البارت السادس والثمانين

129 4 2
                                    


"بيت عقاب قبل الفجر "
صحت عذيّة بضيق يتملّك كل حواسها ، كانت تحس في شيء يضغط ضلوعها بقلبها ويمنع تنفسها عشان كذا كانت تحاول تلتقط النّفس حاولت مرة وأثنين وثلاثة ، ما كانت تقدّر وحس عقّاب بالحركة جنبه يلتفت لها بخوف وهو يشوفها مادّة إيدها له تحاول توصل له وما طال الوضع من طلع ينادي لأزهر اللي من حسن حظهم إنه نايم هنا ، وطلع يركض من نداء جدّه المتواصل وهو يشوف قيس يركض لغرفة جدّه وهمس : يارب لا تفجعنا
دخل يشوف قيس اللي جالس بوسط السرير وهو محتضن إيد أمه ، اسرع بوجهته لجدته وهو يمسح على راسها يقول : أمي ! شدّي بالنفس حبيبتي ، بقد ما تقدرين طلعي النفس
هزّت راسها بالنفي تنزل دموعها وهمس أزهر يبتسم : غمضي عيونك يمّه ، غمضّي وتنفسي هذي إيدي بيدك تحسينها وكل ما ضغطتي أكثر بترتاحين
هز راسه من غمّضت وهو يقول : إي يمّه كذا ، بسيطة يا عيني بسيطة بسم الله عليك
ضحك قيس من فتّحت عينها تتنفس براحة وهي تهمس بتعب : دقوا على ولد نسمة
تلاشت ضحكة قيس يبدلها بإبتسامة خافته وهو يناظر أزهر اللي أبتسم يقول : حاضر يا مال الجنة ، حاضر يا حبيبتي
إلتفت لقيس اللي جواله بإيده وهو يشوفه يدّق على مهيب : ما يرد يمه الظاهر نيام هالوقت
هزت راسها بالنفي تهمس لهم : به شيء أخوك يا أزهر
تقدّم يحب راسها وهو يحتضن وجهها : ي أمي يا حبيبتي ما به شيء مهيب قبل كم ساعة يكلمني ومبسوط يمّه وكلم عمامي وجدي ، هذا هو عندك اسأليه
التفتت لعقاب قدّامها تشوفه يهز راسه بسكون : الولد طيّب يا عذية وأموره طيبة ، سمي بالله وقومي صلي لك ركعتين تتخففين بهم يا أم عبدالله
التفت لأزهر وقيس يكلمهم : صحّوا الباقين وتقدموني للمسجد وإن تأخرت أذن
فز قيس يتقدم : بك شيء أبوي؟
هز راسه بالنفي يربّت على إيد قيس اللي تجوّدت بإيده : لا يابوك ، بشوف أمك وألحقكم على الصلاة
طلعوا بعد ما تطمنوا بخروج عذيّة اللي فرش لها قيس السجادة يساعدها أزهر بتقدمها لمكان السجّادة وجلس عقاب على السرير يشوف خروجهم اللي لو ودّهم ما طلعوا ، خوف قيس الواضح وربكته على وضع أمه كانت ملامحه تشرحها ، أخذ نفس بعمق وهو ذاته خايف من إحساسها هذا واللي بنفس وفاة بنته وحبيبته وأول عناقيد الفرح وأكبر مؤنساته وحفيدته المحببة وأصغرهم قلبًا وشعور ولكنها تاخذ حيّز كبير بقلبه هو ،يذكر إن بنفس الوضع صارت عذيّة اللي ما هدت ولا ارتاح لها بال بطول ذاك اليوم إلين وصلهم خبر وفاتها واللي تناقلوه بصدمة كونها كانت بينهم وعندهم قبل ساعات من لحظة وصول الخبر ، ويذكر حال البيت كيف كان منهار وكيف إن حتى رجال البيت كلهم كانوا يجهشون بالبكي من وقت تلقي الخبر إلى وقت دفنها ، ويذكر أيام بعد العزاء من كانوا يصبرون أنفسهم قدام الناس ولا صاروا لحالهم ما عاد يبقى شيء من صبرهم و يذكر حتى تظاهرهم بالتناسي قدامه ولمن يصد يشدون على محاجرهم ويحجبون الدمع ، ما نسى قلبه ولا برد عاش بحزنّه من يومها إلى الآن ، عاش بمأساته ولا هو جزع من حكم ربّه إنما شيء لا يمكنه أن يشابه شعور الإنسان الطبيعي ودائم ما يظهر عقاب بحكمته وهيبته ووقاره قدام جموع المصلين وجموع الرجال ، ولا يعلم مافي سرته وما يخفى في هذا الصبور والحليم إلا الله سبحانه وتعالى
-
دخلوا المسجد قيس وبدر ولحقهم بسّام وأزهر خلفه يمشي بهدوء ، ورفع جواله يشوف الساعة وهو قلق جدًا على اللي راود جدّته وهو عارف إن مهيب عنده مهمة اليوم ويدري بإن سلطان يحوم حوالين الريّس اللي متعارف على جماعته في جهاز الاستخبارات بإنهم ما يبالون بشيء وإنهم في كل عمل منافي للأخلاق والدين هم فيه ، رفع جواله يرسل للعميد بقلق "صباح الخير طال عمرك أعذرني اكلمك الحين ، بس طمّني وش صار على جماعة الفريق وصلوا للهدف؟" وما طال إنتظاره من رد العميد بنفس الوقت يقول " حياك الله أزهر ، لا والله ما عندنا أي معلومة للحين " مسح على وجهه يستغفر ويحوقل وهو يتوجه للمسجد يتبع اعمامه بقلب مثقل بالخوف وما إن أبتدأ بدر يرفع الأذان إلا وقف هو يتوضى للمرة الثانيه علّه يبعد عنه الشكوك والخوف ودخل المسجد من أنهى وضوئه وهو يكبّر ويصلي ركعتين جلس بعدها وهو يقرأ إلى وقت وصول جده
-
-
" باريس - الليل"
طوّل طريقهم للمنطقة اللي قاصدها وليد ما كان بينهم كثير الكلام بس كانت كثير النظرات منّه لها وكثير الأهتمام من نزل السوبرماركت يزيد يشتري لها فراولة ومن الكوب الحراري العازل اللي عبّاه مويّا ساخنه وأوراق الشاي ، كانت تغفى مرات كثيرة من تعبها وكان يمّتع نظره بكل المرات اللي غفت فيهم ويتأمل بكل شيء فيها يتأمل ، وصلوا أخيرًا يوقف السيارة وأبتسمت تفتح عينها تشوفه يمّد إيده للأمام وهو شابكهم وهمست بهدوء : الحمدلله على السلامة
لف لها يبتسم وهو يقول : صحيتي ! ناوي أشيلك عاد
بعّدت اللحاف عنها وهي تفتح الباب : ما تقصر شيل الأغراض
ضحك بخفة من قفلت الباب بسرعة وهو يشوف وقفّت خطاها من داست على العشب وهي تناظر البيت الريفي الصغير والحديقة الكبيرة جنبه والمليانة زهر قوّست شفايفها تناظر له : إي متعمد تجيبني بالليل عشان ما أستمتع
ميّل شفايفه لثواني وهو يتنحنح : بس هذا بيتنا
لفّت تشوف البيت اللي يأشر عليه وضحك هو يشوفها تغطي عيونها وتمشي من جنبه وهي تردد : الله يفشلك
سكت ينبّهها بإبتسامة : ترا خلف البيت نهر لا تطيحين
صرخت بأكرهك يزيد هو بضحكه ، ودخل خلفها يترك الأغراض وهو يشوفها تبتسم لأبسط الأشياء الموجودة وأبتسم من سمع النداء بإسمه وهو يطلع ويسكر الباب واستبشرت ملامحه يناظر في الرجل المسن وزوجته اللي جنبه وتقدم يحتضن الرجل وهو يتكلم معاه بأريحية ويعلمهم عن وجود ودّ بالداخل ولكنّهم فضلوا الزيارة بوقت آخر ، دخل هو يشوفها جالسه على الكرسي بالشرفة الخارجية وسواد شعرها اللي إنتثر يسدّل ستاره على متونّها من فكّت التوربان وقميصها الأبيض عاري الأكتاف واللي الحين شافه من نزعت جاكيتها الطويّل ويحمد ربّه إنه ما شاف ، ميّلت راسها يميّل شعرّها كلّه يتبعها بسمّع وطاعة ، ومو بس شعرها حتى قلّبه يحس إنه يميل مع ميلتها هذي وتنحنح يتدارك عمره تلتفت له هي بعيون تملاها الفرحة والإعجاب : عجيب المكان وليد !
هي لفّت له تبتسم بإبتسامه مستحيلة ويعرف هو بقدّر إستحالتها ما راح يقدر يقرّب منها ، ووقفت تتضح معالم جسدها وقصّر قميصها اللي يوصل لمنتصف بطنها ، وبلع ريقه يشتت نظره من ختّمت نهايته وبعدت شعرها لخلف إذنها تناديه ، شكًا بإنه ما سمعها هي رجعت تناديّه للمرة الثانية تبتسم له بعبّط وتنطق : يا حبيبي ضعت بالماء والخضرة والوجه الحسن؟
هز راسه بالإيجاب تنتبه هي لإختلاف وضعه ورفعت حاجبها تلف عنه بنيّة الإبتعاد ولكن كان منّه الرفض من مد إيده لإيدها تلتفت له بإستغراب وما تحمّل هو يشدّها له تلتصق بصدره يغنّي ليله ويعبّر عن سلّكه لهالطريق ولو كانه وعّر هو بيرضى إلى أن تُعبّد الطرق ، كان يحس بصدمتها من مسكّة إيدها اللي ما تغيّرت من أول تقبيله وأبعد مسافة لا تُقاس ولا تُرى يسترّد فيها نبضه _إن قدر_ ويحفظ باقي الودّ وهمّس يعتذر بعدم إدراك : آسف
أبتسم يحتقن قلبه ويمتلئ جسمه بالـ"دوبامين" من رجّعت تقبّله هي تتناسى اللي حصل واللي صار ، تقبلّه بفرصة جديدة وبدايّة جديدة وبمكان جديّد بوسط الريّف ووسط الخضار بينهم إضاءة صفراء الخافته وصوت خرير الماء وسط شغف جديد ، رفع إيده لخصرها وهو ينزّل راسه بين عنقها وشعرها يهمس لها بنفس طلبه في ليلة زواجهم : خليّني أرد صوابي هنا
-
-
طلع من البيت يدق عليها وهو يدري بإنها بنفس الشفت معاه ، طال ردها وناظر جواله يشوف إتصال العميد وردت هي يقاطعها: أعطيني دقيقة خليك
علّق مكالمتها يرد على العميّد بقلق واضح في نبرته من نطق : سم طال عمرك
هز راسه بالإيجاب يسمع المكالمه إلى أن قفل العميد ، رجع يفك التعليق عن مكالمتها يسمعها تكلم البنت اللي عندها : وش دكتور جمال ؟ من ذا اصلًا ؟
ضحكت البنت تتنحنح من مر الدكتور المزعوم وهي تهمس لودّق : هذا هو شوفيه !
لفّت نظرها بطفش وأبتسمت تناظر للبنت : الحين هذا اللي ما خليتي شيء ما قلتيه عليه؟
هزت البنت راسها تبتسم وأردفت ودق تكشّر : مالت عليك وعلى ذوقك
وأبتعدت تهمس وهي تتنهد : من يكون عند أزهر !
أبتسم بخفوت يمثل عدم السمع وهو يتنحنح بعدها بثواني : وينك؟
غمضت عيونها هي نسّت إنه كان يكلمها وتذكرت همسها وهي تدعي إنه ما سمع شيء وجاوبته بهمس : بالدوام
هز راسه بالايجاب يسكت وعقدت حواجبها تسأله : ما راح تداوم؟
نفى يلجمها من نطّق : جتني سفرة مستعجلة لازم أروح
أبتسمت بسخرية تنطق بعدها : شغل طال عمرك .. ما يتأجل
صدمها من حسّت الإبتسامة بصوته وهو يقول : أكيد !
ما نكّر وما راح ينكر ، إهتمامه وخوفه وحرصه وحتى إكتشافه لها ما راح يطوّل هي تدري بما إنه سلّك درب إبوها ، لذلك هي ما جاوبته يسمع هو الجهاز يرن عندها : حالة طواريء ، شدي حيلك
قفل من كان الصمت جوابها وهو يتجه للمطار متوجّه إلى لندن
-
-
<أنتي عيونِك سود ، و منّك عارفه
شو بيعملوا فيّي عيون السّود..>
'
"قصر سلطان"
جالسه بهدوء على الكنب تناظر الفراغ بدون أي ردّة فعل وتنتبه لدخولهم وخروجهم من الغرفة اللي هو فيها ، تعي كل شيء إلى وقت دخولها لغرفة الإجتماعات بطلب من سلطان عشان تساعده هي بعد خروجهم ، كانت تسمع أصواتهم ومناداتهم لبعض وتسمع صوت صعودهم لدرج العمارة وحتى وقت ركضهم من ما لقوا نايف بالشقّة هي سمعته وبأول ما صرخ لديسّم يوجهه إنقطع صوته ونتج عنه صوت شوشره والواضح إن السماعة طاحت منه وجمدت وجيههم من صرخ ديسّم بأسمه يصرخ سلطان معاه ينادي بـ" خويّك شفيه يا ديسم" ، ومن ضرب الطاولة قدامه يصرخ بغضب هي ما عادت تعي شيء ولا أي شيء حتى ، شافتهم يجيبونه هنا وشافتهم يشيلونه إياد وديسم وهم يصرخون وشافت الدم اللي يغطي وجهه وكل هذا يصير من خمس ساعات وهي مكانها تشوف خروجهم ودخولهم بدون حراك ، وقفت نورسين جنبها تمد لها كوب المويّا : بنان يا قلبي ! خذي إشربي هالكوب على الاقل يا روحي إنتي
شافت عدم حراكها وهي تجلس عندها وطلع سلطان يناظر فيها ويأشر على بنان وتنهد بعمق من جاوبته بنفس الجواب من خمس ساعات ، مرت ساعة سادسة ينتظرون فيها ويتناوبون فيها إيريم ونورسين للجلوس عندها ، طلع سلطان وخلفه الطبيب اللي يتكلم معه بهمس ، وقفت نورسين بعد خروج الدكتور وهي تتكلم مع سلطان : وش قالوا له ؟
هز راسه بالإيجاب وهو يناظر بنان اللي ما تحركت عيونها تناظر بباب الغرفة ومشى لها يقول : بنان يا عمي ، اذكري الله وتعالي بفهمك كل الموضوع
تحرّكت عيونها اخيرًا تناظر سلطان فقط وما ترمش وهذا اللي أثار الرعب فيه ، وتكلم بهدوء يناظر فيها : نروح داخل الغرفة؟ انا وإنتي ونور
هزت راسها بدون كلام يدخلون لغرفة الإجتماعات ، وجلست جنب نورسين وسلطان يقابلهم وتنحنح يبدأ بالموضوع وهو يقول : يا بنتي
قاطعه دخول مهيب اللي يبتسم يشوف ظهرها مواجه الباب ، وهز راسه لسلطان يتقدّم وناظرته نورسبن بغرابة ووجهت نظرها لبنان الساهيّة ، جلس يقابلها من طلعوا سلطان ونورسين وأبتسم هو يحاوطها بهدوء وما أستوعبته من رفعت عينها تناظر فيه لثواني ورجعت تنزلها تنزل دمعتها معاها وسرعان ما شهقت تهل دمعتها من أستقرّت ريحة عطره تحاوطها ، رق قلبه يلفها له بحنيّه من طاحت دموعها بغزاره وهو يهمس لها : آسف يا ابوي ، والله آسف بس مضطر
ما ردّت تبكي لوعة شعورها وصدمتها باللي صار ، حتى عدم وعيها بكتّه ومدّت إيدها بعد مدّه ترفعها لملامحه تتحسس وجهه ، وإنعصر قلبه من أجهشت بكي وهي تقبّل ملامحه ومسح على شعرها يعتذر للمره الألف وهو يسمي عليها ونزلت راسها بخفّة تترك جبينها على أسفل دقنّه يقبّله هو وبكل حنيّه ، أبتعدت بعد دقايق طويلة يوقف هو معاها ونفت تناظر له بحده وهي تهمس : إنتبه تحاكيني ، ولا تمّر عينك بنطاق عيني
هز راسه بالإيجاب وهو عارف إنها ما راح تعديها بالساهل ، يعرف إنها خافت تفقدّه لدرجة عدم الحسيّة هم قالوا لهم وشافها هو بس ما يقدر يطلع من الغرفة لأن جويس حاطة لهم كاميرات يراقبهم نايف بجواله وأجهزة تنصت بكل مكان ، وحتى خروجه الآن كان بزي الدكتور والكمام يغطي وجهه ، تنهد يمسح على ملامحه ولبس الكمام يطلع خلفها وهو يرجع الغرفة نفسها ، هم لأنهم يدرون بإنه ينتظر إصابة واحد منهم عشان يكمّل على الباقين كانت هذي آخر خططهم اللي ما كان يدري عنها أحد إلا سلطان ومهيب وديسم فقط ، هو كان لابس سترة واقية وحاط كيس لون بفمّه في اي وقت يعض عليه ينفجر وعشان نايف ما يشك هم قرروا إنهم ينادون أزهر يجيه ويشوفه ، لأن جويس في التحقيق قالت لهم إن نايف يعرف الأمور بالرياض ولندن ويعرف العملاء كلهم
-
صعدت لغرفتها فوق بهدوء وإتزان من صادفت سلطان ونورسين بالصالة ، قفلت الباب ترتكي خلفه بثقل وغمّضت عيونها تحاول بقد ما تقدر إنها ما تبكي ولكن ما قدرت من رجع لها خوفها بذيك الساعات ومن إنها تنتظر خبر وحتى إحتمال انها تفقده هي فكرت فيه ، مشّت بثقل تجلس على السرير وهي تحس بألم في معدتها وتدري قولونها بدون هالأمور والأحداث هو هايج ، نزلت نظرها للطاولة جنبها تاخذ المسكن وهي تشوف دبلتها جنبه وشهقت من حسّت بألم يهلكها في أسفل بطنها وعضّت شفتها تمد إيدها لبطنها تشد عليه ، وصرخت يفوق قدرتها الألم تدخل لها إيريم اللي كانت قريبه منها : صوفي ، هل أنتِ بخير ؟
شهقت تشوفها تشد على بطنها وطلعت تصرخ على نورسين تجيهم ، ومرت خمس دقايق هي بألمها وجنبها نورسين وإيريم اللي فزوا من سمعوا دقّ الباب وخلفه صوت سلطان يقول : الطبيب قادم

ابدتِ بأطراف البنان مهابتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن