تفتحه ، وأبتسمت من شافت هدى على الباب : هلا والله خالتي
ابتسمت لها بدون نفس تحسّه ود من مالت عيون هدى للداخل : وين ولدي ؟
عقدت حواجبها تضحك بخفّة : نايـ
داهمها صوت وليد اللي قال : سمّي يمه
وجهت نظرها لوّد اللي واقفة على الباب تنتظرها تبعد ولكن كان لود رأي آخر من نطقت تلتفت بنفس مكانها : حبيبي ... صحيت ؟
هز راسه بالإيجاب يتقدم لها يقبّل راسها ، وتوجه بعدها لهدى يحب راسها وإيدها تتنهد هدى من إبتعدت ود : أكلت حبيبي؟
هز راسه يمشي معاها لكنب الصالة يجلسها ويجلس جنبها : وشلونك يمه ، كيف حالك
رفعت إيدها لراسه تمسح على حاجبه : الحمدلله طيبين ، شدعوه عليك داومت ولا مريت على أمك تصبح علي
أبتسم يحب راسها بهدوء : طالع من البيت بدري يمه ، دوامي بعيد وما حبيّت اصحيك وسلمت على جدّه وأبوي سعيد شفتهم بالمطبخ يتقهوون
هرت راسها هدى تناظر خروج ودّ اللي دخلت تحط روج وبلاشر خفيف وطلعت بإيدها كيس صغير : وليد في أحد من العيال؟
هز راسه بالنفي يناظرها وخذت جلالها بإيدها تأشر له : بودي هذا لفدوى
وقفت هدى تاخذ الكيس منها وهي تقول : فدوى ما تحب أحد يدخل غرفتها ، انا باخذه لها
أبتسمت ود بضحكه تهز راسها : طيب خالتي سلمي لي عليها
طلعت هدى تقفل الباب والتفتت له ود تبتسم : يعني ما صحيت إلا لما سمعت صوت خالتي ؟
قرّب يحاوط خصرها وهو يقبّل عنقها : لأنه لو مو خالتك كنا نايمين
ضحكت تحاوط رقبته يتطمّع هو بشفايفها اللي تزيّنت بالأحمر المخملي واللي تجذبه بشكل ما يُتصور من جمالها وجاذبيتها ، شد عليها يسمع طرق الباب وحاولت تبعد لكنّه رفض يشد أكثر وسرعان ما أبتعد من عضت شفته يشوفها تضحك وتعدّل نفسها بالممر ، سمع صوت فدوى اللي تهمس : تكفين خلينا نروح اليوم نبي نسوي أحلى بارتي فيك يالشرقية
ميّلت راسها على الباب : وليد يداوم ومدري صعبة أروح بلاه
دخلت تدخل معاها فدوى من صرخت جنى : يوسف جاء
وأبتسمت فدوى تسلم على وليد اللي قبّل خدها يجلس بجنبها وهو يشوف إبتسامة ود ، وضحك يشوف نظراتها المنتصرة يلف على فدوى : تبون تروحون اليوم؟
هزت راسها فدوى تميّل شفايفها لثواني ونطقت ودّ : وانا معاهم طبعا
أبتسم يلف عليها رافع حاجبه : أجل صعبه تروحين بلاي
ضحكت فدوى من نظرات ودّ المصطنعة للحب ، ولف هو لفدوى يقول لها : روحوا وبكرة نلحقكم أحتفلوا متأخرين ليه لا ؟
هزت راسها بالنفي تناظر ودّ : كلهم بيكونون موجودين إلا ود ، يوم الجمعة أهلك بيمشون مو؟
رفعت أكتافها بعد معرفة لأنها ما سألت وميل هو راسه يناظر فيها لثواني توقف فيها فدوى وهي تقول : ردوا عليّ عشان أنسق مع الكل
هزت راسها ود تبتسم لفدوى اللي طلعت ولفت له تشوفه يناظرها : تفضل ؟
مد إيده يناديها لها ، ومسكّت بإيده توقف يجلسها هو بحضنه : ودك بالروّحة ؟
نفت تشتت نظرها تراقب أظافرها اللي على صدره وجمدت ملامحه يتنهد بعدها : شيء صار وإنتهى ود ! ليه للحين تنكدين على نفسك فيه ؟
صدّت عنه ودها توقف لكن شدها له يثبتها : متى تصدقين إنه إنتهى وإن ما بحياتي وقلبي غيرك ؟
أبتسمت ترفع إيدها لخدّه : مصدقتك ، بس ما أقدر انسى
وقفت تبتعد عنه وظل هو مكانه يحاول يكتشف ما بقى من شعور إتجاه جيداء ولكن ما كان يحس ، ولا كان يشعر إلا إنها شيء قديم حتى إنه ما يعني له الآن وما صدّق هالشعور من كانت ود تتجاهله وهو يتقدم لها بكل ما فيه ، ما صدّقه لدرجة إنه قبلّها وهو يشعر بشعور مفرح وشعور لا يمكن إنه ما يحسّه ومن يومها وهو ما عاد يرجف قلبه لأسمها ولا عاد ترتفع عينه لظلها وما صار بقلبه إلا ودّ ، ويا كبر ودّه بها ولها ..
-
-

" بيت سلطان - أبها "
دخلت البيت تشوف إن الجميع بإنتظارها وإستغربت أصلا وجود أخوانها كلهم وأبوها اللي جالس بوسطهم كالعادة لكن عقدت حواجبها لوجود حرمة بجنب أبوها ، ومو أي حرمة واضح إنها بالعشرين من عمرها وما طوّلت بالتفكير من أرتفع صوت سلطان يرحب فيها : يالله إنك تحييها
هزت راسها تبتسم له بخفوت من فهمت الموضوع : اهلين سلطان !
ضحك يوقف لها من وقفت قدامه : يا عيون سلطان ، كيف إنتي يا أبوي؟
أبتعدت من حضنه تهمس بالحمد ، ومدت إيدها تصافح نورسين اللي إبتسمت فقط وهي تشوف ودق تسلم على أخوانها وتجلس بتعب تلاحظه من عبايتها اللي للحين عليها ومن الطرحه اللي على أكتافها بإهمال ، وتنحنح سلطان يأشر على نورسين وهو يناظر لودق : زوجتي وأم عيالي إن شاء الله ، نور
أبتسمت ودق بخفه وتعب : مبروك
وقفت تناظر وجيه أخوانها كلهم كانوا بنفس الهدوء ولا كان يختلف واحد عن الثاني ، تعودوا غيابه وكبروا بدونه وعشان كذا ما كانوا يقدرون يعبرون بالكثير ولا يعرفون وش اللي يقولونه إلا إنهم يمنحونه حريّة فعله ، أستأذنت تطلع لغرفتها ودخلت تجلس على السرير كانت تحاول بشتى الطرق إنها ما تنهار ولا تزعل لكن توجعّها الطريقة اللي يستخدمونها ويوجعها إنهم ما يشوفونها ولا يحسون بوجودها ، ولا بالألم اللي يسببونه لها ويمكن لو مو فعلة سلطان الأخيرة كانت بتتحمل تناقض أزهر لكن إن أبوها يستبدل وحدة ثانية بأمها وإنها حامل منه بطفلها هي تنوجع ، يوجعها إن هالطفل بيعيش بكنف سلطان وبيحظى على حب سلطان عكس عمر أخوها واللي ما تهنى بحضن الأم واللي عاش وتربى على إيد المربيات والعاملات وسلطان ما يبالي ، تذكر الليالي اللي عاشوها هي وعمر بالبيت لحالهم وتذكر الليالي اللي مرضوا فيهم ولا كان سلطان معاهم وتذكر دراستهم اللي تجاوزوا فيها وتعدوا وتذكر إنجازاتهم اللي ما كان فيه أحد يشاركهم إياها وتذكر أشياء كثيره ما كان سلطان معاهم رغم إنه على قيد الحياة ، هي لقت في أزهر سؤال سلطان وحنيّة سلطان لقت فيه خوف مفروض يكون من سلطان وتأثرها بإبتعاده الآن وإنكاره لمشاعره أثر عليها لدرجة إنها الان تبرد من جفاه هو ، وتحترق ودها بدفاه ورغم إنها تشوف بعيونه المنفى إلا إن مواعيده مهجوره ، وليل شتاهم قاسي ومر وطويل !
-
-

ابدتِ بأطراف البنان مهابتي Where stories live. Discover now